هل سينجح اتحاد السلة في تعديل لائحته الانضباطية بما يتناســـــــب مع أحـــــداث الشــــــــغب؟

متابعة – مهند الحصني:مازالت أحداث الشغب علامة فارقة وميزة مكروهة تطل برأسها على صالات كرة السلة، لا بل شهدت هذا الموسم تفاقماً من مباراة لأخرى،


‏‏‏‏


وتطورت أكثر حتى وصلت لحد الضرب والتكسير والتهجم على رجال حفظ النظام ناهيك عن الألفاظ الخادشة للحياء التي يمطرها الجمهور لأتفه الأسباب حتى بتنا نظن بأننا في صالة للملاكمة أو المصارعة الرومانية، على حين أن الحلول التي من الواجب وضعها لاجتثاث هذه الفوضى مازالت غير واضحة ومازالت تعتمد على إبر مسكنة لا تلبث أن تتلاشى ليعود الألم أشد وأقوى.‏


اللائحة الانضباطية التي أكل الدهر على أنظمتها ومضى ما زال اتحاد السلة يعتبرها ركيزة أساسية لقراراته وعقوباته دون أن يسعى لتجديدها وتغييرها بما يتناسب مع تفاقم أحداث الشغب التي تكر صفو مبارياتنا بكرة السلة.‏


ادفع واشتم من تريد!‏


عبارة كثيراً ما رددها الكثيرون من روابط الأندية التي أفلتت من عقالها وخرجت عن الأخلاق الرياضية لأنها مطمئنة بأن هناك من سيدفع عن تصرفاتها ويدفع لها غراماتها ويرفع عقوباتها ويعيدها لممارسة أعمال الشغب دون أي شعور بالمسؤولية تجاه المعاني الحقيقية للرياضة.‏


عقوبات لا تخطر على بال أحد ولا حتى لا تنطلي على طالب في المرحلة الابتدائية إصدار اتحاد السلة بحق من كسر أكثر من مائة كرسي في صالة الفيحاء التي لم يمض على تأهليها وإصلاحها سوى أشهر قليلة، ليخرج الاتحاد بعقوبة مالية فقط ونقل مباراة للوحدة خارج أرضهم وهي عقوبة لا يمكن أن تردع طيش هذا الجمهور.‏


وهذه العقوبة أكدت بالدليل القاطع أن اتحاد السلة لا يقف على مسافة واحدة من أنديته، وبأن قراراته بات يحكمها الكثير من المحسوبيات والمصالح الشخصية، وبدا واضحاً للجميع بأن عصا المحاسبة للاتحاد تكون حنونة ورحيمة على أندية ورادعة وقاسية على أندية أخرى، فالاتحاد الذي غرم نادي الوحدة بعد أحداث الشغب الأخيرة بمبلغ بسيط لا يتعدى فاتورة مطعم راق في العاصمة هو نفسه عاقب أندية أخرى بنفس الغرامة وعلى أحداث شغب لا يمكن أن تقاس بأحداث شغب جمهور الوحدة.‏


ويبدو أن القرارات الانضباطية لاتحاد كرة السلة الحالي لن ولم تشهد أي تغيير جديد رغم جميع الصيحات التي أطلقها البعض في الموسم الماضي، ومازالت بعض الأنظمة هي هي من دون أي تعديل رغم أنها تركت الكثير من إشارات الاستفهام لدى عشاق ومحبي اللعبة، فهل يمكن أن تستبدل عقوبة جمهور قام بإطلاق الشتائم بكلمات نخجل من ذكرها بدفع غرامة مالية حتى لو كانت كبيرة وضخمة، وكأننا بهذا التصرف نقول للجمهور (ادفع واشتم من تريد)، وكان حرياً باتحاد السلة أن يرفع عصا المحاسبة وقيمة عقوباته الانضباطية بعيداً عن لغة المال لكل من تسول له نفسه بالإساءة لجوهر الرياضة، ومعانيها السامية التي تربينا عليها، فهناك عقوبات يمكن أن تثقل أنديتنا يأتي في مقدمتها، شطب النقاط، أو حرمان النادي من المشاركة، أو إيقاف بعض لاعبيه والعمل على عدم ربطلها بالشق المادي فقط، فهذه العقوبات لها تأثير سلبي على جميع الأندية، وحينها ستقوم هذه الأندية بتوجيه روابطها الجماهيرية على التشجيع الأخلاقي بعيداً عن أي منغصات أو مشكلات قد تعكر أجواء رياضتنا.‏


‏ما حصل في مباراة الوحدة والاتحاد وغيرها من المباريات التي حدث فيها شغب وفوضى، يجب التوقف عنده مطولا والعمل على اجتثاثه خوفاً من تفاقمه وخاصة أننا على موعد مع مباريات أكثر قوة وحساسية، وعلى الاتحاد رفع سقف عقوباته لا أن يستبدلها بغرامات مالية لن يأتي من ورائها إلا أحداث شغب أكثر وأقوى.‏


‏ اتحاد يدعي الاحترافية بالعمل وشفافية وطموح كبير للمستقبل، يفشل في تنظيم مباراة في الدوري دون أي حدوث شغب فعن أي تطوير لمفاصل اللعبة يتحدث.‏


‏خلاصة‏


‏‏


باختصار سلتنا إذا بقيت على هذه الشاكلة لن تسير إلى الأمام خطوة واحدة ما دامت تدار بعقلية الأنا.‏


‏ أخيراً ألا يشكل هذا الوضع مؤشراً مرعباً؟‏


ألا يدل على أن سلتنا تعاني أزمة تقودها إلى الهاوية وللحديث بقية.‏

المزيد..