متابعة – أنور الجرادات:لا كبير في كرة القدم، لكل مجتهد نصيب، هذه كلمات اقترنت بأحد الأندية الطامحة والمجتهدة والتي قصت حكاية جديدة من الكفاح والوصول وإثبات الذات بين الكبار، تكاملت المعطيات فكانت الانتصارات تلاحق أبطال ريف دمشق القادمين من مدينة حرجلة وناديها الذي شق طريقة هذا الموسم لحصد ثمار ما زرعه خلال الأعوام الماضية من خلال تعب وعرق العمل الجماعي لرجالات وأبناء النادي.
وفريق النادي ليس بالفريق العادي بل هو حالة خاصة تشذ عن القاعدة في الكرة السورية وكل ما يحققه الفريق من إنجازات هو حصيلة للعمل الدؤوب والنية الخالصة والرغبة الأكيدة في النجاح.
حكاية نجاح
وحكاية حرجلة والنجاح حكاية طويلة بدأت فصولها منذ وضع اللبنة الأولى وحجر الأساس لهذا الصرح الكبير وقصة تأسيسه الشهيرة وهدفها الظاهري والرئيسي هو إيجاد متنفس لشباب مدينة حرجلة في مزاولة شتى صنوف الرياضة وشغل أوقات الفراغ لديهم وهو الوضع الطبيعي للأهداف الرئيسية والنظام الأساسي لكل الأندية التي تم إشهارها ولكن البند المهم الذي أغفلته بعض الأندية من حساباتها هو جملة ( فريق بطل) وفريق لا يرضى بالمركز الثاني، أولى خطواته نحو النجاح، إذ إنه يكون الطاقة التي تدفع الفريق إلى الأمام وأقرب مثال كان ما حدث له في موسم سابق من كبوة شكلت له الحاضر الأول ونقطة الانطلاق فقادته هذا الموسم للتأهل نحو التجمع النهائي المؤهل إلى دوري المحترفين.
في دوري الأولى
هذا الموسم أطلق فريق حرجلة في دوري الدرجة الأولى العنان لهبوب الجنوب للانطلاق صوب تحقيق الأهداف، فكانت البداية الحضور بقوة في مباريات الدوري، فكانت النتائج التي حصدها ليست سهلة بل كانت لقمة صعبة الهضم ومرّة في بعض الأحيان بل(علقماً) وقد وجّه رسالة شديدة اللهجة إلى جميع الأندية بأن فريق حرجلة قادم للبطولة.
فعلاً كانت الفرحة تغلف أبناء الفريق بشكل خاص وأبناء ريف دمشق بظهور فريق الحرجلة على ساحة المنافسة وكونه أكد للجميع بأن تأهله إلى التجمع النهائي المؤهل إلى دوري الممتاز لم يأت بمحض الصدفة فقد واصل انتصاراته على الأندية التي سبقته بكثير وأندية لها ما لها من باع طويل في ميدان الكرة، لكن لكل مجتهد نصيب.
هبوب الجنوب التحمت بهبوب الإنجاز وذلك لتواجد الرجال الأوفياء الذين عملوا وسهروا من أجل أن يكون النادي كما هو الآن، فالتخطيط السليم للوصول لهذه المرحلة المتقدمة من العمل المتطور جعل النادي محط أنظار جميع المتابعين، فمن نادٍ عادي أصبح الحرجلة نادياً صاحب سمعة طيبة.
هبوب الإنجاز يقودها الأستاذ عبد الرحمن الخطيب رئيس النادي، الرجل المحب للرياضة ولنادي حرجلة، ذلك الرجل صاحب الرؤية الثاقبة في القيادة وإدارة العمل الإداري والرياضي، فبالتأكيد لأن القيادة مميزة فتحركت مراكب الحرجلة نحو القمة.
ومع أن هناك استهجاناً من البعض تجاه النادي والنتائج التي حققها وعدم الإنصاف تجاهه متقصدين كسر مجاديفه التي من خلالها استطاع أن يرى النور بعد مرور سنوات عديدة دون وصوله إلى مراكز متقدمة وتحقيق أي إنجاز ووضع الحجج والمبررات حول فوزه ببعض المباريات وتحقيقه لنتائج أرضت قليلاً جمهوره المتعطش، هل لأنه جديد ولا صوت إعلامي له سابقاً أو إنه من مبدأ لا مكان للضعيف والدرجة الثانية بيننا ؟ ولماذا نعته البعض بأن الصدفة هي سبب في تحقيق نتائجه ؟ وكل هذا رماه وراء ظهره وأثبتت أنه فريق كبير بلاعبيه وكادره وجمهوره وإدارته وبداعميه وعلى رأسهم السيد محافظ ريف دمشق علاء منير ابراهيم الداعم الأساسي والرئيسي وصاحب الفضل في وصول الفريق إلى ما هو عليه الآن.