بشار محمد :ودّع منتخبنا الوطني لكرة القدم التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢ بصورة قاسية ومؤلمة لم يتوقعها أشد المتشائمين ولم ينتظرها عشاقه الملايين الذين كانوا معه في جميع المناسبات لكن الحصيلة صدمتهم وعرّت واقعنا الكروي.
خروج مستحق
قد يكون الاعتراف بالخروج المستحق مستهجاً من قبل الكثيرين فكيف نعترف بفشلنا وهزيمتنا ونقرّ بأنها مستحقة ومنطقية وللجواب لا بدّ أن نحتكم لمنطق الكرة التي تعطي من يعطيها..
أول الحقائق التي تفضي للخروج المستحق هو عجزنا عن تحقيق مجموع علامة فوز واحد على الأقل بعد أن دخلنا الدور الثاني كأول المنتخبات المتأهلة بعلامة كاملة تشاركنا هذه الميزة مع اليابان واستراليا فهل حافظنا ولو بالحد الأدنى على هذه الميزة ولو بالشكل.
منتخبنا لم يبلغ النقطة الثالثة وتذيل مجموعته في أسوأ ترتيب وصورة مغايرة للتصفيات السابقة.
الحقيقة الثانية هل ما قدمناه داخل المستطيل فنياً وما حضرناه وأنجزناه في الغرف المغلقة يليق بمنتخب يبحث عن بطاقة ملحق بالحد الأدنى الأكيد ألف لا لم نقدم أي شيء يوحي بأحقيتنا بالبقاء بين كبار آسيا فدفعنا ثمن اللا استقرار فنياً واللا استقرار إدارياً.
أرقام قياسية
وفي مقاربتنا لحقائق فرضها منطق كرة القدم لا بدّ أن نتوقف عند حالة استثنائية لمنتخبنا بين منتخبات القارة فهو ضرب أرقاماً قياسية غير مسبوقة في عناصر معادلة الفشل الكروي إن صح التعبير من خلال تعاقب اتحادين ولجنة مؤقتة في هذه التصفيات على المنتخب والتعاقد مع أربعة مدربين ثلاثة منهم عجزوا في كسب علامة كاملة لمباراة وتم تكليف خمسة مديرين للمنتخب وتغيير وجهة الأرض المؤقتة مرتين وتشكيلات ودعوات للاعبين حسب الطلب وحسب حسابات وأهواء المتنفذين.
منتخبنا الوطني لم يعرف الاستقرار يوما خلال الأعوام الماضية من عمر التصفيات الآسيوية.
ورقة التوت
بمحصلة الأرقام خرجنا من التصفيات بواقع جسد ممزق لمنتخبنا وهنا يكمن الخطر وكرة فقدت بوصلتها بعد أن سقطت ورقة التوت وانكشفت حقيقة واقعنا الكروي فالمليارات التي أنفقت وأهدرت في معسكرات وتعاقدات مع مدربين كانت لغايات أبعد ما تكون فنية لخدمة كرة القدم الوطنية ممثلة بالمنتخب الوطني بدليل خيبة رباعية لمنتخبات كرة القدم في جميع الفئات والملفات التي تصدع رأسنا بالتطبيل لها من قبل الاتحاد المستقيل بحقوق البث التلفزيوني وإحداث نقلة في تجهيز ملاعبنا وحتى تجهيز منتخباتنا وإحداث نقلة في المسابقات المحلية كل ذلك كان فقاعة ومشاريع معلنة لغايات ونوايا كشفها الواقع بأنها لأمجاد شخصية لم تتحقق وكسب غير مستحق بل يفرض المساءلة.
جريمة التصفيات
حصيلة الخروج ووداعنا المؤلم للتصفيات بتفاصيله يلخص عناصر لجريمة مكتملة بتوصيفها القانوني فالضحية المنتخب والجناة حاضرون وأدوات الجريمة موجودة وباقية لكن في غياب المساءلة.
