حكام الملاكمة في قفص الاتهام .. الحلقة الأضعف في مفاصل اللعبة واللاعب يسدد فاتورة الخطأ

ملحم الحكيم:تثبت البطولات المركزية لاتحاد الملاكمة من جديد أن الحكام هم الحلقة الأضعف في مفاصل اللعبة وما شهدته بطولة الجمهورية للملاكمة للشباب التي أقامها الاتحاد مؤخرا دليلا دامغا أن قضية الحكام وتعرضهم للظلم وكيل الاتهامات لهم لابد لها من حل ووضع النقاط على الحروف وتأمين حماية قانونية لهم وتحديدا سبل إقامة وتعويضات لائقة تتناسب ومهمة التحكيم.


‏‏‏‏


العنوان الابرز لبطولات الملاكمة هو الاعتراضات الحادة بأساليبها المختلفة وألفاظها القاسية ، ليكون الحكام كما في كل بطولة هم الحلقة الأضعف واللاعب هو من يسدد فاتورة الخطأ التحكيمي ، فماذا اذا عن حكام الملاكمة ، ما لهم وما عليهم، ومن يعيد للاعب حقهإن ظلم.‏‏


اعتراض بالصوت العالي‏‏


مدرب ملاكمة نادي النضال اسامة عامر اعترض بالصوت العالي واستعصى على حلقة الملاكمة حين خسر ملاكمه اشرف بلان مع ملاكم اللاذقية عمار ربابة وزن ٥١كغ وحجته ان لاعبه فائز وخسر دون وجه حق وحسب تعبيره فقد اقر رئيس لجنة الحكام الرئيسية حسان بريز بأحقية فوز اللاعب، وكذلك فعل امين سر اتحاد اللعبة محمود السلوم المشرف على البطولة ويضيف اسامة حتى مدرب اللاذقية اتصل بي واقر بأفضلية لاعبي وأحقيته بالفوز وهذا ما فسره مدرب النضال بان خسارة لاعبه جاءت متعمدة ولأسباب شخصية بحتة بين اللاعب اشرف بلان ورئيس اتحاد اللعبة كامل شبيب.‏‏


اعتراض خطي‏‏


المدرب اسامة لم يكتف بالاعتراض بالصراخ والاستعصاء على الحلقة بل تقدم باعتراض خطي كما فعل مدرب طرطوس ميسر سعد ولكن دون ان يسفر اعتراضهما عن اي نتيجة تذكر ليبقى الاعتراف او الاقرار بأحقية فوز اللاعب في الاروقة وعبر الاقاويل والاتصالات فقط فالبعثة لبطولة اسيا شكلت واللاعب اشرف بلان خارج التشكيلة فما من احد قادر على تغير نتيجة الحكام.‏‏


الحلقة الأضعف‏‏


يحكم نزال الملاكمة ٥ قضاة وحكم حلقة وتكون النتيجة من خلال الحكام الخمسة ويراعى حين تكليفهم عنصر الحياد، ما يعني ان تطبيق الحكام حول لاعب ما في كل مرة امر صعب، وبالتالي يتمثل ظلم اللاعب احيانا بخطأ او ضعف تحكيمي وغالبا غير مقصود حسب تعبير الحكام انفسهم فالكثير من حكامنا بالكاد يحكمون بطولة في العام ما يجعلهم عرضة للأخطاء وعدم التناغم في قراراتهم لتفاوت مستوياتهم الفنية ودرجاتهم ولكنهم وحسب تعبيرهم هم الاكثر عرضة للظلم فما من بطولة الا ويكون السب والشتم والاتهامات بالتحيز من نصيبهم ومع ذلك يتحملون، لتمضي البطولة بسلام وفي اكثر من مرة حاول الحكام الانسحاب وعدم التحكيم غير ان تدخلات رئيس لجتهم حسان بريز وطريقة تعامله الإيجابية مع حكامه ومع لاعبي البطولة ومدربيها يمنعهم من الانسحاب لدرجة وصفته كوادر اللعبة بعامود البطولات وركيزتها وعامل أمانها اي ان بطولات الملاكمة تمضي «ببوس اللحى» ان صح التعبير اكان للاعب ومدربه المستعصي على الحلقة او للحكم الممتعض من الشتم والسب الذي طاله وهو حسب تعبيره يعمل ويحكم نتيجة حبه للعبة فقط فما من فائدة مادية اطلاقا من تحكيمه بل على العكس غالبا ما يدفعون من جيوبهم، وهذا ما يطرح السؤال الأهم كيف يدبر الحكم اموره اثناء دعوته لتحكيم بطولة في محافظة غير محافظته.‏‏


