هي سيرة تتكرر في كل مجالسنا وحواراتنا الإعلامية وغير الإعلامية حين يكون الأمر متعلق بالرياضة واتحاداتها ونشاطاتها والمسموح فيها والممنوع والمنشطات وغير المنشطات، هذه السيرة تأتي دائما محور الأحاديث وتحت عنوان أيهما أفضل المدرب الوطني أم المدرب الأجنبي ويختلف القول وكل حسب ميوله وأهوائه، فمن يحب المدرب الوطني يجعله في المقام الأول من حيث الخبرة والعطاء والتفرغ، ومن يحب المدرب الأجنبي أيضا يضعه في المقام الأول من حيث العلم والمعرفة والتصرف السليم والارتقاء بالمستوى الفني.
في رياضتنا ولسنوات طويلة تولى في أنديتنا مدربون وطنيون ومدربون أجانب وفي منتخباتنا أيضا، وكان للأجانب أدوار ومراحل وكان للوطني من المدربين فرص ومهام والنتائج بقيت كما هي لم تتبدل ولم تغيير وخاصة في المناسبات الكبرى لكرة القدم وهي بيت القصيد فعلى مر السنوات الطويلة كنا نتأهل إلى النهائيات الآسيوية ولم نستطع في أي مشاركة في النهائيات السابقة من تجاوز الدور الأول في أي بطولة إن كان مدربنا وطني أو أجنبي، وفي كرة السلة نتائجها بالاثنين تقريبا متطابقة وفي كرة اليد والطائرة وإذا تحدثنا عن الألعاب الفردية نجد أن فوائد كثيرة استفاد منها أبطالنا وبطلاتنا على يد المدربين الأجانب وبالتالي نستطيع القول أن الأجانب نجحوا معنا في الألعاب الفردية والقوة، لكن النجاح محصور ومحدود في الألعاب الجماعية وخاصة الكرات منها قد يقول قائل لماذا؟.
نحن نرى أن الموهبة تفرض نفسها والفرق الجماعية وألعاب الكرات تحتاج إلى عناصر كثيرة يجب أن تتوفر ليتم التفوق ونقصان عنصر من العناصر الرئيسية يؤثر على أداء المجموعة نقول إن كان مدربنا وطنياً قادراً على التطوير فله الأولوية وإن لم يكن لا بأس بالاجنبي الخبير القادر على التطوير، ولابد في الحالتين أن تتوفر أسباب التفوق من إمكانات لازمة وضرورية إلى لاعبين قادرين وموهوبين ويصنعون الفارق فهل وصلنا إلى هذه المرحلة من اللاعبين المتوفرين لدينا وهل لدينا لاعبون في الفريق الأول الذي يستعد للتصفيات المزدوجة على درجة عالية من الكفاءة والموهبة أسوة بالمنافسين نعتقد أنه ينقصنا الكثير في هذا الاتجاه، وبالتالي إذا استلم التدريب مدرب وطني أو أجنبي فالفرق سيبقى كما هو الحال على نفس المنوال لأن أسباب التفوق لدينا منقوصة ولدينا من التجارب أمثلة كثيرة ولدينا من الوقت الحالي مثال واضح حين تعاقد نادي الاتحاد مع مدرب أجنبي لكرة السلة، ومدرب آخر لكرة القدم قبل شهر تقريباً وها نحن نرى أن اللعبتين في نادي الاتحاد تراوح في المكان بل أنها كانت مع المدربين الوطنيين أفضل.
عبيــر يوسف علي a.bir alee @gmail.com