دمشق – مفيد سليمان: تعيش أنديتنا الرياضية في سورية أوقاتاً قاسية هذا العام وشحّاً في المال وبعضها غارق في الديون وبعضها الآخر مفلس بدأ يتوسل نتيجة اضطرابات الاختناقات وعامل الاحتراف
الذي استنفد الأموال وعبث بالمنشآت وحوّلها لجزر ومدّ بين التجار والمستثمرين وطال منها ما طال ولم تنفع المناشدات والصرخات والصيحات التي تعالت هنا وهناك.
فبند إبرام عقود تحت (العقد شريعة المتعاقدين) في زمننا هذا لم يعد ينفع في ظل تطوّر قانون الاستثمار وبنوده وطريقته وأسلوب العمل فيه… حيث جعل أنديتنا تستغيث وخاصة بعد دخول التجار ورجال المال والأعمال للاستثمار في القطاع العام والتدخل بشؤون رياضة ألعاب الأندية وجعل العقود التي تتم بين رؤساء الأندية واللاعبين تصل بعضها لعشرات الملايين للعام الواحد وليس هناك بند يحاسب أحداً على قلة الإنتاج والعطاء ويبقى المال في خطر لا رقيب ولا حسيب كل هذا على حساب المؤسسة الغارقة بالديون من دون وجه حق وهذا يسري على كل الأندية من دون استثناء وكلهم بالهوا سوى.
فهل نرى مخرجاً لهذا الانهيار السريع وهل نشهد قوانين تضبط إيقاع هذا الفساد غير المراقب حيث يمشي بسرعة وبأسلوب واحد، نعم الاحتراف أصبح عبئاً وكابوساً على أنديتنا لعدم دراسته ووضع ضوابط فإن نيّة له تحميه فاللاعب يأخذ عشرات الملايين بينما رئيس النادي يعمل متطوعاً، وعضو مكتب تنفيذي يأخذ أقل من خمسين ألف ليرة ورئيس اتحاد يأخذ أقل من الثلاثين ألفاً، إذاً كيف قبل هؤلاء القائمون على المؤسسة الرياضية هذا القانون الاحترافي وبصم وصفق له ولا يعرف عنه شيئاً سوى العنوان.. فهل يكون في القريب العاجل وقفة صريحة ورفع الصوت في وجه هذا الوافد منذ عدة سنوات لبلدنا ونهب الأخضر واليابس من دون حساب ولا عقاب له ولواضعيه.. نأمل ذلك إذا كان هناك من هو حريص على ضبط الفساد المالي بصفة مشروعة تحت بند الاحتراف والعقد شريعة المتعاقدين…
الاحتراف أغرق الأندية بالديون فمنها مازال صامداً على حساب بقية الألعاب وبعضها الآخر انهار وانهارت معه كل الألعاب ولم تقم له قائمة وأصبح في حالة ثبات سريري..
حول هذا الأمر المهم زرنا نادي الوحدة الدمشقي لنسأل عن حاله وأحواله وهل هو مثل غيره غارق في الديون وأين أصبحت ألعابه وكيف يوفّق بين المال والرياضة ليكون العطاء ظاهراً للعيان ومحققاً التوازن وموفقاً بالنتائج فكان هذا الحوار مع رئيس النادي أحمد قوطرش الذي حدّثنا بصراحة ووضوح وأجاب عن أسئلتنا.
تهنئة
بمناسبة هذه الأعياد التي تمرّ ويحتفل فيها أهل وطننا نعايد كل أمهاتنا والمعلمين في وطننا الحبيب بأعيادهم ونقول لهم كل عام وأنتم بخير ووطننا وقائد الوطن والجيش بألف الف خير.
أنديتنا مديونة
بكل صراحة الأندية التي تعمل بقانون الاحتراف هي مديونه وخاصة من لديها كرتا القدم والسلة.. قانون الاحتراف جعل الأندية تعتمد على التبرعات والتجار لتبقى حاضرة فالقانون يحتاج لتعديل وقراءة جديدة ووضع ضوابط له إضافة للتعريف فيه بشكل يضمن حقوق النادي والرياضيين والمساهمين هناك خلط لتفسيره والجميع يمشي عليه لكن الحقيقة الاحتراف مؤذٍ للأندية وكبدها خسائر فادحة حيث بعضها لديه استثمارات لكنها لا تفي بالغرض وبعضها أعطت استثمارات بالتراضي وبوس الشوارب وبعضها الآخر يجب أن تعيد النظر بتسعير الاستثمار وفق السوق الرائج ووضع ضوابط بالعقد تحفظ قيمة وهيبة النادي وأمواله..
فمثلاً نادينا عليه ديون ولديه استثمارات أحيانا تأتينا دفعات من المستثمر نغطّي فيها كتلة رواتب للاعبين والمدربين والموظفين وأحياناً يكون هناك تأخير فنحن الآن سددنا لغاية الشهر الأول كتلة رواتب للاعبين وبعضهم يأخذ منذ ثلاثة أشهر مثل الناشئين والأشبال لكن عند وصول أول دفعة من المستثمرين سنعطيهم كامل مستحقاتهم… نادينا بخير قياساً على الأندية الأخرى علماً أنني لا أبرر هنا أن نادينا ليس مديوناً لا على العكس لكننا نسدد المستحقات باستمرار وهناك مستحقات تستحق الدفع والتسديد مثل الكهرباء والماء والهاتف وغيرها من الخدمات وجميعها تحت السيطرة.. لذلك الاحتراف الذي دخل الأندية أتعبها وأغرقها وجعلها تحتاج وتطلب وتستعين وتستدين لتدبر الأمر وأنا ضدّ هذه الطرق فيجب أن تكون الأندية محصّنة ومحمية وممولة من شركات مضمونة أو من وزارات الدولة أسوة ببعض دول الجوار مثل العراق ولبنان والأردن ومصر وغيرها فالرياضة تحتاج لمرافق لها اسمه البزنس ويكون شريكاً فعلياً ليكون الرياضي محققاً الشروط ومتوافرة له بنود التفوق والنجاح والفوز عندها تكون رياضتنا بخير وفي حال بقيت الأمور على هذا الحال فعلى رياضتنا السلام وطريقها للانهيار في ظل تطبيق الاحتراف غير المدروس الذي لا يوافق تطلعاتنا وأمانينا ولا يخدم رياضتنا…
كرة نادينا القدم والسلة بخير
وتحدث رئيس نادي الوحدة قائلاً: إن كرة القدم في النادي في القمة وفي أحسن حالاتها ونحن نتطلع ليكون فريقنا في المقدمة دائماً ودفعنا مستحقات اللاعبين لغاية الشهر الثاني ونحن بصدد دفع باقي المستحقات عندما تصلنا من المستثمرين في النادي دفعة قريبة.
