الوقت الضائع بين كييف وروسيا

ينتهي اليوم الموسم الكروي الأوروبي بإقامة المباراة النهائية لأهم مسابقة على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ بين عملاقي إسبانيا وإنكلترا الملكي والريدز، حيث يتطلع كل منهما لريادة القارة وإنقاذ موسمه، ولا شك أن نهائي الشامبيونز محطة منتظرة منذ إعلان قرعة المسابقة لكن المونديال أكثر انتظاراً.


هذا العام سينتقل العالم كله من نهائي الحلم في كييف إلى استطلاع تباشير المونديال يوم الرابع عشر من حزيران المقبل، فشهر المونديال شهر عسل كل محبي وعاشقي المستديرة المدورة.‏


هناك ترابط وثيق بين نهائي كييف ومونديال روسيا لنخبة لاعبي العالم وخصوصاً المرشحين لجائزة الكرة الذهبية أمثال كريستيانو رونالدو نظير ما قدمه في هذه النسخة من دوري الأبطال باستمراره رقماً صعباً ترفع له القبعات، ومحمد صلاح الذي أبدع وأمتع وأقنع في رحاب الدوري الأصعب في العالم البريميرليغ فاستأثر بأهم جوائزه الفردية.‏


النقاد يرون أن نهائي كييف يزيد حظوظ الفائز باللقب اليوم ولكن ذلك ليس كافياً، فشهر المونديال يصنع المعجزات وما أكثر اللاعبين الذين سطعوا في المونديال مغيرين معايير الفوز بالكرة الذهبية، وزين الدين زيدان بالذات أخفق في نهائي الشامبيونزليغ 1998 ولكنه نهض بشكل لا يصدق في نهائي المونديال وحاز الكرة الذهبية.‏


باولو روسي عاد من الحرمان بمكرمة الرئيس الإيطالي 1982 ليتألق في ثلاث مباريات أمام البرازيل وبولندا وألمانيا ويسبق الجميع للفوز بالكرة الذهبية ولم يكن يتخيل أحد ذاك الانقلاب بمن فيهم الفائز روسي نفسه.‏


عام 2006 كان كانافارو قائد الآتزوري على موعد مع التألق في المحفل الكبير واستحق لقب جدار برلين عندما قام بإيقاف مهاجمي الخصوم، فمالت معايير المستفتين للكرة الذهبية إليه، ليكون من المدافعين النادرين الذين سرقوا العقول والقلوب فارضين أنفسهم على المصوّتين، فهو آخر إيطالي يحوز الجائزة الفردية الكبيرة.‏


نهائي اليوم مهم من حيث المعايير النقدية ولكن التألق في روسيا سيكون تأثيره أعم وأشمل وأشد وقعاً.‏

المزيد..