الموقف الرياضي – عبد الله الحسني:
حققت منتخبات قارتي إفريقيا وآسيا العديد من الإنجازات على مدار مشاركاتها في بطولات كأس العالم على مدار العقود الماضية.
ونجحت منتخبات آسيوية وإفريقية مثل كوريا الجنوبية والكاميرون والسنغال و المغرب، في أن تسطر اسمها بين الكبار في المونديال بانتصارات تاريخية.
المشاركات الإفريقية
في كأس العالم
من بين أكثر من ٥٠ دولة إفريقية، كان التأهل على مدار تاريخ البطولة من نصيب ١٣ منتخباً فقط من بينها منتخبات لم يحالفها الحظ حتى الآن سوى مرة واحدة.
وخلال هذه المشاركات، تركت منتخبات قليلة للغاية بصمة حقيقية في البطولة، وكانت هذه البصمات المحدودة سبباً في زيادة مقاعد القارة تدريجياً حتى وصلت إلى ٥ مقاعد في النسخ الأخيرة.
و كان المنتخب المصري أول المشاركين من القارة الإفريقية في البطولة وقد اقتصرت مشاركاته على ٣ نسخ فقط حتى الآن، وخرج فيها جميعاً من الدور الأول لكنه قدم عروضاً جيدة في بعض المباريات.
لكن المنتخب الكاميروني هو من يستحوذ على الرقم القياسي لعدد المشاركات الإفريقية في البطولة، حيث خاض المنافسة في ثماني مناسبات، كما كان صاحب أول بصمة كبيرة للكرة الإفريقية في المونديال عندما شارك في نسخة ١٩٩٠ بإيطاليا وبلغ دور الثمانية بعد التفوق على منتخبات عريقة بل والفوز على المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب وقتها في المباراة الافتتاحية،
وخسر الفريق بصعوبة أمام نظيره الإنكليزي في دور الثمانية لكنه كسب احترام العالم كله بالأداء والنتائج التي حققها في تلك النسخة.
وبخلاف هذا الإنجاز، خرج الفريق من الدور الأول (دور المجموعات) في مشاركاته الأخرى.
وكان المنتخب النيجيري على وشك تكرار الإنجاز نفسه في النسخة التالية عام ١٩٩٤ بالولايات المتحدة الأمريكية لكنه خسر أمام نظيره الإيطالي في دور الثمن النهائي بصعوبة، ثم وصل للدور ذاته في نسختي ١٩٩٨ و٢٠١٤ .
و في نسخة ٢٠٠٢ بكوريا الجنوبية واليابان، حقق المنتخب السنغالي المفاجأة المبكرة على غرار نظيره الكاميروني في ١٩٩٠ وتغلب على المنتخب الفرنسي حامل اللقب وقتها بهدف نظيف، في المباراة الافتتاحية للبطولة ثم شق طريقه حتى دور الثمانية أيضاً .
وكانت هذه الأولى من ٣ مشاركات للمنتخب السنغالي في المونديال، وفي كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر ودع المنتخب السنغالي البطولة من الدور الثمن النهائي بعد الخسارة من المنتخب الإنكليزي بثلاثية نظيفة.
وعندما استضافت إفريقيا أول بطولة كأس عالم في تاريخها من خلال النسخة، التي نظمتها جنوب إفريقيا في ٢٠١٠، حققت الكرة الإفريقية رقماً قياسياً بمشاركة ٦ منتخبات من بينها ممثل البلد المضيف.
لكن المنتخب الغاني هو من خطف الأضواء في تلك النسخة وبلغ دور الثمانية أيضاً بعد مسيرة مميزة لم تتوقف إلا بركلات الترجيح أمام منتخب أوروغواي الذي تأهل للمربع الذهبي.
و كانت هذه هي الثانية من ٤ مشاركات للمنتخب الغاني في البطولة، و في مشاركتهم الرابعة في مونديال قطر ودع المنتخب الغاني البطولة من دور المجموعات محققاً انتصاراً وحيداً كان أمام المنتخب الكوري الجنوبي .
