محمود المرحرح:تعد لعبة الريشة الطائرة من الألعاب التي نجحت في اعتلاء منصات التتويج العربية على الرغم من تراجع واقعها الحالي على المستوى العربي و محاولاتها الخجولة على المستوى القاري.
اللعبة منتشرة في جميع المحافظات وبعض الهيئات ، وهي من الألعاب الفردية والجماعية التي يمكن أن نحقق بها نتائج متميزة وسبق لها أن كانت بيضة القبان وبسمة الرياضة السورية في الدورات والبطولات العربية إضافة الى انجازات إقليمية ودولية ، وخاصة أن قاعدة اللعبة في سورية قوية وهناك مواهب كثيرة يمكن أن تكون مستقبل هذه الرياضة الأنيقة من جديد ..
لكن لأهل اللعبة وخبراتها اليوم رأي مختلف فهي لن تتطور إلا بتطوير الأسس التي تشمل البنية التحتية من ملاعب وصالات ومدربين وإداريين مع توفر التجهيزات ، كما أن اتحاد اللعبة لا يستطيع وحده أن ينهض باللعبة إذا لم تتبنَ الأندية هذه الرياضة وتوليها اهتماما جيدا ، فالأندية عامل مهم ومساعد يستطيع النهوض بالريشة الطائرة باعتماد مدربين وإقامة البطولات والدورات التي تؤهل للمنافسة في بطولات الجمهورية ،وفي المقابل اتحاد اللعبة يمد يد العون ويوفر الأدوات التدريبية والمشاركات الخارجية التي تكسب كوادر هذه الرياضة الخبرة والمهارة و بدعم من المكتب التنفيذي ..
هذا ماكان من أراء عامة من كوادر اللعبة وبعض أعضاء اتحادها تتابعون تفاصيلها في التحقيق التالي :
عبود: المراكز التدريبية أساس اللعبة
بداية كانت وقفتنا مع عضو المكتب التنفيذي بشير عبود رئيس مكتب العاب الكرات المركزي فقال: رياضة الريشة الطائرة مبنية على المراكز التدريبية المفتتحة من خلال الاتحاد الرياضي في المحافظات ، حيث يتم فيها بدء بناء اللاعب وهو من الفئات العمرية الصغيرة وبعد ذلك يتم تنسيب بعض اللاعبين الموهوبين للأندية لينضموا للمشاركة بشكل رسمي تنظيميا في بطولات الجمهورية ، ولكن الأندية ونتيجة فقرها وعدم وجود السيولة المالية الكافية لتبني هكذا ألعاب يتم الاعتماد وبشكل شبه كامل على منتخبات المحافظات التي يتم الصرف عليها من خلال اللجان التنفيذية في المحافظات ، ولاحقا تستكمل طريق البناء عبر المنتخبات الوطنية لأبطال الجمهورية للفئات العمرية ويتم صقل مواهبهم وخبراتهم وتنمية مواهبهم والعمل لإعدادهم للاستحقاقات الخارجية على حساب المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام ، وعموما الريشة الطائرة ليس لها جماهيرية لذلك يصعب الاحتراف فيها .
وشكر عضو المكتب التنفيذي العبود اتحاد اللعبة على دوره بتأمين قسم كبير(الأدوات والتجهيزات) بطرق خاصة عن طريق الاتحادات الخارجية و لا يقصر المكتب التنفيذي أيضا بتأمين قسم منها ضمن الإمكانات المتاحة وقسم آخر عن طريق اللجان التنفيذية بالمحافظات لافتا لوجود صيغة وعلاقة تعاون مابين الاتحاد الرياضي ومديريات التربية « دائرة الرياضة» عن طريق المراكز الرياضية في مديريات التربية بحيث يتم مشاركة اللاعبين واستخدام الأدوات والتجهيزات في البطولات التي تقيمها الاتحادات الرياضية والبطولات المدرسية والمدربين المفرغين لدى وزارة التربية شعبة التدريب والبطولات .
بيطار : بحاجة إلى أندية تتبنى اللعبة
رئيسة اتحاد الريشة الطائرة حول هذا الموضوع المهم والكبير اختصرت الكلام بهذه السطور : إذا أردت أن تدخل اللعبة العالم الاحترافي فهذا يتطلب وجود أندية تتبنى اللعبة مع توفر الإمكانات المادية والأرضية الفنية المتينة وجميع المقومات الأساسية بعد ذلك نفكر بالاحتراف ..
وأضافت بيطار: على أرض الواقع تجد معظم الأندية تعتذر عن المشاركة في البطولات لضعف السيولة المادية لديها خاصة والمشاركات مكلفة وأذونات السفر لاتساعد في هذا الموضوع إطلاقا ، وبالعموم الريشة ليست لعبة جماهيرية ككرتي القدم والسلة ولهذه الأسباب لايمكن للاحتراف أن ينجح في رياضتنا في ظل هذه الظروف والمعطيات .
هجرة المدربين ؟!
