أنــديــة الريف ما بين المعـانــاة والأمـــل المنتظر بالـدعـــم .. أنـــديــة طمـوحة تعمــل بصمت لكـن معظمها علـى الـــــورق

محمود المرحرح


تعاني أنديتنا الأمرّين وهي تقاوم من أجل البقاء والبناء، والمعاناة تعيشها كل الأندية باستثناء أندية الهيئات ولها وجوه وأشكال مختلفة، ولكن أندية ريف دمشق أكثر معاناة لأنها تعيش على مبدأ « بعيد عن العين بعيد عن القلب «، رغم أن الريف غني بالثروات البشرية التي يمكن أن ترفد رياضتنا بالكثير من المواهب والخامات في معظم الألعاب.‏


‏‏‏‏‏‏


71 نادياً من ريف دمشق تعيش الهموم ذاتها كل عام وهي الأكبر عدداً على مستوى القطر ، فلا تراها قادرة على استيعاب الرياضيين بسبب المنشآت المتواضعة، ولا إمكاناتها المادية كافية لتتحمل نفقات لعبة فردية واحدة، فما بالكم بالأندية التي تمارس عدة ألعاب من بينها لعبة جماعية أو أكثر .‏


أندية كثيرة تأسست منذ سنوات طويلة تجاوزت ثلاثة عقود وهي مازالت بلا مقرات إدارية وتفتقد أبسط مقومات النهوض .‏


معاناة طويلة وشكاوى دائمة متكررة تنتظر الحلول حتى باتت تفقد صبرها، والنتيجة أندية على الورق، إداراتها ورياضيوها فقدوا الحماسة والحافز للمتابعة والمنافسة، فإلى متى تستمر هذه المعاناة ؟‏


ومن نوجد الحلول الناجعة لهذه المعضلة؟‏


القاسم المشترك لهموم هذه الأندية هو ضعف السيولة المادية وشحّ الموارد والاستثمارات في العديد منها، وخاصة تلك التي ليس لديها مقرات إدارية والبالغ عددها نحو 35نادياً، وللتوسع أكثر في الحديث عن واقع أندية ريف دمشق وأبرز معاناتها.‏


«الموقف الرياضي» أجرت الوقفات التالية مع رؤساء وأعضاء إدارات عدد من الأندية .‏


‏‏‏‏‏‏


محفوظ: أندية بلا مقرات‏


أكد رئيس نادي الصبورة الرياضي عدنان محفوظ أن المعاناة واحدة بين معظم الأندية تتمثل بعدم وجود البنية التحتية حيث معظم الأندية ليس لديها مقرات إدارية على الأقل تمكنها من إيجاد مطارح استثمارية تعينها في بطولاتها والصرف على لاعبيها ، فلو وجدت الأرضية فإنها ستحل جزء كبيراً من الوضع المادي الصعب الذي ينسحب على غالبية الأندية ونعمل بجهود شخصية حتى نستمر بألعابنا ولاعبينا.‏


أبو حسان : منشآتنا بحاجة إلى إعادة إعمار‏


عضو إدارة نادي دوما الرياضي أسعد أبو حسان مسؤول التنظيم والمشرف على كرة القدم قال: لدى نادينا صعوبات كثيرة تقف في وجه النادي وألعابه أهمها قلة السيولة المالية وحاجة النادي إلى إعادة إعمار وتأهيل ملعبه الكبير والصالة الرياضية ، حيث لا يوجد سوى الملعب السداسي الذي يساعدنا أثناء تحضير فرقنا الكروية من البراعم وحتى الرجال وهذا لا يفي بطموحات النادي بالصعود إلى الدرجات الأعلى .‏


وأضاف أبو حسان : لابد من تضافر الجهود لدعم النادي وخاصة من المجتمع المحلي لإعادة بناء المنشات وهنا نثني على ما يقدمه أحد الداعمين من دعم مادي وتجهيزات ويجب أن تكون هناك أيضاً أياد بيضاء تشكل معه دعماً مهماً ، فالاتحاد الرياضي العام لم يقدم حتى الآن شيئاً في إعادة الإعمار واللجنة التنفيذية التي نتبع لها هي أصلاً في قلب المعاناة فمقرها غير مناسب يقع تحت مدرجات ملعب تشرين وتفتقد لمولدة كهربائية عند انقطاع التيار الكهربائي جراء التقنين ما يعيق عمل الأندية من تنسيبات ورفع كشوف اللاعبين.‏


