صوت الموقف:هدف استراتيجي

الموقف الرياضي:

تستأثر مباريات وتفاصيل وكواليس كأس العالم الحالية على أحاديث المجالس الخاصة والعامة وعلى منصات التواصل الاجتماعي فأدخلت السرور والمتعة للكثيرين وأحزنت وصدمت أكثر، قياساً بمنطق المستديرة المجنونة تشجيعاً وشغفاً وتعصباً فاق التصورات والوصف لكن بالمقابل وضعتنا تحت ضغوط أصعب وأكبر لدرجة قد يتسلل اليأس إلى نفوس وقلوب جماهيرنا لشعورنا بالعجز أمام هول ما نتابعه ونشاهده من تطور تقني وفني وإداري ومالي وتسويقي بكل احترافية وحداثة مقارنة بواقعنا الكروي المتعثر بل الكارثي الذي يترنح بفعل ارتجالية القرارات وغياب الرؤى الاستراتيجية العملية وافتقادنا لأبجديات العمل الكروي السليم.
كي لا نجلد أنفسنا أكثر سنكتفي بلفت نظر المعنيين بشأن كرتنا والقائمين عليها لضرورة طي صفحة العبث والتعنت والعناد الموروث في اتحادات الكرة المتعاقبة والتي لا تفكر أبعد من أنفها وحساباتها المصلحية الضيقة الآنية وتجاوزاتها ومكاسبها النفعية الخاصة في ظل غياب الرقابة والمحاسبة بل أكثر من ذلك ترسيخ مفاهيم مشوهة وسياسات عمل هدامة قياساً بالنتاج الصفري الكارثي فلا يوجد ما نفاخر به إفلاس مالي وخيبات وخسارات متتالية وتعاظم دور المتطفلين أصحاب الأحجام الصغيرة في عالم الكرة على مستوى الفعل والخبرة .
الهدف الاستراتيجي الذي توقعناه من الاتحاد الحالي تصويب بوصلة كرتنا وتصحيح مسارها وخلق فكر كروي وثقافة عمل سليمة تواكب ما نتابعه اليوم من هول التطور الفني الإبداعي بكل شيء في عالم المستديرة خلافاً للهدف غير المعلن وغير الاستراتيجي الذي يمارسه وينفذه الاتحاد الحالي بتأمين تعاقدات مع شركات تأمين مباريات وتسويق ومكاتب طيران والحصول على الأموال المجمدة تحت مسوغات وعناوين نأملها لخير كرتنا الوطنية كهدف استراتيجي .
المال عنصر محوري للبناء لكن وجود المال بغياب التخطيط السليم والمنهجية العلمية العملية والنوايا الصادقة والهدف المعلن المنطقي يتحول من نعمة لنقمة وخاصة في ظل غياب الضوابط الأخلاقية ومبدأ الثواب والعقاب.

بشار محمد
Basharn79@gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار