انتهت مشاركة سلة نادي الجيش في بطولة غرب آسيا للأندية التي اختتمت السبت الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، وأضاع فريقنا الجيش فرصة التأهل للدور الثاني من البطولة بعدما لحقه ظلم واضح بقرار اتحاد غرب آسيا الذي قرر قبل يوم واحد من انطلاقة البطولة تأهل ثلاثة أندية بدلاً من أربعة،
والأمر الذي أربك حسابات فريقنا لكونه لم يتعاقد مع أي لاعب أجنبي لظنه أن التأهل مضمون، على أن تكون مشاركته بمثابة مذاكرة مفيدة له قبل بداية الدوري، عموماً المشاركة انتهت بفصولها، لكن الحديث عنها لم ينته، والسؤال هنا، هل كان بالإمكان أفضل مما كان، وهل كان بمقدور الجيش تحقيق نتائج أفضل.
أحلام
لم يكن لاعبو سلة رجال نادي الجيش يحلمون بأن يعودوا إلى أرض الوطن بأي من النتائج المشرقة، ولم يشطح بهم الخيال بأن يفكروا بالفوز على فريقي الرياضي اللبناني، وبتروشيم الإيراني صاحبي الإشراقات على الصعيد القاري بقوة، ولا على فريق رام الله الفلسطيني المدجج بأفضل المحترفين، في ظل الظروف الاستعدادية البائسة التي لم تتعد حدود صالة الفيحاء ، ولم يلعب الفريق أي مباراة تحضيرية قوية، ولم يضم أي لاعب محترف، فالفريق كان بحاجة ماسة للعب مباريات احتكاكية قوية توازي حجم وقوة الأندية المشاركة ليتمكن من مواجهة طريقة اللعب لفريقي الرياضي وبتروشيم.
وقفة
بعد انتهاء مشاركة الفريق في بطولة غرب آسيا كان لابد من وقفة محايدة وموضوعية لتقييم أدائه أفراداً ومجموعة، فالنتيجة التي حصل عليها الفريق مقبولة من حيث المستوى الذي قدمه قياساً على فترة التحضير، وغياب اللاعبين المحترفين، وإن كان أمامه فرصة تاريخية للحصول على نتائج أفضل، لو امتلك الفريق كل مقومات التحضير المثالي، الذي يوازي حجم وقوة البطولة، وظروف إعداد أفضل مما قدم إليه، وفترة أطول للوصول بلاعبين إلى مراحل متقدمة من الانسجام الفني، وخصوصاً في ظل وجود عملاقين تحت السلة( قصبلي والحموي) في هذه البطولة، لكان حاله أفضل بكثير.
نظرة فنية
الخسائر في هذه البطولة ليست مقبولة، ولكن لابد أن نسأل أنفسنا بطريقة معكوسة، على من كنا قادرين على الفوز ولم نفز، على السلة الإيرانية المتطورة، والتي تعد أحد معاقل اللعبة آسيوياً في السنوات الأخيرة، وما يصرف على محترفي الأندية الإيرانية من أموال لا يمكننا أن نحلم به، أما على السلة اللبنانية المستقرة، والمعززة بلاعبين مجنسين، وتوفر الإمكانات المادية الكبيرة، والتي ما زالت تخرّج جيلاً بعد جيل، فهل يصدق ويتصور البعض أن تكلفة الدوري اللبناني وصلت هذا الموسم إلى عشرة ملايين دولار، وهو مبلغ لا تحلم فيه منظمة الاتحاد الرياضي العام في سورية، إضافة لوجود ثلاثة لاعبين أجانب مع كل فريق بالدوري الذي يعد من أقوى دوريات القارة الآسيوية، دعونا نعترف أن المعسكرات الخارجية لأنديتنا، ومنتخباتنا باتت ضرباً من ضروب المستحيل في ظل الشح المادي وضيق ذات اليد التي تعاني منها رياضتنا بشكل عام، رغم الخسارة القاسية أمام الرياضي اللبناني، وغير المستحقة أمام بتروشيم الإيراني غير أنه يسجل للفريق روح التعاون بين اللاعبين، وتعدد الخيارات أمام المدرب من حيث اللاعبين، ومن حيث طريقة اللعب، فاللاعبون كانوا مدركين لمهامهم، ولما هو مطلوب منهم، ويعرفون تمام المعرفة حقوقهم وواجباتهم، كل هذه المقدمات أدت إلى نتائج مقبولة قياساً على فترة التحضير، وأداء جيد رغم الخسارات، ولن ندخل هنا في باب المقارنات بين ما قدّم لفريق الجيش، بالمقارنة على ما قدّم لباقي الأندية المشاركة.
