أمام تساؤلات محبي اللعبة.. كمال أجسام أم بناء أجسام؟ هل تحولت البيوتات الرياضية إلى “متاجر ” للمكملات الغذائية والمنشطة؟

ملحم الحكيم:أسئلة واستفسارات متعددة ومخاوف كثيرة تنتاب ممارسي لعبة كمال الأجسام ممن يسعون لتجميل


أجسادهم، ولسان حالهم يقول:‏


لطالما سعينا إلى الجمال الجسماني ولكن ما أن دخلنا البيت الرياضي حتى وجدنا كتل عضلية كبيرة لا تدل على الكمال أو الجمال ففيها كتل عضلية متفاوتة وغير متناسقة، إضافة إلى فراغات‏


‏‏‏‏‏‏


وتشوهات وتقوسات في الهيكل العظمي أساس الجسم، مما وضعنا أمام مخاوف جدية أن تكون مثل هذه التشوهات والتقوسات جراء التدريبات بهذه اللعبة هذه ناحية أما الناحية الأخرى تتمثل بعرض أصحاب البيوتات الرياضية والمدربين مواد بمسميات مختلفة كالمتممات الغذائية والفتامينات والبروتين وغيرها وجميعها بأسعار كاوية فما كان منا إلا أن تركنا النادي أو البيت الرياضي وهذا أمر فيه مخاطر عدة.‏


وهنا نسأل هل تحولت بيوتاتنا الرياضية إلى متاجر بالمواد المنشطة أو ما يسمى بالمتممات الغذائية؟‏


وما هي حقيقة اللعبة الممارسة في اتحادنا يسأل الكثير من رواد البيوتات بعد أن اختلطت عليهم الأمور وبعد ما سمعوه من مدربي اللعبة؟‏


ويشير المتابعون إلى أن البناء لا يكون إلا بالمواد المقوية والداعمة والمنشطة والمتممات المساعدة وما إلى ذلك من تسميات.‏


فما حقيقة اللعبة وهل اتحادنا هو بناء أجسام أم كمال أجسام؟‏


وما الفرق بين التسميتين؟‏


وهل الضخامة مقياس الحكام اليوم لإعطاء النتيجة لهذا اللاعب أو ذاك؟‏


وما الفئة الأقرب لكمال الأجسام برأي خبراء اللعبة ” بدي بلدنك” أو ى الفيزيك” أو ” الكلاسيك”؟‏


وبماذا ينصح أبطال الاجسام رواد وممارسي اللعبة ممن يسعون لتجميل أجسامهم؟‏


ويبقى السؤال الأبرز أين نحن من كمال الأجسام؟‏


إجابات‏


وفي هذا الشأن أشار بطل العالم لكمال الاجسام قاسم يزبك بأن الغاية من ممارسة اللعبة هي الجمال والكمال الجسماني والأمثلة برأيه واضحة فالبطل يبذل جهداً عالياً جداً للوصول لما وصل إليه من بناء للعضلات من غذاء وتدريب ومواد منشطة تفيد بذلك.‏


ورغم تقديري له ولمجهوده والسعي للوصول للقمة في البطولات، أرى كما يرى العديد من المتخصصين بعلم التشريح والمقاييس العضلية بأن كمال الأجسام وجمالها لم يعد له ذكر أمام بناء الاجسام فكلمة البناء طغت كلياً ودعائياً وبمستر أولمبيا ازدادت كثيراً، فلو جردنا الضخامة توضح لنا الكمال والجمال على حقيقته ورأينا تشريحياً المقاييس التي كان يمتاز بها ستيف ريفز أسطورة هذه اللعبة من الأربعينات إلى كلارانس روز وبيل بيرل وريج بارك وارنولد وجيم هيسلوب وفرانك ريتشارد وغيرهم لغاية الثمانينات ولكن فيما بعد تغير المفهوم باللعبة، للأسف، حيث بات بالاعتماد على البناء والكتلة العضلية الضخمة تحكيمياً…‏


في وقت يعتمد الجمال الجسماني على التركيب المنسق بين العضلات والأطوال العضلية وقوام الهيكل العظمي الخالي من التشوهات والفراغات مثال تقوس أوصك بالركب أوفراغات بالصدر ودفوه بالظهر أوعروق دوالي أو وشم وحبوب وغيرها، إضافة لمراعاة الطول بين الفخاذ وبطات الرجلين والاطوال بين القسم السفلي والعلوي وهكذا الكثير فأين نحن اليوم من هذا التكامل والكمال؟‏


