متابعة – مهند الحسني: وضعنا مباريات الدوري خلف ظهورنا بكل همومه وشجونه، وبات علينا لزاماً الحديث عن تحضيرات المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة مهمة في تصفيات أمم آسيا، ولا نغالي كثيراً إذا قلنا بأننا بتنا نخشى على منتخبنا من تكرار سيناريو التحضير والإعداد، فأيام قليلة ونجد أنفسنا أمام استحقاق سلوي والذي يعتبر بمثابة امتحان جديد وجدّي لاتحاد السلة الذي لم ينجح حتى الآن في تحقيق إنجاز سلوي على صعيد المنتخبات منذ توليه لمهامه من عشر سنوات تقريباً، حيث غابت الإشراقات عن منتخباتنا لا بل شهدت في بعض المراحل تراجعاً مخيفاً ومنيت بخسارات مؤلمة كانت كافية بوضعها على هامش المنافسة.
مقومات
سيلعب منتخبنا في المستوى الثاني، ويبدو أن بلوغ منتخبنا لهذا المستوى لم يأت بتلك السهولة، حيث بلغنا منتهى الطموح، وعرج بنا إلى مصاف التطلعات، فما عاد هناك ما يحفزنا لفعل شيء جديد من شأنه أن يضيف بعض المتممات أو الرتوش لهذا المنتخب الذي شارك في التصفيات العالمية الأخيرة، وبدا واضحاً أن اتحاد السلة بدأ بإعداد منتخب للمستقبل رغم أنه لم يحقق أي انتصارات، ولم يتمكن من حجز مكان لنفسه في النهائيات العالمية، لكنه قدم رغم ظروفه الصعبة مستويات جيدة أمام منتخبات تتفوق عليه بكل شيء.
غياب
يبدو أن ما عانى منه المنتخب في تلك التصفيات لن يكون له حلول في الأفق المنظور، ما يعني أن اتحاد السلة لم يستفد من أخطائه السابقة التي كانت واضحة في إعداد المنتخب السابق، لكن ثمة ما يدعو إلى التساؤل ونحو مقبلون على مشاركة مهمة حول ماهية الأهداف التي نبتكرها، وكيفية الوسائل التي نسخرها لتجسيدها، وهل لدينا قائمة أهداف مرحلية، وبنك للأهداف الإستراتيجية لمنتخب الجديد، أم إن هناك خلطاً وتداخلاً في كل شيء وارتجالية في القرار وعشوائية في المنهج، ولماذا لا يكون هذا المنتخب بالذات بداية مشروع نهضوي سلوي، وليس مجرد إشراقة لا تلبث أن تخبو أو شذرة مصيرها المحتوم الاضمحلال، وهل سيبقى المنتخب الأول هاجساً يؤرق المعنيين بالأمر، ودون أن يحشدوا له كل الطاقات والإمكانات مكتفين بالبكاء على الأطلال وإلقاء اللائمة على الظروف الراهنة التي حالت دون أن تثمر مجهوداتهم المخلصة والمضنية.
غياب الأجنبي
يبقى المنتخب الأول في بوتقة الاهتمام ودائرة الضوء والتفاصيل الدقيقة، والجزئيات المملة تظل معيناً لا ينضب للأحاديث والتجاذبات، وقضية المدرب الجديد للمنتخب السلة في مرمى جميع المهتمين والمتابعين، وربما المتلهفين لمعرفة هويته، وتحديد قدراته على قلب الأمور، وتغيير الأحوال ونسيان الهزات السابقة التي تعرضت لها منتخباتنا في الفترات الماضية، لأن موضوع التعاقد مع مدرب أجنبي قد حسمه المكتب التنفيذي الذي أكد بأنه في ظل الظروف المالية الصعبة لا يمكن التعاقد مع أي مدرب أجنبي، وسيتم التعاقد مع مدرب وطني لقيادة المنتخب في التصفيات المقبلة.
مدرب وطني
يبدو أن موضوع استلام مدرب وطني قيادة المنتخب بات أيضاً محفوفاً بالمخاطر الجمة بعد العديد من التجارب قريبة العهد، إضافة إلى سلسلة من الانتقادات والتشكيك بقدرات كوادرنا المحلية، وبين المدرب الوطني الحذر وخيارات المدربين الأجانب العاديين الذين ابتلت بهم منتخباتنا في المراحل السابقة وبحسب الإمكانات المتاحة، لابد من حسم الموضوع، لكن هناك من يتضامن مع المدرب المحلي، ويعتبره البلسم الشافي لأسقام سلتنا الوطنية، وهناك من يعتقد أن المدرب الأجنبي ذو مستوى عالٍ، والذي يقبض آلاف الدولارات، وكل شيء يحرز ثمنه هو الحل الأمثل لمشكلة تدخل هذا وذاك في اختيار اللاعبين والتشكيلة، وطريقة اللعبة وغيرها من الأمور.
تكليف
لن يجد اتحاد السلة أي حلول تلوح بالأفق حيال التعاقد مع مدرب أجنبي لأن المكتب التنفيذي قطع عليه الطريق منذ البداية لأسباب تتعلق بالشح المادي، لذلك على الاتحاد الإسراع في تكليف كادر وطني جيد من أجل انتقاء اللاعبين الأفضل والأجهز لتمثيل المنتخب أثناء سير مباريات الدوري الحالية، والتي تعتبر فرصة مناسبة لأي مدرب لاختيار ما يراه مناسباً، ومن ثم البدء بالتحضيرات فور الانتهاء من مشوار الدوري العام، وسلتنا تمتلك كوادر وطنية يشهد لها بالخبرة والمعرفة أمثال المدربين هيثم جميل وهادي درويش وخالد أبو طوق وعزام الحسين.
ومن وجهة نظر خاصة ربما كان المدرب هيثم جميل هو الأقرب والأنسب لمصلحة المنتخب نظراً لخبرته الكبيرة في معرفة اللاعبين الذين أشرف على غالبيتهم في مراحل سابقة من إعداد المنتخبات الوطنية، إضافة لمتابعته المستمرة للعلوم الحديثة لكرة السلة التي يفتقدها الكثير من مدربين المحليين نتيجة الظروف التي أحاطت بعملهم خلال الفترة الماضية.
وضوح وشفافية
ننتظر من اتحاد كرة السلة أن يعقد مؤتمر صحفياً في أقرب وقت من أجل وضع تصوراته وخططه بخصوص هذه المشاركة أمام الجميع، وعليه أيضاً أن يخرج من برجه العاجي، ويتحدث بصراحة كافية ووافية عن طريقة إعداد المنتخب التي لم تنطلق بعد حتى بدأت عصي الروتين وحجج شح الإمكانات المادية وضيق ذات اليد تعترضها وتعكر أجواءها.