المتتبعون لحركة أنديتنا الرياضية منذ سنوات طويلة وخاصة في لعبة كرة القدم يقولون إن في كل نادٍ مصنعاً لرعاية واختيار وصقل اللاعبين الموهوبين بحيث يكون النادي مكتفياً اكتفاء ذاتياً
فيبدأ موسمه معتمداً على أبنائه وينافس ويبدو وقوراً وقديراً ومتمكناً حتى إن أندية معروفة كانت تلعب بالأساسيين والاحتياطيين وكلهم من المنتخب الوطني وكلهم تخرجوا من مدارس النادي وتربوا في جدرانه ولم يخسر عليهم النادي إلا القليل، أما اليوم وبعد أن عزفت الأندية على إنشاء مدارس خاصة بها للموهوبين بدأت تلهث لشراء اللاعبين والتعاقد معهم كيفما اتفق، المهم أننا نريد لاعبين جاهزين، هذا لسان حال معظم أنديتنا يقول، وعلى هذا الأساس ولأن الموضوع متعلق بالعرض والطلب ارتفعت الأسعار، فإذا بنا أمام هجمة غلاء غير مسبوقة في عقود اللاعبين وفي كل الأندية ولنا أن نتخيل أن لاعبين ليسوا في المنتخب الوطني ومستواهم أقل من لاعبي المنتخب ومع ذلك نجد عقدهم مع النادي المنتقل اليه أصبح يتراوح من عشرين إلى أربعين مليون ليرة سورية ؟؟ فتصوروا هذا الرقم وقارنوه؟ هل من يطلبه يستحقه وهل من يدفعه يعي ماذا يفعل ؟ والأدهى من ذلك أن من ينظمون العقود في الإدارات مع اللاعبين الوافدين إليهم لا يربطون اللاعب بعقد لمدة سنتين أو ثلاث وإنما العقود معظمها لسنة واحدة، أيضا هل هذا احتراف في ألعابنا ؟ وفي كرة القدم حصراً نقول إن لدينا حالة تشبه الاحتراف وكل مقومات اللعبة بعيدة جداً جداً عن الاحتراف من حيث البنى التحتية مروراً باستخدام اللاعبين وصولاً إلى المدربين وقوفاً عند العقود المبرمة والمبالغ المدفوعة، إضافة إلى سلوك اللاعبين أيضاً، فهل يفضل أن يكون لاعباً موظفاً أو عاملاً أو دارساً أو عاطلاً عن العمل، ويمضي تحت عنوان مختلف فكيف ذلك ؟
الاحتراف أيها السادة تفرغ كامل والتزام مطلق والمحافظة على الصحة ونوعية الطعام والابتعاد عن السهر و(الأراكيل) وكل هذه الممنوعات مسموحة عند محترفينا وكيف ننادي باحتراف والنادي غير محترف، وإدارته غير محترفة، واتحاد كرة القدم غير محترف وأعضاؤه غير محترفين والحكام غير محترفين! فما هذا الاحتراف الذي نعيشه إن كان الموضوع من وجهة نظر واحدة وهو المال، فنحن أفضل كرة قدم محترفة وإن كان الاحتراف بمضمونه الكامل ومحيطه الشامل ومفرداته المضيئة، فنحن بعيدون عن ذلك تماماً.
كل ما نطلبه أن نجد في قيادتنا الرياضية التي لا تقبل بما يحصل أن تضع حداً لهذا المعمول به في أنديتنا تحت عنوان الاحتراف ونعتقد أن قيادتنا الرياضية ستقف بالمرصاد أمام هكذا تهور مالي.
عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com