مهند الحسني: على الرغم من الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرياضية لمنتخبات السلة غير أن النتائج المحققة على أرض الواقع لم تواز حجم هذا الدعم لا من قريب ولا من بعيد ومازال العمل في إعداد المنتخبات الوطنية عشوائيا وغير ملب للطموح
ومازال يعيش على طفرات هنا وهناك، ولم نلتمس منه أي شيء جديد على صعيد المنتخبات الوطنية، التي كان عنوانها الإخفاق والانتكاسات دون وجود أي إنجازات تذكر وإن كان البعض يتغنى بالتأهل للنهائيات الآسيوية فهذا التأهل لم يكن طفرة وليس وحيداً وتواجدنا كان مؤثراً في نسخة 2017 في بيروت وحينها تأهلنا للدور الثاني وكان قاب قوسين أو أدنى من اجتياز المنتخب الصيني الذي خسرنا أمامه بفارق قليل من النقاط.
مسؤولية غير محددة
ليس من الإنصاف أن نلقي اللوم على اتحاد السلة الحالي، ونحمله المسؤولية الكاملة عن تراجع نتائج منتخباتنا الوطنية، لأن إعداد المنتخب يعتبر حلقة متكاملة، فمسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، وأعتقد بأنه نجح إلى حد كبير رغم الظروف الصعبة التي أضرت برياضتنا بشكل عام في تأمين كل ما تتطلبه منتخباته الوطنية، وهذه واحدة إيجابية تسجل للاتحاد، وكما هو معروف بأن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق، فاليد الثانية وهي أنديتنا التي ما زالت تسير بخطا ارتجالية وعشوائية غير واضحة بما يخص عملية البناء، ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فإن مشكلة تراجع نتائج منتخبات السلة يأتي انعكاساً لما يحصل من الفوضى في أنديتنا، فعملية بناء اللاعب ما زالت بدائية، وهي لا تلبي الطموح، والعمل في قواعد اللعبة لدى هذه الأندية لا يبشر بالخير، لكون القائمين على هذه الفرق هم من المدربين الشباب الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين، ولم يجدوا عملا لهم سوى قيادة هذه الفرق، وهم بالأصل غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لبناء هذه الفرق، وإكسابها أبجديات اللعبة، ولم يتم تأهليهم عبر دورات تدريبية عالية المستوى، الأمر الذي أدى إلى إعطاء اللاعب الصغير مهارات فنية خاطئة، وهذا ما يؤثر على صناعته كلاعب جيد ممكن أن يكون ضمن صفوف المنتخب في المستقبل، وبدلاً من أن تكون الأندية شريكة حقيقية في إعداد المنتخب، ورفده بلاعبين من مستوى عال وبكامل الجاهزية الفنية، بات العبء الأكبر يقع على مدرب المنتخب الذي يجد نفسه أمام لاعبين يفتقدون ألف باء كرة السلة العصرية والحقيقية، وبدلاً من أن يستغل الوقت في منح اللاعبين أفكاراً تكتيكية، وخططا مهارية، بات يقضي ثلاثة أرباع وقته في تصحيح مشي هذا اللاعب، وتسديد ذاك الأخر، وطريقة وقوف اللاعب الخاطئة، وعند أول امتحان حقيقي يجد لاعبونا بأنفسهم الفوارق الفنية الشاسعة التي تفصلهم عن باقي لاعبي منتخبات الجوار.
الدوري القوي
لا شك بأن الدوري القوي يفرز منتخباً قوياً، غير أننا ومنذ عشر سنوات لم يكن لدينا دوري نعتمد عليه، حيث تمكن اتحاد السلة السابق من البقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، عندما كان للاعب الأجنبي مكانة مرموقة ساهمت في رفع مستوى اللاعب المحلي الذي استفاد من فرصة الاحتكاك معه، لكن غياب اللاعب الأجنبي، وضعف مسابقاتنا كانت له نتائج سلبية على إعداد لاعبنا الوطني، الذي غابت عنه المباريات القوية.
لكننا على أمل أن يكون تواجده هذا الموسم في الفاينال فور إيجابا ويأتي بالفائدة الفنية لأنديتنا ولاعبينا.
أندية أزمة!
لو كانت أنديتنا تسير ضمن خطط مدروسة وممنهجة، وتقودها إدارات محترفة لا» منحرفة»، لكانت عملت وهي في معترك الأزمة على قواعدها بشكل صحيح، وتحويل الإمكانيات المالية الممكنة للصرف عليها، و إعدادها بطريقة علمية، لكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي.
نجاح مقبول
رغم المنغصات التي تعكر أجواء رياضتنا بشكل عام، و سلتنا المحلية على وجه الخصوص، والنزيف الكبير في كوادرها، إلا أن اتحاد السلة بدأ بمهارة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، وفرض حلولاً ليست مثالية لكنها واقعية.