الموقف الرياضي _ مهند الحسني
أيام قليلة تفصلنا عن التصفيات الآسيوية 2025 ومازالت تحضيرات منتخبنا الوطني الذي وقع في المجموعة السادسة، والتي تضم منتخبات الإمارات ولبنان والبحرين غير واضحة، وهذه المنتخبات قوية واللعب معها لن يكون سهلاً وخاصة أن نتائج موجهاتنا الماضية تصب في مصلحة على صعيد المستوى الفني والنتائج الرقمية، وخوض التصفيات القادمة لن يكون صعباً في حال نجح الاتحاد في إعداد المنتخب بطريقة مثالية توازي حجم وقوة هذه المنتخبات.
إعداد جيد
الفترة الزمنية التي تفصلنا عن التصفيات تعتبر كافية ووافية لعودة الاتحاد والقائمين عليه إلى وضع دراسة فنية لخطة إعداد المنتخب على نار هادئة، ووضع تصورات جديدة للمرحلة القادمة على أمل تلافي جميع المنغصات والأخطاء التي وقع بها الاتحاد في إعداد منتخباته منذ توليه لمهامه، فالكوادر الوطنية القادرة على العطاء موجودة لكنها مبعدة أو مستبعدة وعلى الاتحاد تصفية النوايا ورفع مستوى ثقته بهؤلاء الكوادر ومنحهم كامل حرية العمل في هذا الاستحقاق المهم، لأن تواجدنا في المحفل الآسيوي بات أمراً ضرورياً من أجل تثبيت مبدأ الحضور على أقل تقدير، لكن طموحات عشاق المنتخب باتت تتطلع لأكثر من تسجيل هذا الحضور الخجول وتحقيق نتائج جيدة، وهذه النتائج لن تأتي من عبث وإنما هي بحاجة إلى خطة إعداد جيدة ومدروسة وتنفيذ صحيح على أرض الواقع بهدف توفير كل المقومات اللازمة للمنتخب في تحضيراته القادمة ، ورفع يد بعض الدخلاء عن هموم وشجون المنتخب وترك عملية انتقاء اللاعبين بشكل كامل للجهاز الفني للمنتخب.
ما الضير ؟
لا نغالي إذا قلنا بأن اتحاد السلة الحالي قد نجح في زرع ثقافة المدرب الأجنبي لقيادة منتخباتنا الوطنية منذ مجيئه لمركز صنع القرار لكن هؤلاء المدربين لم يتمكنوا من رفع سوية منتخباتنا لكلا الفئتين الرجال والسيدات ، فجاءت نتائجنا علقمية ومستوانا الهزيل والضعيف، وتحولت منتخباتنا إلى قط أليف تستبيح سلته جميع المنتخبات، طبعاً لسنا بصدد انتقاد خبرة هؤلاء المدربين ، فهم من أصحاب الخبرات السلوية العالية لكن فشلهم يعود لعدة أسباب يأتي في مقدمتها التعاقد المتأخر معهم والذي لا يسمح لهم بالمجيء إلى سورية قبل فترة شهر من أي بطولة ومتابعة مباريات الدوري في جميع المحافظات وانتقاء اللاعبين بعيداً عن أي محسوبيات أو مصالح شخصية ومن ثم العمل على تحضير المنتخب عبر برنامج تحضيري جيد، ثانياً استغلال حالة السخاء المادي التي توليها القيادة الرياضية لمنتخبات السلة ، وانتقاء اللاعبين المجنسين بطريقة تتناسب مع واقع المنتخب بحيث يتم التعاقد مع لاعب يحمل المنتخب يكون بمنزلة العقل المفكر للمنتخب والقائد الناجح، لا أن يكون عبئاً عليه كما ظهر المحترف الأمريكي بيدرسون الذي شارك مع المنتخب في التصفيات الأولمبية الأخيرة، ثالثاً تسليم ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية لأشخاص من أصحاب الخبرة الفنية والإدارية وتشكيل لجنة خاصة لهذا الملف ، وتوفير له كل ما يلزم من أجل أن تكون حصاده وفيراً ويساهم في رفع مستوى المنتخب لأن هذا الملف في المشاركة الأخيرة للمنتخب أثبت أن القائمين عليه لا يفقهون أدنى درجات المخاطبة الإدارية ولم تكن رؤية لمستويات اللاعبين جيدة، ما انعكس سلباً على المنتخب فظهر اللاعبون بصورة متواضعة ساهمت في نتائج غير مرضية، رابعاً على الاتحاد أن يكون لكوادره الوطنية بعدما أثبتت تجاربه مع المدرب الأجنبي بهذه الطريقة الفجة فشلها ويمنح الثقة لبعض مدربينا لقيادة المنتخب في الاستحقاق القادم ، وهم قادرون على العطاء وخاصة أنهم يعرفون إمكانات جميع اللاعبين ومن المؤكد أنهم سيوظفونها لمصلحة المنتخب على أمل الظهور بصورة جميلة وتحقيق نتائج جيدة، ولا نقصد هنا أننا سنعتلي منصات التتويج عربياً أو قارياً ، وإنما حتماً سيكون حال المنتخب أفضل بكثير.
خلاصة ..
لابد أن نمنح المنتخب فرصة ممتازة للتحضير و الإعداد ضمن الممكن والمتوفر، كما أن المشاركة خلال الموسم بهذا الزخم من القوة والإثارة ستضمن وصول اللاعبين لأفضل مستوى من الجاهزية التي قد لا تكون متواجدة في بداية الموسم، نتيجة تأرجح تحضيرات الفرق، كل ذلك يوجب على الاتحاد أن يلم بكافة التفاصيل والظروف المحيطة بالتحضير لضمان أفضل مشاركة ممكنة، وتسجيل حضور طيب يليق بسمعة السلة السورية، نحن مقبلون على مرحلة جيدة ومشرقة لمنتخباتنا الوطنية، ستكون مفعمة بالوجوه الجديدة والمتجددة القادرة على العمل والعطاء.