دمشق- زياد الشعابين:بعد النجاح الذي حققته بطولة شامنا الدولية الأولى التي تعتبر جزءاً من إستراتيجية اتحاد ألعاب القوى لعودة والألق والبريق للعبة من خلال دعم وتطوير المنتخبات الوطنية بدءاً من الفئات العمرية التي تشكل القاعدة والأساس لخطة البناء والإستراتيجية المقررة، وفي السطور القادمة نسلط الضوء على موضوع يصب في هذا الإطار ألا وهو غياب المسابقات المتوسطة والطويلة عن الساحة المحلية في الفترة الماضية وكيفية العودة لها، رغم أنه كان لنا حضور عربي وقاري في هذه المسابقة وهناك العديد من الأبطال الذين حققوا الإنجازات والأرقام السورية.
عشر سنوات وأكثر
د.إبراهيم أبازيد بطل سابق ومحاضر دولي بالعاب القوى: أسباب الغياب لهذه المسابقات كان اعتماد سورية تاريخياً من خلال بطولات الجيش التي كانت تقام بمشاركة كافة القطاعات المختلفة سنوياً بما لا يقل عن خمس إلى عشر بطولات، ولكون هيئة الجيش لم تقم بأي نشاط منذ عشر سنوات وأكثر مما أدى إلى افتقار هذه المسابقات في عداد المنتخبات الوطنية.
والجيش هو رافد للمنتخب الوطني وكل من أنجز ووصل للمستوى العربي وأكثر من ذلك هو من نتاج البطولات العسكرية بشكل عام.
وعن العودة لهذه المسابقات فعلى اتحاد اللعبة إيلاء البطولات الخاصة لهذه المسافات خلال الأشهر 12-1-2-3 وهي الفترة المناسبة لإقامة البطولات واكتشاف اللاعبين والمواهب التي ستشكل القاعدة لها والعمل عليها وصقلها وتطويرها.
إلغاء فئة الكبار
اللواء محسن عباس مدير إدارة الإعداد البدني والرياضي : كانت بطولات الجيش ترفد المنتخبات الوطنية باللاعبين عن طريق نادي الجيش المركزي هذا أولاً، وثانياً النظام الفني للبطولات المقررة من قبل اتحاد العاب القوى وإلغاء فئة الكبار وإلغاء بعض المسابقات ومنها الطويلة والمتوسطة إضافة إلى دمج بالفئات العمرية أثناء إقامة البطولة.
في نادي الجيش منذ أربع سنوات أو أكثر نعمل على بناء قواعد اللعبة ومنها المسافات الطويلة والقصيرة وهناك نادي الجيش الساحلي والمركز المعتمد في جبلة للعقيد سليمان عطية، ومنذ عدة سنوات تم تهميش بعض الكوادر التدريبية رغم أنه يوجد كوادر مؤهلة من خلال التضامن الاولمبي.
عدم فاعلية المراكز التدريبية
ومن الأسباب الأخرى غياب التنسيق بين اتحاد اللعبة والرياضة المدرسية بالفترة السابقة واقتصارها على بعض المسابقات والمهرجانات وعدم فاعلية المراكز التدريبية (34 مركزاً لا يوجد فيها لاعب أو أكثر خلال عملها… العودة للمسابقات وإحيائها بتفعيل دور المراكز التدريبية وتخصصها وتكليف المدربين الكفؤ أو الاختصاصين حسب محله التعاون والتنسيق مع الرياضة المدرسية وإقامة بطولات الخاصة للفئات كل حسب فئته المقررة من قبل الاتحاد الدولي واختصاصاته إقامة بطولات للقواعد(الصغار) والمراكز التدريبية والرياضة المدرسية واستقطاب المواهب المكتشفة والعمل على رعايتها وتطويرها وصقلها، إن كان عن طريق تجميع المنتخبات بالمحافظات مع إقامة معسكر أو معسكرين مغلقين لتحفيزه وتنشيطه وخاصة ان المسابقات المعنية تحتاج إلى لباس وحذاء فقط بدون أدوات وأيضاً بحاجة إلى فيتامينات ومكملات غذائية.
المصدر الأساسي
سليمان حويلة بطل العرب سابقاً: غياب رياضة الجيش كونها المصدر الأساسي والرئيسي للمسافات الطويلة والمتوسطة خلال فترة الأزمة التي مرت بها البلاد، فقد كانت رياضة الجيش تفرخ بطولاته أبطالاً رياضيين ومواهب ودعوتهم للمعسكرات وتفريغهم كان يولد منافسة كبيرة والاحتكاك القوي والنتائج ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:عقل حمدان-فاروق خضور-صلاح الدين مصطفى-جمال حمادة.