فتح الله : غياب الدعم‏


ونحو نادي الضمير توجهنا وكان لنا وقفة مع رئيس النادي السابق موفق فتح الله ورئيس اللجنة الفنية لكرة القدم في الريف الذي لخص المعاناة بقوله: أنين ووجع رياضة ريف دمشق واحد عند جميع الأندية وكمثال حي يكفي الإشارة إلى أن نادي الضمير الرياضي الذي تأهل الموسم الماضي إلى مصافي أندية الدرجة الأولى بكرة القدم لأول مرة في تاريخه لكنه سرعان ماعاد وهبط إلى الدرجة الثانية وهذا أمر طبيعي لعدم وجود موارد ولا منشأة ولا استثمارات ومنشآته « المقر» بحاجة إلى إعادة ترميم وتأهيل فكيف إذاً سيحافظ على بقائه بالأولى.‏


وأضاف فتح الله : نادينا ليس لديه أي دعم من أي جهة لا من المجتمع المحلي ولا غيره ودعم التنفيذية وحده لايكفي إطلاقاً ضمن الإمكانيات المتاحة طبعاً، ورغم ذلك فإن نادينا متميز بباقي الألعاب وخاصة الفردية منها ولدينا أبطال على مستوى الجمهورية .‏


البوشي :التوجه نحو الألعاب الفردية‏


الصورة المشرقة والمضيئة برياضة الريف لكنها تبقى جزئية تلك التي تكلم عنها عضو اللجنة التنفيذية أسامة البوشي المشرف على نادي قدسيا مؤكداً عدم وجود معاناة لدى ناديه لكونه اتجه نحو إعطاء الأولوية للألعاب الفردية والقوة كونها تعطي إنجازات وغير مكلفة مقارنة بالألعاب الجماعية التي تتطلب توافر موازنة كبيرة ، وهذا نهجنا نسير عليه وقد حققنا لرياضة الريف بفريق النادي وبالإمكانيات المتاحة وعبر صالة متواضعة ميداليتين ذهبيتين وبرونزيتين في البطولة العربية للكيك بوكسينغ التي أقيمت في اربيل العراقية ومشاركة جيدة للاعبين في بطولة الفجيرة الدولية للتايكواندو التي أقيمت بالإمارات مؤخراً.‏


توزيع غير عادل‏


أحد رؤساء الأندية الذي تحفظ عن ذكر اسمه أكد بأن الدعم المادي الذي يوزع على الأندية فهو للأسف يوزع على الأندية الكبيرة في المحافظة والتي هي بالأساس تمتلك موارد مالية ما يعني ظلم الأندية الصغيرة والتي لا تمتلك أي موارد استثمارية .‏


شعيب: معاناة الألعاب‏


مدرب التايكواندو محمد شعيب أشار إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه أندية الريف وتحديداً في رياضة التايكواندو غلاء أجور النقل على اللاعبين والأندية أثناء المشاركة في البطولات وغلاء الأدوات التدريبية ورداءة تصنيعها ، الصعوبة في تأمين الإضاءة اللازمة ضمن المراكز والأندية وعدم وجود دعم مادي لهذه الأندية لتنشيط لعبة التايكواندو وعدم وجود تحفيز مادي مناسب للاعبين وآخر الصعوبات حسب تعبير الشعيب متمثلة بالضعف الإعلامي المرئي في تسليط الضوء على هذه الرياضة وعدم نقل بطولاتها أسوة بباقي الألعاب .‏


نجار: المدن الرياضية ورعاية المنتخبات أولوية‏


حملنا في جعبتنا كل هذه الهموم لنضعها على طاولة رئيس اللجنة التنفيذية ٩ للاتحاد الرياضي العام بريف دمشق تميم النجار فأوضح قائلاً :نحن نعمل وفق توجيهات القيادة الرياضية وهي كما جاء على لسان رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا بأن الأولوية للمدن الرياضية ورعاية المنتخبات الوطنية التي هي هدفنا الأسمى والأغلى لرفع علم الوطن عالياً ، وعلى الأندية السعي لتأمين موارد ذاتية لها ضمن الظروف حيث لا يمكن للاتحاد الرياضي أن يقوم بترميم كل الأندية التي تعرضت للدمار، مع العلم بأنه في محافظة الريف تم ترميم بعض الأندية كدوما والمليحة وعربين من دعم المجتمع المحلي وليست وحدها أندية الريف تعاني بل إن لجنتها التنفيذية ليست أفضل حالاً حيث تعاني من عدم وجود المقر المناسب وانقطاع الكهرباء وعدم وجود مولدة كهربائية وغياب التدفئة أيضاً.‏


موازنة تقديرية‏


نجار كان صريحاً جداً لجهة أن لجنته التنفيذية لا تملك المال الكافي لتحقيق نهضة رياضية في أنديته البالغ عددها 71نادياً لكنه قدم موازنة تقديرية بما يتلاءم ويتناسب مع غلاء الأسعار والاحتياجات التي أصبحت مرتفعة الثمن كثير وينتظر موافقة المكتب التنفيذي عليها لتكون ملبية للطموح وتساهم في دعم الأندية، مبينا أنه فعل ما بوسعه وضمن الإمكانيات المتاحة في دعم الأندية .‏

المزيد..