الحكم مظلوم سلفاً‏‏


وحسب تعبير نائب رئيس اتحاد الملاكمة مايز خانجي البطل الدولي بالملاكمة وحكمها فإن الحكم مظلوم بعيدا عن النتيجة التي يعطيها لأي نزال ، فبطولة الملاكمة على الأقل أربعة أيام وأجور تحكيم كل فترة اي يوم ١٠٠٠ ليرة اي اجور تحكيمه اربعة ألاف اذا اضفتها على اذن سفره لا تكفيه كامل اجور منامة ليوم واحد فما سيفعل لباقي الايام اذا وماذا سيأكل او يشرب وغيره، فان اقام هذا الحكم مع فريق محافظته او اي فريق أخر وهذا قانونيا لا يجوز فسيصبح باليوم التالي قراره موضع اتهام من الاخرين لاعتبارات المنامة والاطعام ،وقد حصلت مثل هذه الأمور. حاول رئيس لجنة الحكام ايجاد حل من خلال تأمينه منامة الحكام على نفقته الخاصة وتكريمهم في معظم البطولات كتعويض لهم وللحد من الضغط على الحكام، وهذا ما يجعلهم من جديد ورئيس لجنتهم عرضة للاتهامات فيقال لهم « مين بقلكن رئيس اللجنة ربحوا.. بتربحوا» وقد حصلت ايضا وشهدناها في اكثر من بطولة وهذا ما يدفعنا لضرورة ملحة جدا وهي تحصين الحكام لأنهم صمام الامان للبطولة ويتم ذلك من خلال تأمين مكان اقامة لهم وفي مكان مستقل بعيدا عن الفرق حسب قانون اللعبة على مسؤولية اتحاد اللعبة والاتحاد الرياضي العام فيكون قرارهم بعيدا عن هذه الاتهامات التي تجبرهم على السكوت في اغلب الأحيان او على التعاطف مع الفريق الذي تكفل بإقامتهم، وهذا واجبنا كاتحاد ان نطالب بإبعاد حكامنا عن الشبهات.‏‏


لم نعد دوليين‏‏


بدوره الحكم الدولي عبد القادر شيخ العشرة أكد أن الظلم يلحق بالحكام وهذه خلاصة نتاج عمل امتد لسنوات اداريا للفريق الحلبي فخلال مشاركته الماضية في بطولة الجمهورية لمس صعوبة تكاليف الاقامة والإطعام وغيرها إن لم يتبن اتحاد اللعبة او لجنته التنفيذية مشاركته في البطولات.‏‏


وأضاف: نعاني من عزوف الحكام وخلال مسيرتي طمحت وعملت لأنتسب للتحكيم ، وعندما اصبحت سعيت لأكون حكما دوليا، وحكمت في بطولات دولية ونلت التقدير والإعجاب من اللجان المنظمة لهذه البطولات في تلك الدول،أما اليومالصورة قاتمة فبعد أن كانت سورية تملك أكبر عدد من الحكام الدوليين للملاكمة بالكاد لدينا اليوم حكمين او ثلاثة على أحسن تقدير ، ذلك لقلة مشاركاتنا فالحكم الدولي مطلوب منه المشاركة ولو لمرة واحدة كل اربع سنوات وإلا سقطت الشارة الدولية عنه فيما مضت عشر سنوات ومعظم حكامنا الدوليين بعيدين عن اي مشاركة الأمر الذي يتطلب اعادة النظر ببعثاتنا الرياضية وزج حكم دولي في كل مشاركة، فنحافظ على رصيدنا من الشارات الدولية من ناحية ونساند لاعبينا المشاركين فيعمل حكام البطولة لهم الف حساب ان ارادوا التحيز لمصلحة لاعب ما،‏‏


وقد حصلت مثل هذه الامور وظلم لاعبينا على الحلقات الدولية لعدم وجود حكم سوري يقام له الاعتبار في مثل هذه الحالات، ما يجعلنا حسب تعبير الحكم الدولي رئيس اللجنة الفنية للملاكمة الحلبية نصل الى خلاصة القول.. من يحصن حكام الملاكمة داخليا ويرفع عنهم الظلم خارجيا ودوليا .‏‏

المزيد..