ومازالت (ضحكة الملعب العملاق) مستمرة ولكن إلى متى?

غانم محمد-لا نريد لأي موضوع مهمّ أن يضيع في زحمة أي موضوع آخر, والحديث السابق الذي نشرناه عن ملعب حلب الدولي وعن سعته المزعومة (75) ألف كرسي والصدفة التي كشفت أنّ السعة هي

fiogf49gjkf0d

أقلّ من ذلك بكثير والتبريرات التي وصلتنا عن هذا النقص في عدد الكراسي والاجتماعات الرسمية التي تلت نشر ذلك الموضوع وغيره مما يتعلّق بملعب حلب الدولي لم تصل إلى مداها أو غايتها وهي في المقام الأول رفع (الضحكة الكبيرة) التي مورست علينا وعلى جماهير الرياضة والتي تلقّت تلك المعلومات بصدمة كبيرة!‏

قيل إن السعة هي (54) ألف كرسي بتصريح رسمي أعقب ما سبقت إلى نشره (الموقف الرياضي) فقلنا: إن الرقم قريب من الرقم الذي نشرناه, وسنتعامل مع هذا الرقم فيبقى في درج الضياع (21) ألف كرسي, وجاء الكلام الآخر الذي يقول إن المساحة التي شغلتها كلّ كرسي والفراغات بين الكراسي هو الذي أدى إلى تواضع السعة إلى (54) ألف كرسي فقلنا لهم: كلّ التقارير التي نشرت عن الملعب أشارت إلى (75) ألف كرسي فلماذا لم يبادر المسؤولون عن هذا الملعب إلى تصحيح المعلومات الواردة والمنشورة وعندما نشرنا معلومة قريبة من الحقيقة قامت الساعة في محافظة حلب?‏

لا أريد أن أتطرق إلى الجوانب الأخرى وإلى الإهمال الذي بدا يصيب هذه المنشأة العملاقة وسأبقى في إطار سعة الملعب حتى يمتلك أحدهم الجرأة ويخرج للملأ قائلاً: لقد غررنا بكم وبأحلامكم وضحكنا على الوطن ونستحقّ (الشنق) والملعب (الحلم) كسر في أعيننا الحلم, هذا الملعب الذي شرّفه السيد الرئيس بافتتاحه يجب أن يكون بأيدٍ أمينة وبقلوب غيورة لأنه لنا جميعاً ومحاولتنا في (الموقف الرياضي) استمرت طويلاً للحصول على كلّ وثائق وثبوتيات وتقارير تسليم واستلام الملعب لكنها حجبت عنّا وتهرّب المعنيون من ملاحقة أسئلتنا والكرة بملعب القيادة السياسية والرياضية في محافظة حلب وأتمنى أن يصلنا في (الموقف الرياضي) كتاباً رسمياً من السيد محافظ حلب يجلو لنا فيه الغيوم التي تلبدّت في سماء هذا الملعب وأن يلي ذلك دعوة إلى مؤتمر صحفي يوضّح فيه كل الحقائق حول هذا الملعب وقد شعرتُ شخصياً أنني خُدعت كما خُدع غيري واستمرت الخدعة إلى أن كشفتها الصدفة ومن حقّنا في (الموقف الرياضي) أن نفخر بأننا أول من حرّك هذا الموضوع الذي حاول البعض جرّه إلى خزانة المنسيات!‏

من حقّنا أن نسال عن كلّ ليرة صُرفت في هذا الملعب ومن حقّنا أن نقلّب كلّ كلمة قيلت عنه وكل تصريح رسمي ساهم في هذه (الخدعة).‏

منذ ربع قرن من الزمن وأنا أعيش على هذا الحلم, حلم ملعب يتسع ل (75) ألف كرسي وليس (75) ألف متفرّج وقوفاً كما هطلت التبريرات وبأبسط الحالات أيها السادة كان عليكم أن تصححوا المعلومات التي نشرناها عن الملعب بما أنها خاطئة لأن أحدكم يبادر إلى الردّ ويتسلّق على قانون المطبوعات إذا كان الكلام المنشور يمسّه ولو من بعيد فكيف حافظتم على صمتكم والموضوع يمسّ رياضة بلد بأكمله!‏

لا أتهمّ أحداً بالسرقة المادية الموصوفة بالقانون, ولا أتهمّ أحداً بتعمّد التخريب أو تكسير الأحلام, ولا أتهمّ أحداً بعدم الرغبة بامتلاك ملعب بالمواصفات التي بنينا أحلامنا على مقاسها, ولا أتهمّ أحداً بالمزاودة ولا أزاود ولكن سؤالاً صعباً يقسو على تفكيري: هل كان جميع المسؤولين الرياضيين يعلمون أن الملعب لن يتسع إلا ل (54) ألف كرسي فقط?‏

إن كان الجواب (نعم) فإنهم جميعاً شركاء في خديعتنا ويجب أن تبدأ المحاسبة فيهم, وإن كانوا لا يعلمون فهم مخدوعون مثلنا وعليهم أن يحاسبوا من خدعنا وخدعهم, وفي كلتا الحالتين كان عليهم أن يبادروا إلى الحوار مع مَن أثار هذه القضية الهامة ولو عبر الردود الصحفية ولكن..!‏

أعرف أن السيد محافظ حلب قد اهتمّ بالموضوع الذي نشرته (الموقف الرياضي) كثيراً, وأعرف أن أموراً كثيرة هامة تفرض حضورها على وقت السيد المحافظ ولكن المسألة قضية (رأي عام) والرأي العام الرياضي ينتظر الجواب الشافي لا التبريري وإنا معه لمنتظرون.‏

المزيد..