منتخب متصدر لمجموعته بالعلامة الكاملة وضمن التأهل للدور الثاني ومستقر فنياً وإدارياً وبحجة أن المرحلة تقتضي حتمية التغيير لأسماء أعلى شرعنا الجريمة بالتعاقد مع مشروع تخريبي لمنتخب نسور قاسيون وأمعنا في تنفيذ مخطط ظاهره براق وباطنه مسكون بالحقد والإدارة بالنكاية فجاءت النتيجة صادمة للملايين على الرغم من الدعم الكبير لبدايات المشروع لكن الحقائق سرعان ما تكشفت ولم نستفد من خيبة التعاقد مع مدرب يعمل من خارج الديار وذهبنا لخطأ جديد تلاه آخر حتى سقطت ورقة التوت وانكشفت عورة كرتنا للأسف بحصيلة صفرية في كل شيء باستثناء الجمهور المتعطش للفوز.
خسارة لا تعوض
ما فقدناه بعد خروج منتخبنا لا يمكن تعويضه فخسارة مباراة بالإمكان تعويضها وخسارة للاعب بمركز وارد تعويضها بأخر لكن خسارتنا لعامين من الزمن لا يمكن تعويضهما فالفرصة جاءت مثالية للبحث عن تحقيق حلم المونديال ولكن تم وأدها والتبجح بنسفها وإنفاق مليارات من غير وجه دون حسيب أو رقيب حتى اللحظة.
ماذا يعني أن تفشل منتخباتنا الوطنية الأربعة…؟
ماذا يعني أن يستقيل اتحاد جال غرباً وشرقاً وأنفق ترفاً في استقبال المعلول بالورود والمواكب والمحروس بالعراضة لتخرج اللجنة وتقول إنها مديونة والاتحاد مكسور على ملايين…؟
ماذا يعني أن تخرج بحصيلة نقطتين في ثماني مباريات من تعادلين وتخسر أداء ونتيجة في وقت دخلت الدور الثاني بعلامة كاملة من خمسة انتصارات من خمسة ممكنة.
ماذا بعد..؟
غادرنا التصفيات وبات طي الصفحة أمراً واقعاً يحتم على اللجنة المؤقتة فيما تبقى لها من عمر ألا تغامر ولا تقامر باجتهادات جديدة سمعنا عن نيتها اسناد المهمة لمدرب جديد فيما تبقى من التصفيات أي قبل الموعد المحدد لانتخابات مجلس جديد يدير شؤون اللعبة ما يعني استمرار للفوضى الفنية والإدارية والمطلوب صراحة تكليف مؤقت يعلم صاحبه بذلك فنياً وإدارياً وترك مهمة تسمية جهازين فني وإداري للمنتخب للاتحاد الجديد تحضيرا للاستحقاق الاسيوي في الصين 2023 وغير ذلك هو مضيعة للوقت بل تعميق للشرخ الكبير بين اللعبة وجمهورها الكبير.
خيارات
أخبار قبة الفيحاء تشي أن نية اللجنة تكليف المدير الفني أيمن الحكيم وعلى طاولتها أيضا ثلاثة أسماء حسام السيد وفجر ابراهيم وعماد خانكان والسؤال لماذا لم تعمد اللجنة ورئيسها نبيل السباعي للإبقاء على المدرب غسان معتوق ليدير المباراتين المتبقيتين بدلا من خطأ جديد يضاف لسجل الاخطاء وما اكثرها..؟
والسؤال أيضاً لماذا تحرص اللجنة على تمديد عمرها لما بعد حزيران وحال كرتنا يحتم الدعوة لانتخابات عاجلة تخرج كرتنا من مأزقها وتعيدها لجادة الصواب.
بالخلاصة ملف الاتحاد المستقيل واللجنة لابد من فتحه لوضع النقاط على الحروف قبل اقرار نظام أساسي جديد معدل للاتحاد عبر الجمعية العمومية التي ستدعى خلال الأيام القادمة ونظام انتخابي ربما نأمله مختلفاً ليفضي لمجلس جديد تحول من عمل اجرائي مقرر إلى حاجة ملحة لإحداث التغيير المطلوب.
وللحديث بقية..