يقولون الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها وهذا مرده للحذر من الأبطال وإعداد العدة لمواجهتهم، وإذا كان خروج الأبطال يبقى أمراً وارداً لكن الوداع المبكر من دور المجموعات حدث لعمري لا يمكن الرهان عليه.
خروج المانشافت من دور المجموعات كرابع مجموعته ضرب من الجنون، والعجز عن التسجيل للمباراة الثالثة في الشوط الأول ضرب من الخيال، والتعرّض لخسارتين من ثلاث مباريات ضرب من الوهم، لكن تلك هي الحقيقة الواقعة.
ثلاث مرات متباعدة
عندما دافعت إيطاليا عن لقبها 1950 خرجت من دور المجموعات والسبب أن البطولة لم تقم 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية واعتزال الجيل الذهبي الذي أهدى إيطاليا الكأس 1934 و1938 فكانت الخسارة أمام السويد طبيعية والفوز غير الكافي على البارغواي.
وعندما دافعت البرازيل عن لقبها 1966 اصطدمت بمجموعة قوية إلى جوار المجر والبرتغال فخسرت أمامهما 1/3 ولم ينفعها الفوز على المكسيك وربما كانت إصابة بيليه مبرراً كافياً عند البرازيليين.
أما حكاية فرنسا 2002 فلا يمكن تفسيرها لمنتخب مدجج بالنجوم، ولكن إصابة زيزو وغيابه عن أول مواجهتين أمام السنغال والأورغواي سبب مباشر وعندما عاد أمام الدانمارك لم يصنع الفارق لعدم الشفاء فكان الخروج رابع المجموعة من دون تسجيل.
وثلاث متتالية
منذ عام 2010 بات خروج البطل عادة متأصلة فإيطاليا 2010 خرجت بتعادلين مع نيوزيلندا والبارغواي وخسارة مريرة أمام سلوفاكيا.
وفي المونديال الفائت خرجت إسبانيا بالخسارة الأثقل لحامل اللقب 1/5 أمام هولندا ثم الخسارة أمام تشيلي والفوز الشرفي على أستراليا.
وفي المونديال الحالي ظنّ المتابعون أن الخسارة أمام المكسيك يمكن تلافيها وجاء الفوز الصعب على السويد ليبعث الأمل ولكن الخسارة أمام كوريا الجنوبية آخر ما كان يراهن عليه، فحدث الخطب الجلل ونامت ألمانيا على كوابيس الخروج.
أسباب
لم يدر في خلد أحد أن ألمانيا بجلالة قدرها لم تعد تمتلك الهداف وهي التي خرّجت العديد من الهدافين التاريخيين لكأس العالم وآخرهم كلوزه.
الغرور أخذ مأخذه، فهذا المنتخب الذي فاز بكأس القارات بتشكيلة رديفة عجر كل العجز في الامتحان المونديالي.
غياب الاستقرار على التشكيل بدا واضحاً عند المدرب لوف عديم الحيلة هذه المرة.
الخلل في العمق الدفاعي عادة غير مألوفة عن الألمان، ويبقى السؤال: ما الذي حدث للألمان هاجس كل مشجع لبطل العالم الذي تحوّل إلى شبح؟