لسنا مداحين لسلة الجيش، ولكننا بنفس الوقت لن نكون من الجناة عليها لأننا نعرف (البير وغطاه)، وعلينا أن نتحدث بواقعية، ونرى ماذا قدّم للفريق أسوة بباقي الأندية المشاركة، لأننا نؤمن بأن المقارنات تظهر المفارقات، وهنا ظلم كبير بالنسبة لممثلنا الجيش الذي كان أقل الأندية من حيث فترة التحضير، والإمكانات المادية، والمعسكرات الخارجية، والمباريات الودية.
جاءت مشاركة الفريق في هذه البطولة بمثابة محطة هامة وقوية من أجل اكتشاف الثغرات الفنية الواضحة والتراجع الكبير في مستوى بعض اللاعبين، لا نريد أن نقف هنا ونقول هذه هي إمكاناتنا، هناك أخطاء واضحة بدت واضحة على أدائه، وعلينا التخلص منها بعمل جماعي صحيح لا باجتهادات شخصية، ومع ذلك حاول الجهاز الفني للفريق برئاسة المدرب الشاب خالد أبو طوق والمدرب مجد شاهين أن يضعا الملح على الجرح، ويعتمدان على لاعبيهما المحليين لإكمال المعادلة، ونجحا من حيث منح الثقة للاعبين الشباب كي يكتسبوا فرصة الاحتكاك واللعب أمام لاعبين يتفوقون عليهم بكل شيء.
الشكر واجب
قبل أن نخوض في الأسباب والنتائج فإن التحية واجبة لكل من عمل في هذا الفريق ولو بكلمة، وأياً كانت مقومات هذه المشاركة، لاعبو الجيش لم يقصروا، وقدّموا ما بوسعهم أن يقدموه في هذه البطولة، وبالتالي فإن التحية واجبة لهم، فشكراً لمن اجتهد وبذل العرق، وعلى القائمين على سلة الجيش العمل على تأمين الأجواء التحضيرية للفريق، وتدعيم صفوفه بأفضل اللاعبين على أمل أن يكون بحلة جديدة وصورة مغايرة، ويعود بنتائج تليق بسمعته الكبيرة كأحد أفضل الأندية السورية منذ سنوات، لكن المشاركات الخارجية باتت بحاجة لمقومات كثيرة يجب توفرها حتى نضمن أن تكون فرقنا وأنديتنا بين مصاف الكبار على الصعيد القاري.
لغة الأرقام
خسر الجيش في مباراته أمام الرياضي اللبناني بواقع(95-66) وفي مباراته الثانية تعرض لخسارة غير مستحقة أمام بتروشيمى الإيراني بنتيجة(60-55) واختتم مباراته بخسارة أمام سرية رام الله الفلسطيني بواقع( 78-77 ) بعد مباراة قوية من الفريقين تمكن الفريق الفلسطيني من حسم النتيجة لمصلحته، ورغم الخسارة غير أن فرقنا كان نداً قوياً طيلة اللقاء، أرباع المباراة جاءت حسم سرية رام الله الأرباع الثلاثة الأولى لمصلحته فيما تمكن الجيش من حسم نتيجة الربع الرابع( 21-22)( 18-21)(17-18)(21-17).
فريق الجيش بعيون المدربين
أحمد الفران مدرب الرياضي اللبناني:
فريق الجيش من الأندية الكبيرة بالدوري السوري، لكن مشاركته هذه لم يكن الفريق بمرحلة تحضيرية جيدة، فالدوري في سورية لم يبدأ، وحسب ما سمعت أن الفريق لم يلعب أي مباراة ودية قبل البطولة، ولم يكن لديه أي لاعب أجنبي، ومع ذلك لعب بقوة وحماسة عالية أمام الفريق الإيراني الذي أحرز لقب البطولة، أتمنى أن يعود الأمن والأمان لسورية، وأن تعود السلة السورية إلى عهدها وقوتها.
إبراهيم حبش مدرب سرية رام الله الفلسطيني:
لم أكن أتوقع أن يكون فريق الجيش بهذه القوة، خاصة بعدما سمعت أنه لا يضم أي لاعب أجنبي، ومع ذلك أنا شاهدته مع الفرق الإيراني، حيث لعب بطريقة أربك فيها الخصم، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز لولا تسرع بعض لاعبيه في آخر دقائق اللقاء، وقد لعب أمامنا بقوة، وتمكن من تقليص الفارق الذي وصل لعشر نقاط، وكاد أن يخطف الفوز في الثواني الأخيرة، فريق الجيش جيد ولديه بعض من اللاعبين من مستوى عال.
مهران شابي تاب مدرب بتروشيمي الإيراني:
الجيش لعب أمامنا بشكل جيد، وبطريقة دفاعية ناجحة، وهذا ما أربك لاعبينا الذين لم يوافقوا كثيراً، عموماً لدى الفريق لاعبون متميزون أمثال: المرجانة، والعملاق عبد الوهاب الحموي.