غياب اللاعبين النجوم عن عرش سلتنا في عيون كوادر اللعبة

الموقف الرياضي _ مهند الحسني :
تعاني سلتنا الوطنية من نقص كبير من لاعبي النجوم منذ سنوات طويلة، ويعود ذلك إلى إهمال الأندية لقواعدها وعدم قدرتها على صناعة لاعبين جيدين من مستوى عال، الأمر الذي أدى إلى تلاشي هؤلاء اللاعبون من أنديتنا.
الموقف الرياضي استطلعت أداء أهل الخبرة من مدربي أنديتنا عبر التحقيق التالي:

  المدرب هيثم جميل ( مقارنة صعبة)
أعتقد من المجحف أن نقول أنه لا يوجد نجوم في ملاعبنا سواء على المستوى المحلي أو الدولي، في البداية علينا أن نوضح من هو اللاعب النجم، أو ما هي المعايير التي يجب الاعتماد عليها لنطلق لقب النجم على لاعبينا، منذ أمد بعيد وملاعبنا ويوماً بعد يوم وجيل بعد جيل، وهي تعطينا لاعبين نجوم مميزين لا يمكن حصرهم وبجميع المراكز، حقيقة، الأمر أن الفترة الزمنية الصعبة التي مرت بها بلادنا الحبيبة أثرت وبشكل كبير على المستوى الفني للاعبين ، فإن مشاركتنا الخارجية على مستوى الأندية والمنتخبات قد انخفض كثيراً، عدا عن ذلك ضعف المسابقات عموماً على مستوى الفئات العمرية فقد أثر أيضاً على مستوى اللاعبين الصاعدين، مما يؤخر من زمن ظهورهم على مستوى فني مميز، والخطأ الأكبر الذي يقع فيه الكثير من الفنين هو المقارنة بين لاعب من الستينيات أو الثمانينيات بلاعبين هذا الزمن، لأن لكل زمان خصوصيته ومعطياته الخاصة، علينا احترام ما يقدمه هذا الجيل وهؤلاء اللاعبون، ومنهم من هم نجوم مميزين، كما علينا دعم وبأسلوب مهني فني حضاري للاعبين الصاعدين الجدد.

المشكلة الحقيقية هو أن هناك أفراد كانوا يوماً لاعبين نجوم مميزين ومازالوا يعيشون هذه النجومية، ولخوفهم من أن تذهب عنهم الأضواء فإنهم يروجون بطريقة أو أخرى أن هذا الوقت لا يوجد فيه لاعبون نجوم مميزين، وبهذه الأفكار فإنهم يخالفون المثل القائل    (لكل زمان دولة ورجال).

  المدرب واللاعب وليم حداد (نظام المسابقات)
سبب قلة وجود نجوم جديدة في أنديتنا يعود لأننا دائماً نبدأ من الأسفل إلى الأعلى، وعندما يكون العمل صحيحا بالقواعد سنلاقي النتيجة في فرق الكبيرة جيدة.
عدد اللاعبين الصغار الممارسين للعبة قليل جداً، و لا يتناسب مع عدد سكان، فكلما كبرت الكمية في الأسفل ستحصد على النوعية في الأعلى.
نظام المسابقات المتبع في الفئات العمرية غير مجد و لا يعطي للاعب الخبرة الكافية المطلوبة ليكون لاعباً جاهزاً للعب في دوري الرجال.
  وعدد الأندية للعبة قليل بحيث يصعد اللاعب للرجال أغلب الأوقات ولا يوجد مكاناً له لأن الجميع مطالب بالفوز والخبرة وإعطاء الفرصة تبدأ عند الأندية الصغيرة ومن ثم ينتقل اللاعب إلى الأندية المنافسة ، طبعاً عندما يكون لاعب موهبة.
المعسكرات الفردية للاعبين غير موجودة ، أو معسكرات خارجية لإرسال اللاعبين وتطوير مهاراتهم.

عبود شكور (مسؤولية مشتركة)
أسباب يتحملها اللاعبون وأسباب يتحملها اتحاد السلة، لأن كرة السلة لعبة مهارات، و المهارات تتطلب هنا توفر الموهبة والتمرين المتواصل لصقل هذه الموهبة، للأسف سورية افتقرت في السنوات الماضية وتحديداً سنوات الحرب للمواهب الجيدة، بالإضافة إلى أن اللاعبين برأيي لم ينالوا الجرعات التدريبية الكافية للوصول إلى مرحلة النجومية، سواء كان ذلك تقاعساً منهم أو بسبب قلة المنشآت الرياضية.

  المدرب جورج شكر
(غياب التوجيه)
هناك العديد من الأسباب التي لم تسمح لسلتنا برؤية نجوم جديدة تحلق في سمائها، بداية الأسباب الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد عامة، ومراكز صناعة المواهب المعروفة تقليدياً حلب ودمشق ، وبدرجة ثانية حمص وحماة و اللاذقية، حيث أنها أثرت بشكل كبير على كم اللاعبين وصعوبة إقامة مباريات مع تقطع الطرق والأهم هنا هجرة عدد كبير من المدربين واللاعبين ، وهو ما أضعف القاعدة التي ارتكزت عليها سلتنا لسنوات ماضية.
  مع عودة الأمان لأغلب المدن وعودة النشاط الرياضي واقترابه من نقطة ما قبل الأزمة …. غاب عن اتحاد السلة حتى الآن توجيه الأندية للاهتمام بقواعدها ، وهي التي أغرتها أضواء النقل التلفزيوني والجماهيري ، وأغلب إداراتها بعيدة عن أجواء الرياضة، وصناعتها ستظل الأندية بعيدة عن الاهتمام بقواعدها طالما ترك لها المشاركة من عدمها في منافسات اللجان الفنية ، وخاصة في المحافظات التي لا تمتلك إلا عدداً محدوداً من الأندية كحمص و اللاذقية .
أتمنى أن يكون إقامة دوري تحت ٢١ مع دوري النخبة أن يسلط الأضواء على المواهب القليلة في هذه الفرق ، وأن يقام في السنوات المقبلة دوري كامل لفئات تحت ١٨ و تحت ١٦ للرجال و السيدات ، ومن لا يشارك به لا يسمح له بالمشاركة بدوري النخبة للرجال والدرجة الأولى للسيدات ، لأنه السبيل الوحيد بإعادة إفراز مواهب جديدة من اللاعبين وحتى المدربين.

     المدرب يبريم خوخاخيان
(التمرين المكثف)
هناك عدة أسباب لغياب اللاعبين النجوم بسلتنا الوطنية، بداية هناك نوعان من اللاعبين، لاعب يرغب في تطوير مستواه وهو بالأصل يمتلك كل مقومات التألق والموهبة، أما النوع الثاني فهو اللاعب الذي يتطور بالتمرين، وهذه الفئة الأكثر وهم بحاجة إلى تمارين مكثفة وصالات وكرات ومدربين مختصين بتطوير المهارات الأساسية، وللأسف هذا الشيء حالياً غير موجود لدينا، واللاعب الموهوب وهذه فئة قليلة للأسف.
ولابد من اكتشاف هذه المواهب وهي بحاجة إلى تمارين ومدربين متخصصين، لكن يجب أن لا ننسى الوضع الصعب الذي يمر به بلدنا الحبيب حالياً ، وهذا من شأنه أن ينعكس سلباً على تطوير مفاصل اللعبة بشكل عام.

المزيد..
آخر الأخبار