وإلى جانب هذه البصمات الكبيرة، كان لمنتخبي تونس والجزائر أيضاً مشاركات قوية في البطولة ببعض النسخ الأخرى لكن الحظ عاندهما فلم يتمكنا من الوصول بعيداً في البطولة، أما بالحديث عن المنتخب المغربي فإنه يكتب اسمه بأسطر من ذهب خلال مشاركته في مونديال قطر ٢٠٢٢، حيث تصدر مجموعته بعدما تغلب على المنتخب البلجيكي و الكندي و تعادل مع المنتخب الكرواتي، و في دور الثمن النهائي أطاح المنتخب الإسباني بركلات الترجيح، ويستعد أسود الأطلس لكتابة تاريخاً جديداً عندما يلتقي مع البرتغال اليوم السبت على أمل بلوغ دور النصف النهائي، ويعد ما حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر، أفضل النتائج العربية في تاريخ المونديال.
المشاركة الآسيوية
في كأس العالم
كان أول حضور لقارة آسيا في نهائيات كأس العالم في مونديال ١٩٣٤، عبر مشاركة منتخب الهند الشرقية(إندونيسيا حالياً )، ثم غابت القارة عن البطولة حتى النسخة الخامسة منها عام ١٩٥٤ عبر منتخب كوريا الجنوبية، وعادت للغياب عن بطولتي ١٩٥٧ و١٩٦٢.
عادت القارة الصفراء للمشاركة مجدداً في كأس العالم في بطولة عام ١٩٦٦، مع وصول منتخب كوريا الشمالية للبطولة.
وشهدت نسخة عام ١٩٧٨ عودة القارة الصفراء للمشاركة في البطولة مجدداً من بوابة المنتخب الإيراني، بينما شارك منتخب الكويت في نسخة عام ١٩٨٢.
وشارك منتخبا كوريا الجنوبية والعراق في مونديال المكسيك عام ١٩٨٦، وكانت المرة الأولى التي يمثل فيها منتخبان قارة آسيا.
وتكرر حضور منتخبين من آسيا، هما الإمارات وكوريا الجنوبية، في مونديال ١٩٩٠ بإيطاليا، بينما شارك منتخبا السعودية وكوريا الجنوبية في نسخة عام ١٩٩٤ بالولايات المتحدة الأمريكية.
و بعد أن رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم، عدد المتأهلين من ٢٤ إلى ٣٢ منتخباً ، صارت حظوظ الفرق الآسيوية أكبر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم مع هيمنة ثلاثة منتخبات على القارة الآسيوية بسبب تطور كرة القدم فيها، وهي كوريا الجنوبية واليابان و مؤخراً أستراليا، كونها انضمت إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدءاً من عام ٢٠٠٦، وبالإضافة إلى منتخبي إيران والسعودية.
و يعد المنتخب الكوري الجنوبي أكثر المنتخبات التي تمكّنت من التأهل للنهائيات، إذ تأهل ١١ مرة، ويليه المنتخب الياباني بسبع مشاركات، ثم منتخبات السعودية وإيران وأستراليا، ولكل منها ست مشاركات في المونديال.
بينما تأهلت كوريا الشمالية مرتين، وتأهل لمرة واحدة فقط كل من منتخبات الإمارات والكويت والعراق والصين و قطر، وبالتالي شارك أحد عشر منتخباً في نهائيات كأس العالم من أصل ٤٧ منتخباً تمثل القارة الصفراء.
و تبقى النتيجة الوحيدة اللافتة للمنتخبات الآسيوية، في نسخة كوريا الجنوبية و اليابان عام ٢٠٠٢، عندما وصل المنتخب الكوري الجنوبي للدور النصف النهائي، إذ تجاوز المنتخب الكوري عقبة المنتخب الإيطالي في دور الثمن النهائي، و حقق فوزاً تاريخياً في ربع النهائي على إسبانيا بركلات الترجيح، و خسر نصف النهائي أمام ألمانيا، وأيضاً خسر المباراة الترتيبية أمام تركيا واحتل المركز الرابع في البطولة، وهذا يعتبر أفضل إنجاز للكرة الآسيوية في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم.