متابعة – أنور الجرادات: تظهر بعض الأحداث المصاحبة لمبارياتنا المحلية فيها خروج واضح عن النص، والملاحظ أنه عندما تتم معاقبة المخالفين( لاعبين أو إداريين أو غيرهم من المشمولين باللائحة وخاصة الجمهور) وفقاً للعقوبات المقررة في لائحة الانضباط تخرج أصوات بعضها يؤيد العقوبة والبعض الآخر يرفضها وينتقد ويهاجم لجنة الانضباط التي أقرتها وأنظمة ولوائح الانضباط . وكأن المسألة باختصار ماهي إلا على قول المثل ( مايمدح السوق إلا من ربح فيه ) باختصار في كل حادثة يكون هناك طرف رابح وطرف خاسر.
فالطرف الرابح في الحادثة أو( القضية ) يدافع ويمدح اللوائح واللجان واتحاد الكرة …. الخ وبعد أيام يكون هو المتضرر ( بنفس المخالفة ) فنجده ينقلب والوضع يتغير، فالمدح السابق ( يختفي ) ويبدأ المطالبة بأقصى العقوبات بل وتصل به الحال إلى التشكيك في الأنظمة واللوائح واتحاد الكرة ولجانه ….. الخ .
تناقضات
فهذه التناقضات ( الغريبة ) مع الحادثة ( نفسها ) التي تؤيد القرار في فترة وتعارضه في فترة أخرى تعد من أكبر المشاكل التي تواجه رياضتنا وتعوق تطور كرتنا وكأن حال الأنظمة واللوائح تتبدل وتتغير حسب الأهواء والأمزجة.
الطامة الكبرى هي خروج مسؤولي بعض الأندية وبعض النقاد والإعلاميين عبر وسائل الإعلام الرياضي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي للتبرير عن المخالفين من لاعبي أنديتها ( أو أي شخص آخر ينتمي إليها) على فعله العنيف أو سلوكه المشين ودفاعهم المستميت عنهم وكأنهم بهذا الدفاع أو التبرير لهذة السلوكيات المسيئة يعزز لارتكابها ويشجع انتشارها بين اللاعبين وغيرهم .
أين المشكلة ؟
حقيقة المشكلة ليست في لوائح وأنظمة اتحاد كرة القدم بل إن المشكلة الحقيقية مرتبطة بمستوى ثقافة وتفكير وتعامل دون تقدير لما سيترتب على تصاريحهم وأحاديثهم الإعلامية من آثار سلبية على نشر التعصب وإشعال الاحتقان بين هذا الجمهور المغلوب على أمره.
فمع المطالبة بتطوير الأنظمة التي تساهم في تطور كرتنا والنهوض بها إلا أن النظام نفسه ضاع بين رغبة التطبيق وقتال الرفض في زحمة صراع التنافس والتعصب الرياضي بين أنديتنا المحلية، والسؤال المهم هنا: كيف نتطور إذا كان الوضع سيستمر على هذه الحال، مرة نطالب بتطبيق النظام عندما يكون على المنافسين ونعارضه عندما يكون على نادينا ! فهل يعقل هذا ؟
عموماً يبقى تطور الفكر واحداً من أبرز التحديات التى تواجه كرة القدم في أي بلد، لذلك علينا أن نرتقي بفكرنا وتعاملنا وتعاطينا مع أحداث المباريات، فنحترم المنافسين ونحترم الأنظمة، ولانذهب بنوايانا وتصرفاتنا خارج إطار حدود كرة القدم المعروفة.
ولا ننسى بأن كرة القدم هذه اللعبة المثيرة تحكمها أخلاق وقيم ومبادئ شريفة قبل أن تحكمها لوائح وأنظمة، فعلينا أن نتحلى بالروح الرياضية ونتعامل في حدود إطار التنافس الشريف المعروف وألانجعل الكرة وسيلة للبغضاء والفرقة والتناحر.
صراحة التعامل الحاصل الآن داخل وسطنا الكروي وما وصلت إليه جماهيرنا الكروية من تعصب كبير وجامح كروي لشعارات الأندية نخشى أن يصل بكرتنا إلى أن تصبح وسيلة للشغب بين جماهير الأندية مع كل مباراة تلعب إن كانت على أحد الناديين ويكون صاحب الأرض فيها الأقوى والضيف الحلقة الأضعف.
فإذا أردنا حل مشكلة التعصب الرياضي بين جمهورنا الحبيب والذواق وتحقيق التقدم والتطور والازدهار السريع لكرتنا فعلى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام إعادة النظر في معايير اختيار العاملين في إدارات الأندية حيث يجب أن تتوافر بالعضو الذي سيأتي للعمل في إدارة النادي شروط واجبة ولازمة ولا تنطبق على الكل وصعب أن يجتازها أي أحد.
التطبيق العادل
بالمحصلة يجب أن يعي الجميع بأن العقوبات الانضباطية المعمول بها في اتحاد الكرة يجب أن تطبق على الجميع ودون وجود أي استثناءات لأي أحد من كوادر اللعبة ويجب أن تطبق موادها وبنودها حرفياً ومن دون أي اجتهاد أو مراوغة أو مخاتلة أو الالتفاف عليها خاصة أن هناك من يقول يجب أولاً أن تطبق روح القانون الانضباطي في هذه اللوائح ومن ثم يتم تطبيق نصوص اللوائح كاملة ومكملة.
ويجب على اتحاد الكرة أن يساعد ويدعم ويؤيد جميع قرارات لجنة الانضباط وأن يعطيها الصلاحية الكاملة والمطلقة لاتخاذ قرارات العقوبات المناسبة لحالات الشغب وبعض الحالات الشاذة التي تحدث في ملاعبنا وعلى مدرجات ملاعبنا وهذا أقل شيء يفعله اتحاد الكرة إن أراد أن يكون عمله احترافياً بحتاً لكن هل فعلاً يقوم اتحاد الكرة بهذا الأمر على أرض الواقع … والله من وراء القصد.