نائب رئيس الاتحاد وسيم الضماد أوضح بان كلمة احتراف كبيرة جدا وكيف سننجح بهذا الأمر أو نطبقه على لعبتنا ونحن لم يعد بمقدورنا إقامة بطولات محلية كما في دول العالم ، فالوضع المادي السيئ تسبب بابتعاد مدربينا ولم يعد هناك مدربون في الساحة لان كل واحد راح يبحث عن مصدر زرق وتامين لقمة عيشه وأسرته والوضع لايحتمل أن يعمل أي مدرب في هذه الظروف الصعبة بالمجان أو أن يدفع من حسابه الخاص ؟؟
ومثال بسيط استثني فيه محافظات حمص والحسكة وحلب فقط وأتحدى أي من المحافظات غيرها أو أندية قدمت شيئا من أدوات أو تجهيزات أو أي بديل مادي للمدربين ؟؟؟
احترام الكوادر وإبعاد الدخلاء؟؟
وحتى نقترب أكثر من أجواء احتراف بعض الدول العربية الشقيقة وإجراء مقارنة بيننا وبينها وتزداد حسرتنا بأننا كنا من رواد اللعبة وتربعنا على عرشها لسنوات طويلة فان اللعبة اليوم تعطي من يعطيها أكثر وفي هذا الموضوع توجهنا بالسؤال الى مدربنا الوطني محمد بيروتي صاحب تجربة احترافية لعدة سنوات في بيروت مشرفا على الريشة اللبنانية فقال : إن الاحتراف في لبنان يسير بطريقة صحيحة ومدروسة بعكس عندنا فإنها تفتقر لأشياء كثيرة فالاحتراف يلزمه أجواء صحية مناسبة ، وكيف سأنجح بالاحتراف إذا كان هناك أناس في الاتحاد يعاملون الكوادر بفوقية واستعلاء وماضيهم ليس كما يجب وحالة عدم احترام وتقدير الكوادر موجودة ؟؟
وأضاف بيروتي : كان الاتحاد اللبناني متفهما لما قدمته من خطط تمتد لخمس سنوات لبناء لعبة بشكل صحيح وإقامة معسكرات دائمة للمنتخبات اللبنانية وتأمين صالة تخصصية ، وتطوير الحكام وإرسالهم الى دورات ونيل الشارة الدولية حتى بات لديهم أربعة حكام دوليين في حين لايوجد في الريشة السورية حكم دولي واحد ، هم يقدرون الكوادر ويهتمون بمدربيهم وحكامهم ويقدمون الحوافز وان تتناسب أجور التحكيم مع الجهود التي يقدمها الحكام ، وأيضا البطولات الجامعية لها دور هام في عملية التطوير حيث معظم الجامعات الخاصة والعامة يمارسون اللعبة ولهم حوافز وميزات اللاعبين الأبطال والمدربون يتقاضون رواتب ممتازة كما أن اغلب المدارس تمارس الريشة ولها بطولات قوية وأثناء وجودي مع الريشة اللبنانية أشرفت على دورات تدريبية للمدرسين والمدرسات لنشر اللعبة في عدد من المناطق اللبنانية ومعظم أعضاء الاتحاد اللبناني قد درستهم اللعبة أمثال علي كزما وهو حاليا أمين الصندوق في الاتحاد ومدرب دولي وبول روكز محاضر آسيوي ودولي وغالب فقيه رئيس لجنة الحكام منهيا حديثه بان اللعبة لن تعود كما كانت لأنها باتت بحاجة الى إخلاص وإبعاد الدخلاء منها فنحن بعيدون كل البعد عن اللعبة ومتمنيا للريشة السورية العودة الى مكانتها المرموقة كما عهدناها في سنوات خلت وأن تشق طريق الاحتراف مستقبلا .
إعادة بناء
من جهته المدرب الوطني إسماعيل أحمد أشار بكل صراحة إلى أنه كان بإمكاننا أن ننجح في موضوع الاحتراف فيما لو ان اللعبة تابعت في نفس مسيرها السابق غير الحالي ، أما الآن فاللعبة تحتاج الى إعادة بناء كاملة من القواعد والتأسيس من جديد .
وأضاف الأحمد : اللعبة بحاجة الى إعادة تأهيل مدربين جدد بعد الهجرة الكبيرة لخيرة مدربينا الذين كانوا أبطالا ، و يجب إجراء تغيير لكل من تسبب بوصول هذه الرياضة الى حالة الترهل للانطلاق من جديد .
رأي
أن تصبح ريشتنا الطائرة أحد ألعابنا المحترفة على المدى المنظور فهذا أمر يدخل ضمن نطاق المستحيل في ظل هذه المعطيات والظروف الصعبة والدليل على كلامنا إجماع أهل اللعبة وقيادتها بان الوضع المادي وعدم وجود جهات تتبنى اللعبة وصعوبة توفير الأدوات والتجهيزات المكلفة وانخفاض شعبية اللعبة ومحدودية انتشارها مقارنة بالألعاب الجماعية وان كانت طموحات وآمال محبيها النهوض بهذه اللعبة المحببة إليهم والمفضلة حتى في ظل وجود الصعوبات والعوائق ..
الريشة الطائرة والتي عاشت خلال السنوات السابقة وتحديدا أيام الأزمة ومازالت تعيش هذه الأيام مرحلة المراوحة بالمكان فان ذلك مرده لقلة دعم هذه اللعبة خاصة لجهة الدعم المادي إضافة الى احد الأسباب الجوهرية بهجرة المدربين حتى كادت الريشة الطائرة من أكثر الألعاب التي نزفت على صعيد الكوادر التدريبية .
رغم هذه النظرة التشاؤمية فان مايثلج الصدر وجود لاعبين واعدين لديهم روح المنافسة والطموح لكن ينقصهم الكثير من المتطلبات وأهمها المعسكرات الخارجية وتجهيزات كافية ودعم مادي وهانحن نرى بان المصائب لاتاتي فرادى حين تسبب الوضع المادي بإلغاء معسكر للفئات العمرية في ماليزيا وظروف خارجة عن الإرادة ألغت أو أجلت معسكر آخر في روسيا لفئتي الرجال والسيدات كان يعول عليهما الكثير من الفائدة وخاصة لتأهيل وتطوير قدرات اللاعبين الذين تنتظرهم استحقاقات قوية ومهمة هذا العام .