وكان هناك بطولات ماراتون وميني ماراتون وهي بطولات هيئة الجيش وتنتج الأبطال(العالميين)أو على مستوى دولي وقاري.
والعودة لإحياء هذه المسابقات هو إعادة تفعيل بطولات الجيش حيت من خلالها انتقاء المواهب والخامات وإجراء معسكرات لهم مع استمرارية التدريب لتتمكن من عودة المسافات المتوسطة والطويلة إلى مسابقاتنا.
تبعات الأزمة
فياض بكور رئيس اتحاد العاب القوى: غياب المسابقات في بعض المحافظات نتيجة الحرب الإرهابية على بلدنا التي أثرت على جميع القطاعات ومنها الرياضة وتحديدا لعبة ألعاب القوى وتحديدا في المنطقة الشرقية التي تعد خزان استراتيجي للمسافات الطويلة (دير الزور-الحسكة-الرقة) وفي عدد من محافظات المنطقة الجنوبية وريف حماه.
وأضاف: بدهي أن تتأثر الأندية في هذه المناطق ويتقلص عدد ممارسي هذه اللعبة مايدفعنا اليوم لاحياء اللعبة وتوفير مستلزماتها.
المساحات الواسعة
المسافات المتوسطة والطويلة بحاجة إلى مساحات واسعة لممارستها أو لممارسة النشاط التدريبي الذي يتعدى أحياناً لساعتين متواصلتين، وهذا لا يمكن أن يتم في ملعب بشكل دائم. وشكلت بطولات الجيش على مدار الأعوام السابقة خزاناً ونشاطاً كبيراً ورافداً لمنتخباتنا الوطنية والأندية بالعديد من الأبطال، ولكن نتيجة الأزمة ومنذ عشر سنوات وحتى الساعة توقفت النشاطات وبشكل كامل وغياب ساحة أم الألعاب عن هذه المسابقات.
ومضات لجهد فردي
وتابع بكور: بالرغم من هذه الظروف كان هناك بعض الومضات نتيجة جهد فردي ومتابعة من الأهل وبعض اللجان التنفيذية بالمحافظات ولاتحاد اللعبة خصوصاً مثل: لوريس دنون بطلة ساخا الدولية وآسيا-نور مصطفى-نور الهدى حسن-حنين حسن-يوليا حسن- حيدر القاضي.
وأضاف بكور نتيجة الظروف الصعبة والمعيشية وهجرة اللاعبين(رجال وشباب) لخارج الوطن أو لتأمين لقمة العيش نتيجة الأزمة والبعض لأسباب أخرى.
تنشيط المسابقات
وعن عودة المسابقات وإحيائها أوضح بكور: بعد عودة الأمن والأمان للبلد تم تنشيط هذه المسابقات من خلال بطولات الجمهورية لاختراق الضاحية للمحافظات والأندية وفسح المجال للاعبين الكبار بالمشاركة لنشيط اللعبة مع إمكانية إجراء المسابقة(للماسترز)(للأعمار فوق 35 سنة.
العمل على إقامة مسابقة نصف ماراتون بالمستقبل القريب إضافة لبعض المسابقات الجماهيرية والمهرجانات التي تخدم مسابقات أم الألعاب وخصوصاً الطويلة والمتوسطة على كامل مساحة البلد لنشر ثقافة أم الألعاب والعمل مع الجمعيات الأهلية لبناء البشر قبل الحجر ولعودة الكثير من أطفالنا للمضامير والملاعب، والعمل على تأهيل كوادر أم الألعاب من خلال دورات داخلية وخارجية وإمكانية استضافة محاضرين من خارج البلد لتأهيل أكبر عدد من الكوادر للتدريب، وهذا بدأنا به في اتحاد اللعبة بما يعزز إستراتيجيته وخطته لإعادة البريق للعبة ومنها عودة هذه السباقات وخير مثال ما جرى خلال سباقات بطولة شامنا الدولية الأولى التي جرت قبل أيام في مدينة تشرين الرياضية.
الطرقات غير صالحة!
محمد بريج صاحب المركز الأول في بطولة سورية لسباق 21كم بدمشق على طريق المطار عام1990 والمدرب حالياً: في السابق كانت الأنشطة كثيرة ومعظم اللاعبين لهذه المسابقات هم من أبناء المنطقة الشرقية(دير الزور-الحسكة-الرقة)إضافة لدرعا وغياب اللعبة عنها لعقد من الزمن من جهة ومن جهة أخرى هذه المسابقات تحتاج إلى طرقات طويلة، وهذه الطرقات حالياً غير صالحة للتمرين وإجراء هكذا سباقات وأيضاً صعوبة الحضور إلى دمشق للمشاركة أو التمرين كونها مكلفة (مادياً وزمنياً).
