متابعة – محمود المرحرح:
في نتائج غير متوقعة، تعرّض ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي وباير ليفركوزن بطل ألمانيا، لخسائر كبيرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فيما نجح بوروسيا دورتموند في إنقاذ سمعة الأندية الألمانية، التي عاشت ليلة للنسيان على الصعيد القاري، كما تابع ليفربول صدارته للدوري، وبرشلونة توهجه الأوروبي، إلى جانب تفوقه المحلي.
ميلان يستعيد أمجاد الماضي
أسفرت الجولة الرابعة بالدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا عن نتائج غير متوقعة، فقد سقط البطل ريال مدريد بثلاثية مذلة على ملعبه «سانياغو بيرنابيو»، ولم يقدم حامل اللقب ما هو متوقع منه، عكس ميلان الذي قدم مباراة كبيرة، ذكرتنا بماضيه العريق، بفوز للذكرى في سانتياغو برنابيو، وتلقى مانشستر سيتي خسارة قاسية على يد سبورتينغ لشبونة العنيد، في أكبر مفاجآت الجولة، حين خسر بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، فيما كان بوروسيا دورتموند نقطة الضوء ، بالنسبة للفرق الألمانية، حين تغلب بهدف وحيد على ضيفه شتروم غراتس النمساوي.
نكسة ريال مدريد!
خسارة ريال مدريد الجديدة في مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد ميلان الإيطالي (3-1) أظهرت مدى معاناة الميرينغي الحالية، إذ لم يقدم ما يشفع له للفوز بالمباراة أو على الأقل اقتناص التعادل فيها، ومنذ صافرة البداية بدا واضحاً أن ريال مدريد يعاني من مشاكل واضحة، لاسيما في خط الدفاع، الذي تراجعت فعاليته بشكل كبير منذ إصابة داني كارفخال، فضلاً عن تراجع مستوى قلبي الدفاع ميليتاو وروديغر ..
أيضآ، يُعاني ريال مدريد من ضعف جلي في خط الهجوم، إذ يُهدر الثنائي مبابي وفينيسيوس في أكثر من مرة عدة فرص مواتية للتسجيل، ويُبالغان في البحث عن الحلول الفردية عوضاً عن لعب كرة قدم جماعية.
وكانت جماهير ريال مدريد تُمني النفس بفوز فريقها نتيجة وأداء، لاسيما بعد الهزيمة المذلة في الدوري الإسباني أمام برشلونة برباعية نظيفة، بيد أن السقوط أمام ميلان عزز فكرة أن ريال مدريد يمر هذا الموسم من فترة صعبة.
إميليو بوتراغينيو أسطورة ريال مدريد لخص ما عانى منه ريال مدريد بالقول:»إننا في لحظة صعبة .. النتيجة صعبة ولم نكن نتوقعها». وأضاف في تصرحات نقلتها صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» الإسبانية: «يجب أن نتحلى بالهدوء عندما لا تكون الظروف مثالية».
في المقابل، لعب فريق ميلان بتنظيم تكتيكي كبير، واستغل ثغرات ريال مدريد أفضل استغلال للفوز بالمباراة، وكان ميلان في أقرب من مرة قريباً من رفع حصته التهديفية لولا تألق الحارس الأوكراني لونين.
خسارة مهينة للسيتي
ولم يكن حال مانشستر سيتي أفضل من ريال مدريد، عملاق إنكلترا في السنوات الأخيرة فتعرّض لهزيمة مهينة في العاصمة البرتغالية لشبونة على يد سبورتينغ لشبونة (4-1) وفي نتيجة لم يتوقعها الكثير من متابعي كرة القدم الأوروبية،
وقص مانشستر سيتي شريط الأهداف بهدف مبكر، وظن كثيرون أن طريق «الأزرق السماوي» ستكون مُعبدة لتحقيق انتصار عريض، يُداوي به جراح الخسارة محلياً أمام بورنموث،
وفرض مانشستر سيتي أسلوبه المعتاد في السيطرة على الكرة، ومحاولة تسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف، إلا أن الأمور انقلبت بشكل مثير، بعدما أدرك سبورتينغ لشبونة التعادل أولاً، ثم استطاع تسجيل ثلاثة أهداف أخرى.
إذ في الآونة الأخيرة، يجد فريق مانشستر سيتي صعوبة نوعاً ما في ترجمة الفرص الحقيقية إلى أهداف، وتكرر الأمر نفسه في مباراة سبورتينغ لشبونة، وقال مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا :»إننا نكافح لتسجيل الفرص». وأضاف:»إنها لحظة صعبة لكن هذه هي كرة القدم».
ويبدو واضحاً أن مانشستر سيتي يعاني من غياب لاعب وسطه وأحسن لاعب في العالم رودي، الذي سيغيب عن الميادين حتى نهاية الموسم الحالي.
وتعد خسارة مانشستر سيتي أمام سبورتينغ لشبونة هي الثالثة على التوالي، وهو أمر لم يحدث منذ مدة طويلة، نجم السيتي برناردو سيلفا قرع جرس الإنذار بالقول: إن الفريق يسير الآن في «الاتجاه الخاطئ»، و مشيراً إلى أن الفريق بحاجة للتحسن، حسب تصريحات خص بها شبكة «تي ان تي سبورتس».
أما سبورتينغ لشبونة البرتغالي، فقد لعب بواقعية كبيرة، واعتمد على الهجمات المرتدة، والاستفادة من سرعة لاعبي خط الهجوم، لاسيما ترينكاو وجيوكيريس، ورغم أن سبورتينغ لشبونة تأخر في النتيجة بشكل مبكر، إلا أنه آمن بحظوظه وتحلى بالهدوء والصبر، لينجح في قلب الطاولة على الفريق الإنكليزي المخيف مانشستر سيتي.
دورتموند نقطة ضوء الفرق الألمانية
ونجح بوروسيا دوتموندفي حفظ ماء وجه كرة القدم الألمانية، التي تعرّضت لخسائر كبيرة، وخطف بوروسيا دورتموند الفوز (1-0) في الدقائق الأخيرة أمام منافسه النمساوي شتروم غراتس، ويُحسب للفريق الألماني أنه ظل يكافح حتى اللحظات الأخيرة لكسر دفاع الفريق النمساوي، الذي قدم مباراة جيدة للغاية، ويدين بوروسيا دورتموند في فوزه بالفضل للاعبه الهولندي
مالين، الذي خفف من الضغوطات الملقاة على عاتق مدرب الفريق الشاب نوري شاهين.
الصدارة لليفربول ..
أما حامل لقب «البوندسليغا» في الموسم الماضي باير ليفركوزن، فقد تلقى خسارة قاسية برباعية، أمام ليفربول الإنكليزي الذي انفرد بصدارة مرحلة الدوري بالعلامة التامة، وتسيد «الريدز» المباراة، واستطاع ضرب دفاعات ليفركوزن في أكثر من مرة، وحدد تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن سبب خسارة فريقه بالقول:»لقد انخفضت كثافتنا في الدفاع». وأضاف»لم نكن جيدين للغاية والنتيجة مؤلمة».
ويُعاني باير ليفركوزن من تراجع واضح في المستوى بالمقارنة مع الموسم الماضي، الذي أتى فيه الفريق الألماني على الأخضر واليابس وفاز بالدوري وكأس ألمانيا، وكان قريباً من تحقيق ثلاثية تاريخية لولا الخسارة أمام فريق أتالانتا الإيطالي في نهائي الدوري الأوروبي.
كذلك، سقط فريق لايبزيغ الألماني بثلاثة أهداف مقابل واحد أمام فريق سيلتيك، وكان الفريق الألماني سبّاقاً للتسجيل، بيد أن الأمور تغيرت بشكل سريع، ليقلب سيلتيك الطاولة على لايبزيغ في سيناريو مثير.
ولم يخف ماركو روزه مدرب لايبزيغ حسرته على خسارة المباراة. وقال في تصريحات نقلها موقع «لايبزيغ» الرسمي :»إن هذه الخسارة مخيبة للآمال» وتعود خسارة للايبزيغ في جزء منها لبعض الأخطاء الدفاعية للفريق الألماني، الذي لم يصمد كثيراً أمام ضغط وجودة فريق سيلتيك، الذي كان أكثر رغبة لتحقيق الفوز.
فوز الإنتر والبايرن …
ونجح عملاق بافاريا بايرن ميونيخ باستعادة توازنه بعد خسارته الكبيرة أمام برشلونة، بالتغلب على ضيفه بنفيكا بهدف وحيد، سجله نجمه الشاب جمال موسيالا، كما حسم إنتر ميلانو القمة التي جمعته بآرسنال بالفوز بهدف تشالهانوغلو، على حين تابع برشلونة نتائجه العريضة، وهذه المرة كان الضحية مستضيفه النجم الأحمر الصربي الذي تجرع الخسارة بخمسة أهداف لهدفين، وتعرض باريس سان جيرمان لخسارة موجعة على أرضه أمام ضيفه أتلتيكو مدريد بهدفين لهدف.