أفرحنا تأهل منتخبنا الوطني بكرة السلة إلى نهائيات آسيا في اندونيسيا لكونه جاء بعد سلسلة من المنغصات والصعوبات اللتين ساهمتا في تأرجح حظوظنا بالتأهل، واتسعت فسحة تفاؤلنا أكثر بعد الدعم الكبير واللامحدود الذي توليه القيادة الرياضية الجديدة للعبة منذ توليها لمهامها، فما كان مستحيلا بات في ظل الدعم والرعاية ممكنا وملموسا على أرض الواقع.
جميل أن نلعب في النهائيات وأن نكون حاضرين، والأجمل ان تكون مشاركتنا مشرقة ونترك بصمة تليق بسلتنا،
لكن يبدو أن فرحنا وسعادتنا وتفاؤلنا بمنتخبنا الوطني لن يدوم كثيرا، لأننا سنصطدم بواقع صعب بعد نهاية النهائيات قد يعيدنا إلى حسابات جديدة، ونجد أنفسنا أمام مفترق طرق وحينها سنطبق المثل الشعبي القائل ( يا ريتك يابو زيد ما غزيت).
واقع وخيال!
سنصفق كثيرا للقائمين على سلتنا، وسنقف إلى جانبهم وسنكون في خدمة منتخباتنا الوطنية بغض النظر عن من يقودها أو يرتدي قميصها، لكن هذا يتطلب وجود شروط يجب توفرها للمرحلة القادمة والتي لم نرها في روزنامة أي اتحاد قاد اللعبة.
دعونا بداية نتحدث عن نتائج مشاركتتا القادمة، ودعونا نشطح قليلا في تطلعاتتا بأن منتخبنا حقق نتيجة ليس لها مثيل وكان الحصان الأسود في البطولة، وظهر لاعبوه بمستوى جيد، ولكن ماذا بعد هذه النتائج الجيدة ومعدل أعمار لاعبي المنتخب يتجاوز الحد المعقول، وماذا سيكون مصير المنتخب بوجود ثلاثة لاعبين بصفوفه أعمارهم ٣٨سنة، وأين العمل الاستراتيجي، وأين الأهداف الصحيحة التي نتمنى أن نراها أو نسمع عنها.
والآن اسمحوا لنا أن نرفع سقف تطلعات ونبتعد عن الخيال ونتحدث بواقعية ونقول إن القائمين على اللعبة ليس لديهم حتى أي أهداف، ويبدو أنهم يعملون لمرحلة آنية يتطلعون خلالها تحقيق نتائج جيدة وبعدها على الدنيا السلام.
أهداف مستقبلية
لن نحاول تقزيم ما تم تحقيقه لسلتنا الوطنية بتأهلها للنهائيات فهي نتيجة جيدة تسجل للقائمين عليها، لكن بنفس الوقت كنا نتمنى أن يوازي حجم العمل على صعيد المنتخبات الوطنية مع حجم العطاء المقدم من القيادة الرياضية، بحيث تكون هناك خطة إعداد جيدة لمنتخب شاب تمتد لثلاث سنوات قادمة، جل أعمار لاعبيه دون العشرين عاما ونتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى مع كادر إداري جيد وأجواء تحضيرية مناسبة ونضع أهدافا مستقبلية له على اعتباره اللبنة الأساسية لمنتخب الأمل، ونفتح باب المشاركات أمامه بغض النظر عن النتائج لأننا في طور البناء والإعداد، وحينها ستكون نتائج عملنا مثمرة لا محالة.
خلاصة
ما نطالب به ليس مستحيلا ولا هو ضربا من الخيال، وإنما هو بحاجة إلى نوايا صادقة وانتماء حقيقي للعبة بعيدا عن المحسوبيات والمصالح الشخصية، و والبداية ستكون بخطوة جريئة، ولا ضير في البدء بها بعهد الاتحاد المؤقت لأن أي نجاح قادم سينسب إليه وسيكتب بماء من ذهب في سجله.
ننتظر تحركا سريعا على أرض الواقع طالما أن الدعم موجود، وما يشجع على ذلك وجود نخبة من اللاعبين الشباب بأنديتنا لا ينقصهم سوى الخبرة والإعداد الجيد.