متابعة – أنور الجرادات: نحن مع القرارات العادلة التي تصدر من لجان اتحاد الكرة سواء كانت عقوباتها صارمة ومشددة أم مخففة طالما أنها جاءت وفق اللوائح المعتمدة، لجنة الانضباط إحدى اللجان الفاعلة في اتحاد الكرة وتقوم بدور مهم جداً يهدف إلى رفض أي سلوك وتصرفات خارج إطار الروح الرياضية أو الخروج عن النص، وهدفها حماية اللعبة وملاعبنا من بوادر(آفة) ضارة يمكن أن تطل برأسها أو تحاول أن تطل برأسها.
واقعية
وقد عرفت اللجنة بقراراتها الواقعية والتي تتوافق مع حجم الخطأ المرتكب من قبل اللاعب أو الإداري أو المدرب أو حتى الجمهور وإن لم تتصرف من تلقاء نفسها بقدر ما تحتكم إلى اللائحة التي خولتها اتخاذ هذا القرار أو تلك العقوبة، وبعض القرارات التي تتخذها اللجنة يلجأ أصحابها إلى لجنة الاستئناف في اتحاد الكرة إذا ما كانت العقوبة أكثر من ثلاث مباريات أو أربع وهو حق مشروع يمكن أن يستفيد منه من يشعر أنه متضرر أو أنه تعرّض إلى عقوبة مشددة قد يستحقها جراء ما بدر منه، ومع أن عمل اللجنتين يصب في صالح اللعبة وحمايتها من أي أشياء دخيلة.
محتوى ناقص
إلا أن بعض قرارات الانضباط تفرغ من محتواها ويكون القرار المتخذ من قبل الاستئناف مغايراً لما عليه قرارات الانضباط من خلال تقليص العقوبات وإلغاء الغرامات، وهو ما يسبب إحراجاً قد يتكرر كثيراً وهو يوحي أن الانضباط ربما تسرعت أو أخطأت بما اتخذته من قرارات وهو ما يضعف من موقفها ويزيد من هجوم المنتقدين لها، ونحن عندما نطرح هذا الموضوع، فإن هدفنا الصالح العام للكرة الذي هو ما يسعى إليه الجميع ومنهم الانضباط والاستئناف، لاسيما أن الأولى تتخذ قراراتها من خلال تقارير المراقبين والحكام وأيضاً بعد الاطلاع على الحالات التي تحصل في الملعب عبر شريط الفيديو.
الاستئناف لأول مرة
وكما قلنا إننا ليس ضد رفع العقوبة على من يستحق أو تقليصها أو رفعها بل نحن ضد من لا يستحق أن ترفع أو تقلص عنه العقوبة عطفاً على سلوكه أو الخطأ الذي ارتكبه وشاهدته الملايين من الجماهير عبر شاشة التلفاز، ونتمنى ألا يستسهل البعض العقوبات ويركن في ذلك إلى ما سيكون عليه قرار الاستئناف، ورغم أنها المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل لجنة الاستئناف في اتحاد، وجرت العادة أن تكون القرارات صادرة فقط عن لجنة الانضباط وتنفذ عن طريق بلاغ صادر عن اتحاد الكرة وهي فقط المخولة بإصدار العقوبات، ولم يسبق من قبل أن تم استئناف أي قرار قد صدر عنها وفقط كان اتحاد الكرة هو من يطوي القرارات الصادرة عنها أو يخففها وفي بعض الأحيان لا يعتمدها أصلاً لأنها أي لجنة الانضباط فقط تقترح العقوبة الانضباطية بحسب رؤيتها للحالة الانضباطية والخطأ الانضباطي واتحاد الكرة من جهته يوافق على المقترح أو يعدله ومن ثم يعتمده بمعنى لا صلاحية للجنتين أصلاً وإن كانت هناك صلاحية فهي ناقصة منقوصة.
انتظار
وكثيرون ينتظرون ماستؤول إليه الأمور فيما بين اللجنتين ( الانضباط والاستئناف) في موضوع مباراة ( الوحدة والفتوة ) والخطأ الفني الذي ارتكبه حكم المباراة وما رافقها من بعض الإشكاليات والاعتراضات وحتى وصلت إلى مكاتب الاتحاد الآسيوي الذي لم يعط فتوى قانونية صحيحة لحل هذه المشكلة وهو الاختبار الأول والامتحان الحقيقي بين صلاح رمضان رئيس لجنة الاستئناف والمهندس توفيق سرحان رئيس لجنة الانضباط اللذين كلفا بالإشراف على هاتين اللجنتين وشكل اختيارهما ارتياحاً كبيراً في الشارع والوسط الكروي لما يحملانه من خبرة كبيرة وكفاءة عالية والأهم لهما تجارب سابقة والجميع يثق بهما، ولكن يبقى السؤال هو: هل قرارات الاستئناف تصويب لما هو خاطئ أم إحراج للانضباط ؟