صوت الموقف ..صورة مشوهة

الموقف الرياضي:

صحيح أنَّ الجولة الأولى من كأس العالم لكرة القدم أكدت حقيقة أنه لا كبير في كرة القدم، وأن الكرة تعطي من يعطيها من جهده ووقته ودراسته وماله، بعيداً عن النظرة السطحية أن المال هو كل شيء، مع الاعتراف بقيمته وأهميته شرط توظيفه بالمكان الصحيح .
مونديال المفاجآت الحالي لم يكشف عن مكنوناته بعد، والجولات القادمة حبلى بالكثير من الخبايا على مستوى نتائج المنتخبات الكبيرة المرشحة للقب، أو على المستوى الفني المتطور للمنتخبات ال 32 التي بلغت المونديال الحالي، فنياً وإدارياً وذهنياً، وغيره من تفاصيل وقضايا من المؤسف أنها ما زالت غائبة عن تحصيلنا الكروي.
المونديال الذي يتابعه مليارات من البشر، وينفق على إخراجه وتنظيمه الملايين بالعملة الصعبة، ويحقق بالمقابل إيرادات ومكاسب جمة لا نعرف منها في قاموس كرتنا سوى السفر للحضور أو السيلفي أو الوقوف على الأطلال واستذكار الخيبات والنكسات، ولا نفهم أو نعي حقيقة دراسة نسخه المتعاقبة تنظمياً وفنياً، واستقصاء سبل الوصول إلى المونديال وتحويل الحلم إلى حقيقة قد تكون قريبة في النسخة القادمة مع رفع عدد المنتخبات المتأهلة، وزيادة حصص الدول وقد تكون صعبة لأن ما يطبق لدينا ليس كرة القدم هادفة، بل كرة قدم لمجرد الممارسة و إحصاء المكاسب، أياً كانت أقاويل ومسوغات الاتحادات المتعاقبة فالحقيقة العارية و التي يعلمها أصحاب الشأن الرياضي والكروي تؤكد أننا بعيدون آلاف الأميال عن اللحاق بركب كرة القدم الحديثة، وأن لا نية للحاق أساساً، والأهم الحديث عن الأموال المجمدة التي لا نعلم هل هي مال عام ينفق دون رقيب أم إن من الواجب إنفاقها كي تسقط عنها درجة التجمد وتسال في أماكن وسبل يعلم الاتحاد وحده مشروعية إنفاقها فلا حسيب ولا هم يحزنون.
ما نمارسه في واقعنا الكروي المحلي صورة مشوهة عن كرة القدم حان وقت تصحيح رسمها بأنامل مختلفة وبعقل متطور وبنوايا صادقة وبخطط عملية وعلمية تراعي البنية التحتية والتخطيط العلمي والدعم المالي الذاتي بانتظار رفع الحظر عن المال المجمد والأرض المحرومة من منتخباتها .
المونديال ونتائج بعض منتتخبات الصف الأول أثبتت حقيقة أننا نستطيع فعل شيء في عالم المستديرة شرط العمل الصادق والهادف والحقيقي بعيداً عن المراوغة والتنظير وتغليب الأنا.

بشار محمد
Basharn79@gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار