متابعة – أنور الجرادات:
هل يعقل أن تقام مباريات دورينا الكروي ، وخاصة منه دوري الدرجة الأولى بدون سيارة الإسعاف ، وحتى يتم التعويض عنها بسيارة مدنية ! ربما تكون للإداري أو المدرب أو مساعده أو لمشجع .. المهم وجود سيارة خاصة وجاهزة رغم أن مبالغ طائلة تدفعها الأندية في كل موسم لتسجيل اللاعبين الموهوبين ولكنها تفقدهم لغياب الأجهزة الطبية المتخصصة بها، وهو عامل مهم يفوت إدراكه حتى على مستوى العديد من الأندية وعلى صعيد المنتخبات الوطنية، ما يعرّض صحة اللاعبين للخطر في حالة الإصابات خاصة الكبيرة منها.
واقع غير موجود
للأسف فى واقعنا المعاصر يغيب هذا الجانب المهم ومعظم الإصابات يمكن احتواؤها في حالة ما يسمى بطبيب الملعب المتخصص، وهو الذي يقوم بالكشف المبدئي فور حدوث الإصابة وهو الذي يحدد مواصلة اللاعب النشاط من عدمه بعد الكشف الأولي على حالته الصحية ثم بعد «٢٤» ساعة يتم تحديد الإصابة بدقة، وللأسف لا يجرى ذلك، ثم بعد العلاج يتم تأهيل اللاعب ويخضع لقياسات علمية ولكل إصابة ناحية علمية محددة بالزمن ، وإذا كان هناك صعوبة فى إحضار طبيب من قبل الأندية فالأجدى إحضار معاون صحي مؤهل للقيام بدوره لتفادي تفاقم الإصابات، وما يحدث في ملاعبنا دليل على أهمية ذلك لغياب الإسعاف الأولي الفوري ما أدى لتفاقم الإصابة وربما الوفاة لا سمح الله.
وفي هذا المجال ليس هناك مانع للخبراء من تقديم الخدمات في هذا المجال متبرعين بأن نقوم بعقد كورسات تأهيلية للمعاونين الصحيين لتأهيلهم، ولابد من وجود عيادة فى كل نادٍ ليتلقى فيها اللاعبون العلاج تحت أعين النادي وفق لائحة تحضهم على المواظبة ، وحتى الأطباء العاملون أو المعاونون يجب أن يكونوا متفرغين لهذا العمل المهم، وهذه ناحية أساسية لتحافظ الأندية على أموالها التي دفعتها للاعبين للاستفادة من مواهبهم.
الاختصاص
ووزارة الصحة لا علاقة لها بالطب الرياضي وهو شأن خاص بالمؤسسات الرياضية وهو مسؤوليتها، وهو اختصاص جديد ، وهناك ناحية مهمة تؤدي لإصابات اللاعبين وهي فترة التوقف بين الدورتين وهي طويلة وينبغي ألا تتجاوز الـ ٦ أسابيع، لأن هذا يضر بالعضلات كثيراً مع الكشف الطبي الكامل قبل بداية النشاط بفحص القلب والأسنان ثم العظام ثم الكشف الدوري، وإذا كان هناك مؤشر لمرض معين يحول لجهة الاختصاص ثم يبدأ الإعداد بالتدرج بتهيئة العضلات لبداية النشاط، وهذا تخصص آخر حتى يحدث التوافق العضلي المطلوب وهذا كله بقياسات، وكنا نخضع اللاعبين للتدريب لثلاث فترات في اليوم وكانت التغذية متوازنة، وهي ضرورية لتعويض الرياضي ما يفقده أثناء التدريب نتيجة المجهود البدني.
استغراب !
ونستغرب حضور عدد من اللاعبين المحترفين بإصابات لا تستدعي العلاج بالخارج ، ويمكن معالجتها عندنا إذا توافرت المقومات المطلوبة لها، مثل ضرورة إنشاء نواة لوحدة علاجية متخصصة بالملاعب تهتم بهذا الجانب ويتم بها توفير الأجهزة المطلوبة لعلاج إصابات الملاعب وحماية الإصابة بالتأهيل المطلوب وهذا يوفر أموالاً طائلة تصرف لعلاج هؤلاء اللاعبين بالخارج.
وهناك العديد من الأندية حلت هذه المشكلة بتعاقدها مع بعض المستشفيات والأطباء الذين يشرفون على الحالة الصحية للاعبين بالكامل، بخطاب من النادي يحمله اللاعب والنادي يتكفل بالناحية المالية وهم يقومون بهذا الدور مما جعل الإصابات لا تمثل للأندية أرقاً، وهو دور ينبغي لكل الأندية أن تتجه إليه لأنه يحافظ على ثرواتها من المواهب التي لديها ..
ويجب على الأندية المحترفة أن تطرح مقترحاً بإنشاء وحدة علاجية يسهم فيها الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة والأندية للاهتمام باللاعبين وبحالتهم الصحية، وهناك أشياء أخرى ستسر الأندية عند إجازتها.
طبيب متخصص
وعدم وجود طبيب مختص بإصابات الملاعب سواء مع الأندية أم المنتخب الذي عمل معه طوال مسيرته الكروية وكذلك للأسف لا يوجد مدرب لياقة متخصص، وهما شيئان مهمان لعمل الجهاز الفني وكنا في الغالب نقوم بعملهما ، والمعالج هو المتخصص الوحيد الذي نراه ولكنه للأسف تفرغ للعمل بعيادته.
ونقترح أن تقام الوحدة العلاجية المقترحة بالمدن الرياضية لحل هذه الإشكالية بإيجاد كافة التخصصات بها لتسهيل مهمة الأندية فى توفير العلاج بالداخل …
ويجب إسقاط هذا الجانب لغياب الوعي بهذا الجانب منذ فترة ليست بالقصيرة ببلادنا ، وحتى على المستوى المهني فهو ليس من الأوليات ونجده فقط في أندية الهيئات ولكن ليس بالتخصص المطلوب، وفي باقي الأندية يوجد معاون صحي وفي الغالب غير مؤهل وفي العالم كله أي جهاز فني لديه طاقم طبي متكامل يهتم باللاعب إذا أصابه أي مرض غير الإصابة الاعتيادية، ونحن للأسف أسقطنا ذلك (من زمان) ! ونتساءل :
لماذا يُعطى اللاعب المصاب حقنة مخدرة ليلعب وهو مصاب تحت التخدير ومنذ زمن ، وهناك لاعبون تعرضوا لإصابة حدثت لهم بتدريبات أنديتهم في الرقبة ؟ فكيف إذا كنت أنا اللاعب ولست المدرب ؟