بلاد الفيتامين “د”‏


بطل الأجسام افريم عيسى يقول: كمال الاجسام يعتمد على التناسق الكلي مع وجود كتلة عضلية تتناسب مع الطول والتدريب الجيد مع برنامج غذائي يعطي النتيجة المرجوة فالمتممات لا تنفع إذ لم يرافقها التدريب المناسب ويجب أن تكون بمقادير مدروسة ولكل عضلة بمفردها، ولا يجوز إعطاؤها للمستجد باللعبة الذي يبدأ بتدريبات عامة لكامل الجسم فيما تصبح المكملات مطلباً أساسياً مع تقدم العمر الفني لممارس اللعبة فلا يغفل أي منها، ولي تجربة في ذلك ففي مدينتي القامشلي كنت أتدرب في النادي وأتابع تطور ومتغيرات جسمي وأشارك فأعتلي منصات التتويج لكن ظروف المعيشة دفعتني للسفر إلى هولندا حيث التجهيزات أكثر وأحدث والتدريب أفضل ولكن لم ألاحظ أي تطور على كتلتي العضلية رغم مواظبتي على البرنامج الغذائي والمكملات ما دفعني للاتصال ببطل العالم وصديقي فؤاد بوجقلي وشرحت له وضع تدريبي والمكملات والفيتامينات التي أتناولها، فقال دون تردد عليك بالفتامين د فأجبته بأنني لم أتناوله أبداً ومع ذلك طورت نفسي واعتليت منصات التتويج، فأجاب ذلك لأنك كنت في سورية الحبيبة” بلاد الشمس” مصدر الفتامين د أما هنا فيجب عليك تناوله لتتطور، وهذا دليل واضح على ضرورة المكملات التي تتطلبها العضلة بحسب ما تبذله من جهد، وإذا لم تعطها مستلزماتها وأجهدتها فتحترق العضلة وتأكل نفسها.‏


الضخامة العضلية أساسية‏


أما منار هيكل رئيس اتحاد اللعبة فيقول: كان اسم اللعبة سابقاً كمال الأجسام وعليه كانت الاتحادات تسمى باتحاد كمال الأجسام أما اليوم فرسمياً وحسب الاتحاد الدولي فهو اتحاد بناء الأجسام ما يحتم والحالة هذه ضرورة وجود الكتلة العضلية الضخمة والتي بالفعل ٩٠ بالمئة من إعطاء النتيجة يكون على أساسها، ولعل الاتحاد الدولي التفت الى أن الضخامة قد لا تعطي الجسم جمالية فأدخل منافسات جديدة نسبياً على اللعبة كالفيزيك والكلاسيك والكلاسيك فيزيك التي تشترط تناسب الوزن مع الطول فتكون أقرب ما يكون لكمال الاجسام وجماليتها، أما ما يخص رواد البيوتات لا سيما الجدد منهم فعليهم التريث ببناء اجسامهم فلا يكونوا على عجلة بغية نفخ عضلاتهم فيقعوا بمصيدة المنشطات والسيلكون وغيرها فما يبنى بروية ودراسة يستمر طويلاً، وعليهم أن يكتشفوا مهارة المدرب وقدراته قبل أن يثقوا به ونحن باتحاد اللعبة نسعى جاهدين أن يكون الأبناء بين يدي المدرب المتمرس، لذلك جاء قرار اتحاد اللعبة رقم ٥ القاضي بإصدار البطاقات التعريفية ودرجات المدربين العاملين في الأندية كخطوة لضبط آلية عمل المدربين تبعه قرار آخر ببدء عملية الكشف الميداني على مدربي البيوتات وماهية درجاتهم التي تخولهم العمل وهي أن يكون المدرب الرئيسي يحمل شهادة مدرب من الدرجة الأولى ويعرف كل أساليب التدريب وما يناسبها من مكملات يوصي بها، دون أن يجبر أو يروج هذه المكملات في ناديه ولاعبيه ليشدد القرار على إيقاف المدرب المخالف منهم.‏


الكشف الميداني مستمر‏


لكن وبعد كشف اللجان في كل المحافظات على معظم البيوتات الرياضية تبين أن الأغلبية ليس لديهم مدرب رئيسي درجة أولى ولأن هدف الاتحاد من القرار الأخير ضبط العمل دون قطع الأرزاق، قرر مجلس إدارة الاتحاد في جلسته الأخيرة قبول شهادة مدرب من الدرجة الثانية بدل درجة أولى للعمل في النادي أو البيت الرياضي حتى نهاية العام الحالي على أن يلتحق المدربون الذين تم إعلامهم بضرورة ذلك بدورة ترفيع للمدربين إلى الدرجة الأولى، مع التأكيد بأن الكشف الميداني سيستمر ليطال جميع الاندية أو البيوتات الرياضية، ولا مجال للتراخي أو التهاون بأي حالة من شأنها الإساءة لرواد البيوتات أو صحتهم أو أي حالة ترويج وبيع للمكملات وغيرها من الأدوية والعقاقير فسلامة شبابنا أمانة لا بد من الحفاظ عليها والوصول بأجسامهم إلى درجة الجمال والكمال الجسماني الذي يتمناه محب اللعبة وممارسها.‏

المزيد..