ما أسهل أن نتهرب من مسؤولياتنا في المؤسسات الرياضية, ونجعل المدربين مشجباً نعلق
عليه كل أسباب التراجع وتبعات المشكلات, وننزوي الى الظل تاركين المدربين تحت سطوة الألسن التي لا ترحم, العمل التدريبي حلقة مهمة في سلسلة البناء الرياضي وهي الحلقة الأضعف رغم كونها ذات مسؤوليات جسام وتسلط عليها كل الأضواء, ولا يمكن الحديث عن النجاح في المهام الفنية بمعزل عن الاستقرار والإنسجام الإداريين, فأي خلل في أداء الوظائف الإدارية ينعكس سلباً على الناحية الفنية ولأن العبرة في النتائج وتقديم المستوى الفني المقنع, ومع ضرورة وحتمية تحميل المسؤولية لأحد الأطراف, لا نجد أمامنا إلا المدربين الذين يسددون ثمن أخطاء الآخرين, هذه الصورة كثيرة الظهور والتكرار وأسيرة حالات انعدام التوازن وفقدان الثقة نشاهدها بين الفينة والأخرى على مسرحي الأندية والمنتخبات, على حد سواء حتى وصلت الى معدلات فلكية وأرقام قياسية, ورغم هذا كله فالمشكلات استعصت أكثر من ذي قبل والاشكاليات تفاقمت, ربما يكون سبر الأعماق الدفينة مضنياً ومرهقاً لأنه قد يفرز حقائق أليمة لا تتوافق مع المصالح الخاصة وتتعارض مع أهواء فئات تقتات على بنيوية الخلل وتداعياته, لكن لابد من مواجهة الواقع وتجريده ووضع اليد على مواطن الألم وبواعث المرض مهما غلت التضحيات وكثرت التحديات, وأعتقد بأننا قادرون على ذلك.
مهند الحسني