الموقف الرياضي:
لم نجد أفضل من كلمة لغز لوصف الحالة التي مر بها فريق رجال سلة الكرامة هذا الموسم، وأسرار هذا الأداء الضعيف والمتخبط الذي لا يبشر بأن أمور اللعبة بخير، فالفريق هذا الموسم لم تنقصه من النواحي المالية إلا لبن العصفور، والمشاكل التي عصفت بجميع منافسيه كان هو بمنأى عنها، وكانت علاقة اللاعبين بإدارتهم واضحة ومنضبطة، والصالة التدريبية متوفرة وجيش من الكادر الإداري، ومع ذلك بقيت صورة الفريق ضبابية وأداؤه غير مقنع ، وعانى الأمرين لتحقيق الفوز على فرق لا تجاريه لا فنياً ولا مادياً، أما اللغز الأخر هو أن الفريق ضم نخبة النخبة من اللاعبين، وتعاقدت الإدارة مع المدرب المصري أمير إبراهيم الذي لم ينجح في خلق حالة من التناغم والانسجام بين جميع لاعبي الفريق وكان مستوى الفريق متصاعد بين القبول هنا والرفض هناك، ليتلقى الفريق بعض الخسارات كانت سبباً في استقالة مدربه المصري ..
ليجد الفريق نفسه أمام فراغ فني لتشكل فترة توقف الدوري بمنزلة المسعف له، وتنجح الإدارة بالتعاقد مع المدرب الوطني هادي درويش في وقت ضيق لم يسمح له في تحضير الفريق كما يريد ويتمنى، ورغم ذلك تجاوز فريق الأهلي بسهولة بسبب مشاركة الأخير بتشكيلة من اللاعبين الشبان ، ولو كان فريق الأهلي بكامل نجومه وطموحه بالمنافسة على اللقب لكانت نتيجة الكرامة مختلفة .
وفي المربع الذهبي واجه الكرامة فريق النواعير بعد أن ضم لاعباً محلياً وليم حداد وأخر أجنبياً، ومع ذلك لم يكن مستواه جيداً وفاز بشق الأنفس وخسر مباراة ضمن سلسلة الفاينال، وفي الدور النهائي أمام فريق الوحدة جاهد الكرامة كثيراً وحاول أن يخطف فوزاً واحداً في لقاءي العاصمة لكنه كبا ، وقدم مستوى متواضع وفي لقاءات حمص وتدعيم صفوفه بلاعب أجنبي عالي المستوى أخفق الكرامة في رد اعتباره وخرج خاسراً ليتوج الوحدة باللقب.
مشاكل فنية
خسارة الكرامة أمام الوحدة تركت الكثير من إشارات الاستفهام لدى عشاقه ومحبيه، وأكدت بالدليل القاطع بأن الفريق يعاني من مشكلة فنية لم ينتبه إليها القائمون على اللعبة، الذين بات همهم الوحيد البحث عن ألقاب وإنجازات مسبقة الصنع حتى لو كان تحقيقها على حساب بنيان النادي، ولو قام بعض الداعمين للفريق بصرف ما تم صرفه من ألاف الملايين من الليرات السورية على قواعد اللعبة بالنادي، لكان ذلك أفضل بكثير من صرفها على تعاقدت خلبية لا تسمن ولا تغني من جوع.
فأين مشكلة سلة الكرامة إذاً ؟ وهل سيستمر القائمون في الموسم المقبل على نفس النهج، بعيداً عن دعم قواعد اللعبة بشكل علمي مدروس حتى تثمر خطواتهم في بناء فريق للمستقبل ، يقي النادي أعباء التكاليف المادية جراء تعاقدات لم تأت بأي شيء مفيد للنادي،
وهل لدى القائمين على سلة الكرامة أجوبة لهذه الألغاز، التي نتمنى أن يصلوا إليها قبل وصول قطار الدوري القادم من دون حلول جوهرية.