لا نغالي كثيرا اذا قلنا بأن المشهد السلوي هذا العام كان ضبابياً باستثناء إشراقة فوزنا على منتخب إيران، وبكل صراحة بتنا بحاجة لإعادة صياغة أسلوب عملية بناء سلتنا بجميع مفاصلها.
حقيقة
لن ناتي بجديد عندما نقول إن أندية قوية ومستقرة ودورياً قوياً ومستقراً لابد أن ينتج منتخبات وطنية قوية والعكس صحيح، ونسأل هنا، هل واقع أنديتنا بالمرحلة الحالية بخير، وهل احترافنا الذي طالما نادينا فيه بخير، وهل عملية البناء تبدأ من القاعدة أم من القمة، فما بالكم إذا كان الفشل هنا مزدوجاً، فأنديتنا في المرحلة الحالية لا تمتلك المال ولا أشخاص متخصصين أكاديميين يرسمون استراتيجيات لأنديتهم، وهذا من شأنه أن يساهم في تراكم المزيد من الأخطاء.
منغصات!
مضى على دخول الاحتراف أكثر من ثلاثة عشر عاما والنتيجة صفر، وما زالت أنديتنا لا تعرف من الاحتراف سوى قبض الأموال وتعبئة الجيوب، وعلى العكس فقدنا ميزات كثيرة كانت حاضرة في أنديتنا أهمها الانتماء الذي بات عملة نادرة لدى لاعبينا الذين تحولوا إلى سلعة تباع وتشترى في عصر لغة المال، ومن أهم ما تعاني منه أنديتنا في هذه المرحلة:
– ضعف إدارات الأندية واضطرابها وعدم استقرارها عبر الاستقالات أو الإقالات إضافة لوجود أشخاص في الإدارات ليسوا على دراية كاملة وفهم عميق بالعملية الرياضية السلوية.
– دخول رجال الأعمال على خط الرياضة أمر حيوي ومهم وساعد على إنعاش صناديق الأندية المالية، وهذا ضروري لكن تدخلهم بالعملية الفنية لم يكن صائباً مئة بالمئة ما أدى إلى ابتعاد الكثير من الخبرات عن أهم أنديتنا.
– إهمال الفئات العمرية وقواعد الأندية وذلك بعد الاهتمام إدارات الأندية بفرق الرجال وبالتعاقدات، وهذا سيؤدي إلى تدمير قواعدها السلوية وإهمال مواهبنا الشابة وهذا أمر خطر علينا الانتباه إليه كثيراً، ورغم أننا لا نعارض موضوع التعاقدات فلكل ناد الصلاحية والحق في التعاقد مع من يشاء لكن من الضروري ألا يكون حصر المال بفريق الرجال ومنعه عن فرق القواعد التي تعد الركيزة والأساس ومصدر النجاح لأي ناد.
– ضعف الثقافة الاحترافية لدى كوادر جميع أنديتنا ولاعبينا للأسف، فقد فهم البعض أن الاحتراف مال فقط ونسوا الولاء والانتماء للنادي الذين ينتسبون إليه ويلعبون من أجله.
غياب الاستراتيجيات
الجميع يتفق على أن أنديتنا تعيش في دوامة ما بعدها دوامة والجميع أيضا يحمل في أجندته مشاريع عديدة قادرة على علاج أمراض أنديتنا والدفع بها نحو الأمام، لكن مجمل هذه الأفكار يصطدم بسلسلة كبيرة من الروتين ما يؤثر على تنفيذ هذه المشاريع، إضافة لعدم قدرة هذه الإدارات على وضع تصورات مستقبلية لأنديتهم، أعطونا ناد واحد يعمل ضمن إستراتيجية معروفة وواضحة في أي لعبة، فلتأكيد لا يوجد لكون هذه الأندية تعمل بطريقة عشوائية، لذلك لا ضير من وجود أشخاص أكاديميين مؤهلين لوضع تصورات مستقبلية ترفع من مستوى النادي فنياً واستثمارياً غير ذلك ستبقى أنديتنا تدور في حلقة مفرغة لا مفر منها.
خلاصة
امام هذا الواقع الصعب الأمل ضعيف جداً بتطور أنديتنا وفكرها الاحترافي، وإذا كنا نريد أندية قوية ومتطورة فلهذا الأمر شروط يجب توفرها، وإذا كنا نريد أندية مستهلكة ومتعبة فالوضع الحالي كاف ومعبر.