دوري الفئات العمرية أصبح ضرورة ملحة وغيابه آفة تنخر جسد كرتنا

الموقف الرياضي: بعد نهاية كل موسم كروي تتعالى الأصوات المنادية من المهتمين والمتابعين والمدربين والمتخصصين في الشأن الكروي بضرورة إقامة دوري منظم


þ‏


لفرق الفئات العمرية بإشراف الاتحاد السوري لكرة القدم الذي يعد اللبنة الأولى على طريق تلمس النشء الكروي الجديد بوابة النجومية واكتشاف المواهب ورفدها إلى المنتخبات الوطنية.‏


وبالرغم من مشروعية تلك الأصوات التي تسعى للارتقاء بواقع كرتنا نحو الأفضل إلا أن المدربين يصابون بخيبة أمل كبيرة لتعامل اتحاد الكرة معها بجفاء ولا يستمع إليها تحت عناوين الضائقة المالية والظروف الصعبة، ويرى المدربون أن غياب دوري الفئات العمرية أدى إلى صعوبة ولادة نجوم تستطيع سد الثغرات الفنية التي سيولدها اعتزال أفضل لاعبي المنتخب الوطني مستقبلاً وطول تلك الفترة أسهمت الأندية بالاستعانة باللاعبين من خارج النادي وهمهم الوحيد المال ثم المال ثم المال لتعزيز حظوظها بتحقيق النتائج الجيدة في الموسم الكروي.‏


الحل الأمثل‏


إن إقامة دوري للفئات العمرية يعد من أهم مرتكزات النهوض بواقع اللعبة نحو الأفضل والخطوة الأولى لاكتشاف المواهب وتطوير قدراتها المهارية والبدنية والذهنية بشكل علمي بما يؤهلها رفد المنتخبات الوطنية باللاعبين القادرين على تحقيق أفضل النتائج في المحافل الدولية.‏


وتمتلك أغلب فرق الدوري للفئات العمرية خزاناً هائلاً من المواهب النادرة لكنها بحاجة ماسة إلى التدريب المنظم بصورة صحيحة ولكن غيابه يعد آفة تنخر بجسد كرتنا وله عواقب وخيمة على مستقبل اللعبة ويؤدي إلى اندثار المواهب وضياعها في دروب النسيان وما نشاهده من عدم الاستقرار الفني لمباريات دوري المحترفين يعود إلى عدم تدرج اللاعبين مع فرق الفئات العمرية، لذلك يجد اللاعبون صعوبة بتطبيق الواجبات التكتيكية والتنظيمية أثناء المباريات، ووفق تلك المعطيات يتطلب من اتحاد الكرة السعي إلى إقامة دوري منظم للفئات العمرية في الموسم المقبل لإيقاف تدهور مستوى اللعبة على أن تحظى مباريات الدوري بالاهتمام بمستوى دوري الكبار لبث روح الحماسة للاعبين الصغار مع ضرورة الابتعاد عن حالات التزوير لأنها تشوه جمالية دوري الفئات العمرية.‏


عواقب وخيمة‏


وإن عدم إقامة الدوري للفئات العمرية يدق ناقوس خطر لمستقبل اللعبة ويسهم بصورة مباشرة بعدم الارتقاء بواقع اللاعبين نحو الأفضل لأن مشاركة اللاعبين الصغار في منافسات الدوري والدخول في أجوائها تسهم باكتشاف الأخطاء في أداء اللاعبين من النواحي الفنية والبدنية والخططية، كما أن خوض المباريات يساعد اللاعبين على عرض مواهبهم الكروية أمام مدربي المنتخبات الوطنية بحيث تكثر الخيارات أمامهم لاختيار الأفضل وفق غياب دوري الفئات العمرية منذ مواسم عدة فإن كرتنا وما تمر به من قلة المواهب في دوري المحترفين لا بد من تحديد مواعيد ثابتة لانطلاق دوري الفئات العمرية في الموسم الجديد لأن استمرار غيابه لا يخدم عملية تطوير اللعبة.‏


آثار سلبية ولكن‏


هناك آثار سلبية من وراء غياب البطولات الكروية للفئات العمرية وإن اتجاه الأندية نحو التعاقد مع اللاعبين من خارج النادي بمبالغ مادية عالية يعود إلى قلة المواهب الكروية بسبب عدم إقامة دوري الفئات العمرية منذ أكثر من (١٠) مواسم وهذه الفترة الزمنية الطويلة أثرت كثيراً على عملية نمو اللاعب فنياً وبدنياً وذهنياً وتؤدي إلى أن يكون لاعبو دوري المحترفين في أغلب الفرق يعانون من صعوبات فنية كثيرة تجعلهم لا يستطيعون تنفيذ الواجبات الخططية بكفاءة عالية ما أدى إلى الاعتماد على مجموعة معينة من اللاعبين لم تتوافر فيهم مواصفات اللاعب الناجح، لذلك تواجه منتخباتنا الوطنية مشكلة عدم تحقيق الانتصارات في البطولات الخارجية التي تشارك فيها.‏


التشدد بالمحاسبة‏


إن تدريب فرق الفئات العمرية ليس بالسهولة التي يتصورها البعض وإنما يتطلب توافر العديد من المواصفات في المدرب لكي يؤدي واجباته بالشكل العلمي الصحيح التي تهدف إلى تطوير قدرات اللاعبين ولكن بعض الأندية تقوم بتسمية مدربي الفرق عن طريق المجاملات وهذا يقلل بظلاله من أداء اللاعبين والفرق ويؤثر بمجمله على مستوى اللعبة والمشكلة التي دفعت كرتنا ثمنها غالياً تتمثل بغياب دوري الفئات العمرية وعدم مطالبة المدربين بحقوق اللاعبين الصغار من إدارات الأندية التي لا تعير أي اهتمام بتوفير سبل النجاح لفرقها من الناحيتين المادية والتدريبية.‏


وماذا بعد ؟‏


إن من أهم القضايا الكروية التي لا بد لاتحاد الكرة من إيجاد الحلول المناسبة لها بهدف إقامة دوري مميز لفرق الفئات العمرية يحقق الأهداف التي أقيم من أجلها هي القضاء على ظاهرة التلاعب في الأعمار والبحث عن الفوز المزيف مع ضرورة إصدار العقوبات الحازمة بحق المدربين المخالفين مثل حرمانه من التدريب لفترة يحددها الاتحاد وغيرها.‏

المزيد..