الوقت الضائع:بروبوغاندا العصر

كرة القدم لا تنجب العظماء في كل وقت وحين، فبيليه طفرة ومارادونا استثناء وكرويف عبقري وبيكنباور قيصر ورونالدو دا ليما ساحر، ومن بين لاعبي الألفية الثالثة استأثر الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بالنجومية شبه المطلقة من حيث شباك التذاكر واهتمام وسائل الإعلام والفوز بالكرة الذهبية على مدار الأعوام الاثني عشر الأخيرة، إذ إن الكرواتي مودريتش كان الاستثناء بتتويجه عام 2018 ولو لم يكن رونالدو مغادراً القلعة الملكية متجهاً نحو يوفنتوس لكان سبق ميسي للكرة السادسة.


زلزال ثمانية ريختر الذي ضرب برشلونة في الصميم خلال مواجهة البايرن في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لم يكن حدثاً عادياً وربما يشكل حداً فاصلاً بين برشلونة ميسي وبرشلونة ما بعد ميسي، زلزال جعل البيت الكاتالوني يعيش أزمة حادة، فالثقة بالنفس عند الجميع انعدمت، واندفاعية اللاعبين تقلصت، وصلابة الإدارة تزعزعت، فتحول النادي لبؤرة عنوانها تقاذف الاتهامات، وكل ذلك من الممكن مجابهته، غير أن خروج ميسي من القلعة الكاتالونية هو الشغل الشاغل وبروبوغاندا العصر.‏‏


ما بين إمكانية الخروج بالمجان حسب شرط جزائي قيل إنه ولّى أو السماح بالخروج بشرط دفع الشرط الجزائي البالغ 700 مليون جنيه إسترليني نسمع كل يوم بل كل ساعة خبراً يقرب ليو من الخروج، ثم نسمع خبراً منافياً يدعم موقف الإدارة تجاه جماهيرها التي ما زالت تعيش كوابيس الخسارة الفاجعة أمام بايرن ميونيخ.‏‏


الدوري الإسباني على الأبواب والحسم السريع للقضية بات مطلوباً، فإن بقي ميسي في برشلونة فالمدرب الجديد يتمنى انخراطه في التدريبات بسرعة قياسية، وإن كانت الوجهة لميادين الدوري الإنكليزي وهذا الاحتمال الأرجح فالحال مماثل، وما بين هذا المد وذاك الجزر لم تعد الجماهير تحتمل الإشاعات وأضحت تريد جواباً شافياً من الجميع.‏‏


محمود قرقورا‏

المزيد..