الوقت الضائع:رسالة معبرة

المشاركة العربية والدولية في سباق دروب تشرين للدراجات الذي استضافته محافظة اللاذقية بين 4 و6 تشرين الأول الجاري تعد نواة للعمل على رفع الحظر المفروض على منتخب سورية ضمن تصفيات المونديال وغيرها من البطولات الآسيوية والأولمبية منذ عام 2011، وما على الاتحاد العربي السوري لكرة القدم إلا اتخاذ هذا السباق نافذة للعمل على تحقيق أحلام الشارع الرياضي السوري المتفائل بالوصول لنهائيات كأس العالم المقبلة.


سورية كانت تتصدى في الماضي القريب لاستقبال الوفود العربية عندما يعجز غيرها، وتفتح قلبها وتمد ذراعيها للقادمين عندما يعبس الآخرون، ولنا في بطولة الدورة العربية عامي 1976 و1992 وبطولة كأس القنيطرة لكرة القدم عام 1974 خير دليل دون نسيان بطولات الشرطة العربية 1978 والجيوش العربية 1954 و1965 و1970 وبطولة العالم العسكرية 1977 وبطولة غرب آسيا 2002، وغيرها من البطولات على صعيد الأندية، وذروة الاستضافة تبقى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987.‏


العام الفائت استضافت دمشق الفيحاء بطولة غرب آسيا للناشئات بكرة السلة بمشاركة لبنان والعراق كأول استضافة بعد سنوات الأزمة التي نتمنى أن تكون قد ولّت إلى غير رجعة، وها هي الوفود قد تضاعفت بالعشرات في سباق دروب تشرين.‏


سورية اليوم عاد إليها الأمن والأمان والإقبال اللافت على المشاركة، وحرص وزارة السياحة على أن تكون عنصراً فاعلاً في هذا السياق دليل على أن سورية مهد الحضارات عائدة لتكون منارة للوافدين ووجهة مفضلة للغيورين وقبلة لا غنى عنها للسائحين.‏


سباق دروب تشرين فعالية رياضية بمضامين عدة، وهو رسالة معبرة على أن سورية تمرض ولا تموت، ومهما حاول الإرهابيون تعكير صفوها فإن إرادة الانتصار تبقى فوق أي اعتبار.‏

المزيد..