في رياضتنا، لا بدّ من مواجهة المسائل العالقة، وتوضيح الأمور، ووضع النقاط على الحروف بغية البحث عن الحقيقة، وإزالة اللبس.
وفي رياضتنا أيضاً أمور تدعو للغرابة وتثير الدهشة والاستهجان.. وحديثنا اليوم يتعلق بناحيتين :
الأولى، تابعنا باهتمام اللقاء التلفزيوني الذي أطلّ به الأستاذ فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام ، وكان اللقاء واضحاً في كل شيء ،حيث أوضح صوراً كثيرة من القضايا الرياضية التي أثارت تساؤلات عديدة وكان صريحاً في كل شيء كما عرفناه في كل اللقاءات التي يجريها، ووضع الأمور في نصابها، بحيث لا يدع مجالاً للشك أو التأويل، شارحاً كل شيء وواضعاً في مكانه وتكلم عما يدور في الأذهان حول المنشآت والألعاب والمشاركات والأندية والاتحادات والإمكانيات المادية، وكان مقنعاً إلى أبعد حد ،وعلى سبيل المثال ،تحدث رئيس المنظمة عن السبب الذي من أجله لم تتم المشاركة في البطولة العربية للمنتخبات لكرة السلة بدبي، حيث كثرت الأقاويل أن القيادة الرياضية هي سبب ذلك،فقال:( تلقينا الدعوة للمشاركة قبل شهرين من الاتحاد العربي لكرة السلة، ووافقنا مبدئياً، وقبل أسبوع من انطلاقة البطولة كان لاتحاد السلة توضيح بأننا أمام مدرب اسباني جديد يقود المنتخب وأن المحترفين من لاعبينا لن يشاركوا، فلماذا إذاً نشارك ونحن نعرف مئة بالمئة أن لا فائدة من هذه المشاركة؟ وهل نستعدّ للنافذة الآسيوية بفريق، وعند الاستحقاق نشارك بفريق آخر؟! لذلك نصحنا بالاعتذار ) وفي حينها لم يتم تفسير الأمر على نحو ما حدث وبدورنا نحن نقول لكم إن رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش حمّل المسؤولية للاتحاد الرياضي العام ورئيسه وهرب هو من المسؤولية ، وهذا غير صحيح.
أما الشق الآخر الذي أشرنا إليه في البداية، فيتعلق بالحرص والاهتمام ،وهذا ما نلمسه في المسابقات المحلية من بطولات ودوريات ،حيث نلاحظ الكثير من المتابعة والاهتمام بفرق الأندية مع الحرص على تأمين كل أسباب النجاح لها وحين يبدأ التنافس نجدها محاطة بالرعاية والاهتمام والحضور الكثيف لكل المعنيين عن هذه الفرق ،ما يعطي للاعبين جرعة حماسة زائدة تجعلهم يقدمون ما لديهم بالطاقة القصوى ، وعلى الطرف الآخر نجد فرقاً أخرى لا تلقى الاهتمام إلا بالشكل فقط، ونجد اللامبالاة عند المعنيين والمسؤولين، وحين تنطلق المنافسات، تبدو هذه الفرق وحيدة ولا نصير لها إلا عزيمة لاعبيها فقط.
هذه الحالة من التناقض تدل على أن في إدارات أنديتنا أشخاصاً جاؤوا رفع عتب وللتسلية وتضييع الوقت، فإن فاز الفريق يسجلون ذلك لهم وإن لم يوفّق، فالأمر ليس بأيدينا، هذه اللامبالاة نلحظها في ميادين الرياضة كلها، وخاصة في الألعاب الجماعية، وفي دوري الدرجة الأولى المثال الحي والصورة الواضحة، كما أن في الخطوات الواثقة لفريق جرمانا لكرة القدم مشهد يدعو للإعجاب، في حين أن هذه الصورة ليست كذلك في بعض الأندية .
من يريد العمل في الرياضة فإما أن يكون جاهزاً ومستعداً وله صدر المكان.. ومن كان متردداً وجاء ليتسلى فهذا لا فائدة ترجى منه ولا لزوم لوجوده، فمن يقرر هذا ؟
طبعاً، يفترض أن القيادات الرياضية ذات التراتبية هي الفيصل والمقرر لمن يبقى، ولمن عليه المغادرة لأنه لا يستحق البقاء.
عبيــر يوسف علي
a.bir alee @gmail.com