والعودة هي من خلال تهيئة الظروف المناسبة للعبة في مناطق ممارستها وسهولة ممارسة التدريبات بين المحافظات أولاً، وثانياً عودة الطرقات أيضاً لوضعها الطبيعي كما في السابق ليتمكن اللاعبون من التدريب والتمرين عليها.
منجم للميداليات
وللتذكير فإن رياضة ألعاب القوى تعتبر المنجم للميداليات البراقة حيث يستطيع المنتخب الواحد حصد العديد من الميداليات الملونة في أي بطولة أو استحقاق.
تقسم مسابقات العاب القوى والتي يحلو للبعض تسميتها بأم الألعاب إلى مسابقات الميدان ( مسابقات العدو ومسابقات الجري ) ومسابقات المضمار ( مسابقات الرمي والوثب ).
و تنقسم مسابقات العدو إلى:
= مسابقات المسافات القصيرة: 100م- 200م- 400م- تتابع 4×100م- تتابع 4×400م- 110 حواجز رجال- 100 حواجز نساء- 400م حواجز رجال ونساء وهي من أميز السباقات والأكثر إثارة وندية.
= مسابقات المسافات المتوسطة: 800م- 1500م- 3000م- 3000م موانع.
وتعد سباقات ركض المسافات المتوسطة والتي تشتمل على ركض
( 800م – 1500م ) من الفعاليات الأكثر شعبية عن بقية منافسات الركض الأخرى بين المتنافسين أو بين المتفرجين، وذلك لأن الوقت الذي تستغرقه سباقات ركض المسافات المتوسطة أكثر من الوقت الذي تستغرقه سباقات العدو وأقل من الوقت المستغرق في ركض المسافات الطويلة، كما تعتبر حلقة الوصل بين سباقات العدو وسباقات ركض المسافات الطويلة إذ يتميز المتسابق في هذه الفعاليات بالسرعة وتحمل سباق المسافات الطويلة إذ لا يمكن أن نضع حداً فاصلاً بين سباقات العدو وبين ركض المسافات المتوسطة.
وتمثل سباقات المسافات المتوسطة والطويلة وضعاً خاصاً ومميزاً في الجدول الأولمبي والعالمي لألعاب القوى حيث تتمثل في السباقات التالية للرجال والسيدات.. المسافات المتوسطة/800م-1500م رجال وسيدات المسافات الطويلة/ 3000م جرى رجال وسيدات 3000م موانع رجال جرى الماراثون 195م-42كيلومتر رجال وسيدات 20 كيلومتر- 50 كيلومتر رجال 5 كيلومتر- 15 كيلومتر سيدات.
مميزات متسابقي المسافات المتوسطة: 1. مميزات جسمية 2. مميزات بدنية 3. مميزات نفسية 4. مميزات فسيولوجية أولا/ مميزات جسمية: يفضل اختيار المتسابق لسباقات المسافات المتوسطة من طوال القامة نحيف القوام، خالي من الشحوم، خفيف الوزن إلا أن هذه المواصفات ليست ثابتة باستمرار إذ ظهر عدد من أبطال سباقات المسافات ا لمتوسطة ممن لا يمتلكون الكثير من هذه الصفات ثانياً/ مميزات بدنية: إن الاهتمام بالعناصر البدنية التي تميز كل متسابق لمسابقات ألعاب القوى أمر هام والعناصر البدنية الخاصة التي تتطلب لمتسابقى المسافات المتوسطة وكذاك لجميع السباقات الأخرى هي السرعة والجلد والقوة فالقوة العضلية تساهم إيجابياً بجانب عنصري السرعة والجلد في تحسين المستوى.
وتتميز مسابقات المسافات المتوسطة بالتالي: السرعة – قوى التحمل – التحكم والسيطرة على الجهازين الدوري والتنفسي. – التكيف الفسيولوجي – القدرة على توزيع الجهد – قوة الإرادة والعزيمة والتصميم – الذكاء. ثالثاً: مميزات نفسية: توافر قوة الإرادة والعزيمة والتصميم رابعاً: مميزات فسيولوجية: يتميز متسابقى المسافات المتوسطة بعنصر تحمل السرعة حيث تحتاج مسابقات المسافات المتوسطة إلي قوة التحمل المزوجة بالسرعة والتي تمكن المتسابق في جرى مسافة السباق دون أن تنقص درجة الإنتاجية وبسرعة متناسبة وترتبط هنا قوة التحمل بالقدرة الوظيفية لأجهزة الجسم( القلب والدورة الدموية والتنفس وإفرازات الهرمونات المختلفة والتغييرات الكيميائية في العضلات.