الموقف الرياضي:
هزّ زلزال السادس من شباط قلوبنا وأرواحنا قبل أن يهزّ بيوتنا وحاراتنا وذكرياتنا، وضرب عميقاً في وجدان النسيج السوري تاركاً أثره المؤلم والموجع والصادم فينا، والرياضيون جزء أساسي من هذا النسيج وهذا الوجدان تعرضوا للصدمة ذاتها والضربة ذاتها وقدموا ضحايا جراء الزلزال الذي ضرب محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب.
رياضيو سورية لبّوا نداء الإغاثة، وكانوا حاضرين بقوة وثبات لتقديم يد العون والمساعدة، ووضعوا جميع الإمكانيات من منشآت وصالات ومدن رياضية في خدمة الجهات المعنية، وشكلوا فرقاً تطوعية لتقديم المساعدة في تفريغ ونقل المساعدات، أو في تجهيز قوافل من المساعدات وإطلاق مبادرات إغاثة تعبر عن قوة السوريين في وحدتهم، وتحت تسميات وعناوين منها مشتق من أسماء الأندية المبادرة، ومنها عربون وفاء لشركائهم في الأرض والهوية والمصير.
الرياضيون أثبتوا كما باقي أبناء سورية أصالتهم ووطنيتهم وولاءهم وتمسكهم بأرضهم وبجذورهم، وتكاتفوا حول قيادتهم لتجاوز هذه المحنة الأليمة التي تضاف للحرب الظالمة التي تعاني منها بلدنا لأكثر من عقد، وما خلفته من تبعات وما نعانيه من حصار وعقوبات ظالمة، وأمام هذا الثبات والعزيمة استطعنا استيعاب صدمة الزلزال الأولى وانطلقنا جميعاً لتلبية نداء الإغاثة، لننهض من تحت الركام ونتجاوز معاً مصابنا يداً بيد على أمل أن نكسر حصارنا، ونفرض على دول الاستكبار رفع العقوبات عن شعبنا، واستعادة حقوقنا، ومنها أموالنا المجمدة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والآسيوي.
الرياضة التي لطالما ارتبطت بإنجاز ومنصات تتويج وألقاب وميداليات براقة هي اليوم شريك أساسي في تلبية النداء لإغاثة المنكوبين من جراء الزلزال وتجاوز المحنة.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com