لاشك أن السيد غياث دباس المشرف على كرة القدم بالنادي يقوم بتذليل كل الصعوبات التي تواجهنا وأحياناً يدفع من جيبه الخاص لتسديد وسدّ الثغرات فكل الشكر له على كل ما يقدمه.. في الفئات المتبقية نحن الأول وأحياناً في المركز الثاني في الشباب والناشئين والأشبال والصغار، إذاً كرة النادي بخير ولا خوف عليها وهي تبشر بمستقبل باهر ونحن مطمئنون وهذا يجعلنا أكثر استقراراً وأماناً من غيرنا بالرغم من كل الظروف التي مررنا بها وتجاوزناها بصوابية رؤيتنا وقرارنا لواقع صعب وعصيب استطعنا تجاوزه بأمان.
في السلة نحن أيضاً بخير وفريقنا مليء بدماء الشباب الذي عملنا عليه خلال السنوات التي مضت والتفاؤل كبير فيه خلال الأعوام القادمة أيضاً سلة الشباب والناشئين والصغار متطورة ولدينا أكثر من ٥٠٠ لاعب موهوب يتم تأهيلهم خطوة خطوة وهم عماد المستقبل لنادينا رياضياً واقتصادياً، وسيدات السلة أيضاً بألف خير وفي كل الفئات.
في كرة الطائرة تصدّرنا مجموعتنا بعد الفوز على الشرطة والقطيفة والسلمية و لدينا خامات واعدة في فئات الأشبال والناشئين حيث نحتل المركز الثاني، وعلى مستوى بقية الألعاب التي تمارس في النادي مثل الملاكمة والسباحة ايضاً تبشّر بالخير حيث يمثلون المنتخبات الشابة خير تمثيل.
الاستثمارات ومنشأة النادي بخير
عن الاستثمارات في النادي القوطرش قال:
نحن الآن بصدد طرح دفتر شروط بعد الحصول على كامل الموافقات وأخذ القرار المناسب الذي يخدم نادينا مالياً بمدخل النادي ليكون كراجاً طابقياً مميزاً يخدم النادي وفق معايير ونظام جديد متطور.. أيضاً في 30/6 الحالي تنتهي عقود شركة بيبسي والهلال الأحمر ويكون بديل للاستثمار ملعب عشبي لخدمة العاب النادي وسيكون لدينا صالة مغلقة بأرضية عشب تارتان.
ونأمل أن يحظى نادينا بمشروع يضم منشأة عالمية لما يملك من مساحة غير مستخدمة ونحن نتابع بشكل دائم مع كل الجهات المعنية لإقامة أضخم مشروع حيوي رياضي اقتصادي اجتماعي ثقافي وفق مقاييس عالمية ونأمل أن نشهد هذا قريباً ليكون نادياً مثالياً على مستوى الوطن العربي وعندئذ نادينا بألف ألف خير ولا حاجة بعدها لجمعيات خيرية والمتبرعين والدخلاء …
خلال الأشهر القادمة انتخابات هل أنت مرشح؟
في أصعب الأيام والسنين التي مرّت على بلدنا من إرهاب لم نغب ولم نترك نادينا ولم نتخل عنه ولم نلغ لعبة بل على العكس جلسنا نعمل بهدوء ونحسّن وضع منشأتنا ونحافظ على الرياضيين أبطالنا وتابعنا تدريباتهم وتعرضنا لقذائف الحقد ومع ذلك لم نغب عن النادي وكنّا في كل المواقع حاضرين وفي كل المنافسات نتواجد ونشجع ونكرم وندعم ونعطي بسخاء لأجل استمرار ألعابنا وإثباتاً أننا موجودون وهذه هي قناعاتنا ومن لا يحترم وطنه لا وطن له فهنا عشنا وهنا تعلمنا ومن هنا ظهرت شهرتنا ومن نادينا البرتقالي انطلق عشقنا للرياضة فنحن مشروع تضحية لأجل النجاح والتفوق والتميز لنادينا فلم نقصر أبداً قد نخطئ هنا ونصيب هناك وهذا أمر طبيعي هذه هي ضريبة العمل لكن النجاح أقوى وأكبر وأوضح.. والآن بدأ البلد يتعافى ويتماثل للشفاء ومع كل هذا عندما توكل لنا أي مهمة وطنية تخدم الوطن ورياضة الوطن لم نتأخر أبداً بتلبية الدعوة بالمقابل سنفسح المجال للدماء الشابة بدخول العمل الإداري والفني لتعطي وتثمر ونحن من خلفها داعمون ومؤيدون وكما قلت عندما يطلب منا البقاء والاستمرار فنحن لم نتأخر بالجواب على الطلب.