بعد مشاركتنا في بطولة آسيا… هل سيكون للسلة الأنثوية حظوة واهتمام؟

مضى قرابة الأربعة أشهر على تولي الاتحاد الجديد لمهامه في مركز صنع القرار للعبة، وأعتقد بأنها مدة كافية لبيان مدى قدرته على تطوير وإحياء السلة الأنثوية من جديد وإخراجها من النفق المظلم الذي دخلته لسنوات طويلة مضت، تركت الأزمة التي شهدت البلاد آثاراً كثيرة أوجعت مفاصلها وساهمت في تكلسها وإبعادها عن الواجهة العربية على أقل تقدير.


‏‏


المطلوب لجنة‏


مازالت السلة الأنثوية بهمومها وشجونها حتى كتابة هذه السطور في آخر اهتمامات الاتحاد الجديد، حتى أنه لم يكلف نفسه عناء تشكيل لجنة لها، ولم يتحدث عن همومها وشجونها، رغم أنه ظهرت في الفترة الحالية مواهب وخامات تبشر بالخير، وأكبر دليل نتائج سيدات نادي الثورة في بطولة الأندية العربية التي أقيمت في الأردن الشهر الماضي، وكان حريا على الاتحاد الإسراع في وضع اللعبة الأنثوية ضمن اهتماماته وتأمين كل متطلباتها، ووضع نظام مسابقات يساهم في تطويرها،ووضع أنظمة جديدة وخاصة لفرق القواعد التي تعد بمثابة اللبنة الأساسية للعبة وسوف نؤسس من خلالها لمرحلة مليئة بالإنجازات المشرقة‏


عودة ولكن‏


كانت للاتحاد السابق برئاسة جلال نقرش محاولات هامة لتطوير السلة الأنثوية وكانت نتائج عمله مثمرة بعدما نجح في استضافة بطولة غرب آسيا في دمشق، وشهدت اللعبة توسيعاً كبيراً في عهده، ومع وصول اللجنة المؤقتة لم تكن السلة الأنثوية في أولوياتها لكونها صبت جل اهتمامها بالمنتخب الأول، وقد كشفت مشاركتنا الأخيرة في بطولة آسيا المستوى الثاني التي اختتمت مؤخرا في الأردن المستوى الحقيقي لسلتنا الأنثوية وبأننا ما زلنا بعيدين عن ما توصلت إليه باقي المنتخبات أمثال لبنان والأردن وكازاخستان، ووضعتنا أمام الحقيقة بأنه يجب علينا إعادة ترتيب أوراق اللعبة والعمل على تطوير مستواها لأن البون بات شاسعاً بين مستوانا ومستوى أقرب دول الجوار.‏


تصورات جديدة‏


لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن المنتخب الذي شارك يضم نخبة من اللاعبات المتميزات، وغالبيتهن صغيرات السن وينتظرهن مستقبل حافل فيما لو توفرت لهن الرعاية والاهتمام، ويجب على اتحاد السلة الإسراع في تأمين خطة إعداد جيدة للمنتخب وضمان استمرارتيها على مدار العام على أمل يكون جاهزاً لأي استحقاق، ووضع كادر وطني فني وإداري من أهل الخبرة وهناك كوادر فنية قادرة على تقديم الكثير لسلتنا الأنثوية.‏


السلة الأنثوية بدأت تخطو أولى خطواتها على الطريق الصحيح في محاولة للقائمين عليها في تصحيح مسارها وإعادتها إلى ألقها الذي خبا منذ سنوات طويلة، وهذه الأمراض لا يمكن أن يجد لها حلولا ناجعة في يوم وليلة، وإنما هو بحاجة لوضع تصورات جديدة والعمل على تنفيذها لتضافر جميع الجهود من الأندية وكوادرها ولعل أن تتخلص سلتنا من بعض أمراضها، وتخطو بثقة نحو الأفضل.‏


خلاصة‏


نأمل أن يحمل الاتحاد الجديد في جعبته الكثير من الأفكار الهامة لتطوير مفاصل اللعبة التي ربما بدأت تتضح عبر بطولة كأس السوبر للرجال التي جاءت باكورة أعماله ونيته تتجه لإقامة بطولة للسيدات في دمشق في المرحلة المقبلة.‏

المزيد..