مازالت إدارات الأندية التي تملك أموالاً أو التي تتبناها شركات راعية وداعمون ميسورون تتسابق لضم اللاعبين إلى صفوفها من مختلف الأندية داخل القطر وخارجه أيضاً وذلك تحضيراً للموسم القادم من الدوري الممتاز لكرة القدم، ثم المنافسة على خطف اللاعبين زادت وتيرتها مما رفع الأسعار وقيمة العقود إلى درجات غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم السورية منذ أن تأسست أو احترفت حتى الآن.
نسمع بأرقام خيالية تتجاوز الثلاثين مليوناً من الليرات السورية وأكثر وننظر لهولاء اللاعبين الذين دفعت لهم هذه الأموال فنتذكر المثل القائل: أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، إذ إن هذه الأرقام الفلكية تقريباً لاتتناسب مع السوية الفنية لهولاء اللاعبين بل إنها فضفاضة بالجملة والتفصيل، شاهدناهم في ملاعبنا، ومنهم من مثّل منتخبات وطنية، ونرى أن السوية الفنية لهم ليست مرجحة لصنع الفارق لأننا كما نرى أن الفوارق بين اللاعبين بسيطة جداً وهم من حيث المهارة والقوة والحضور والأثر والتأثير سواء، فما سر هذا الجنون في رفع الأسعار؟
هذه نقطة، أما النقطة الثانية فالمتسابقون في إدارات الأندية واللاهثون وراء اللاعبين يأتون بهم ويحصلون على تواقيعهم ويضمونهم إلى صفوفهم دون إجراءات طبية يجب القيام بها وفي مقدمتها السلامة الصحية للاعبين وهذه أبسط قواعد ضم اللاعبين في أندية البلدان التي لها في الاحتراف باع طويل، نسمع عن نجوم أمثال رونالدو ونيمار وكلهم نجوم عالميون، ونسمع أن الأندية التي ضمتهم سابقاً تضع شرطاً لإتمام الصفقة، عنوانه اجتياز الاختبار الطبي، إذ لابد من مسح طبي على اللاعب حتى تثبت سلامته وعندها يتم توقيع العقد معه، أما عندنا فهذه القصة ليست ببال الإدارات لأنها بالأساس إدارات غير محترفة وكثير منها ما يشبه العشاق الذين لا يعرفون من العشق إلا وحشتني أما بقية الرسالة والسيرة فهم لاعلاقة لهم بها.
النقطة الثالثة لهذا الاتجاه، يتم العقد ويقبض اللاعب ما اتفق عليه أو بعض مما اتفق عليه وتبدأ التمرينات والتدريبات الاستعدادية، يدخلها اللاعب ويخرج منها كل يوم وبعد ذلك لا أحد يعلم أين وجهته أو أين يذهب؟ هل هو «سهران في حديقة» أو إنه يتناول «النرجيلة» في مكان عام، وأم إنه يعمل في النهار أو ملتزم في جامعة أو مدرسة أو عمل يدوي أو غير يدوي وبالتالي كل ما يعرفه عن الاحتراف التدريب وخوض المباريات حين تكون، أما عدا ذلك فلا سهره سهر محترفين ولا طعامه طعام محترفين ولا التزامه التزام محترفين !
فما هذا الاحتراف الذي تعيشه كرة القدم في بلدنا وهل يصح أن يسمى كذلك ؟ هو حالة مليئة بمئات الثغرات، وهل بعد ذلك يشبه الاحتراف، ويزعل كثيرون لأننا لا نصل إلى كأس العالم.
أفيدونا يا أصحاب الشأن ماذا نسمي هذا الأمر الواقع ؟ وشكراً لجهودكم.
عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com