هل باستطاعة سلتنا الوطنية الخروج من أزماتها لمرحلة أكثر إشراقاً؟

مهند الحسني:لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن السلة السورية تمر في مرحلة حرجة جل سعيها هو في الأونة الحالية هو الخروج من فكي كماشة الماضي القريب الذي كان مظلماً، والحاضر الذي نتطلع إليه بعين التفاؤل، ورغم الظروف الصعبة التي عانت منها السلة السورية غير أن محاولات العطار لن تصلح ما أفسده الدهر في مفاصلها التي تبحث عن بر الأمان والاستقرار.


‏‏‏‏‏


فهل ستشهد المرحلة القادمة إشراقه جديدة للسلة السورية، أم سيبقى الحال على ما هو عليه.‏‏


‏حقائق ووقائع‏‏


‏إذا كنتم على عجلة من أمركم يا عشاق السلة السورية فاعبروا فوق هذه المقدمة إلى خلاصة الكلام، وستكتشفون حينها أن لا المكتب التنفيذي، ولا حتى عنتر بن شداد قادر على تطوير سلتنا الوطنية، أو إخراجها من ضياعها في الظل الواقع الحالي الذي تعيشه.‏‏


‏ بصراحة ابتلينا بواقع رياضي مرير، جلدنا أنفسنا بالتكهنات والتأملات كثيراً، نضحك على أنفسنا وعلى الآخرين، والحصيلة اليوم كما كانت في الأمس، وكما ستكون لاحقاً ..لا شيء، بتنا نخجل من محاولات زرع الثقة والتفاؤل في نفوس الآخرين، ونخجل من تدفق حماستنا مع حروفنا، ولو أن الصفحات ترضى لونها الأبيض لأوقفنا إراقة حبرنا عليها، ولأوقفنا أي حديث عن سلتنا لأنه لا أحد يقرأ، ولا أحد يسمع، ولا أحد يأبه بمشاعرنا، نعترف أن فوزاً معيناً لمنتخب أو لناد معين في بطولة رسمية، أو دورة ودية سيعيدنا إلى حماقتنا فنحرق الحروف، ونحن نشد على يدي من فاز، والحقيقة أننا نساهم بشكل أو بأخر بالإبقاء على تخلفنا الرياضي، وإن كان محور الحدث والاهتمام هو كرة السلة.‏‏


‏ارتجالية واحتراف‏‏


‏تجبرنا الأحداث الدراماتيكية، وتفاصيل يوميات سلتنا الوطنية في جميع شجونها على تجديد مقولة إن خياط ثوب الاحتراف لم يكن معلماً، فهو أجبرنا على ارتداء الثوب الفضفاض بمقاسات كبيرة، أكثر من ثلاث عشرة سنة على دخول الاحتراف لأجواء سلتنا، وما زلنا نسير بخطوات عرجاء، وغير واضحة، وإذا كان انتقال لاعبنا إلى العيش في بحبوحة مادية هو أبرز إيجابيات هذا الاحتراف، إلا أن المردود المرجو من هذا الاحتراف لم يتحقق، ونعني هنا الجانب الفني، فالمستوى بقي هو هو مثله مثل أيام الهواية، فبدلاً من أن يكون الاحتراف بمثابة طوق النجاة لسلتنا الوطنية، بات يشكل في ظل المفهوم الخاطئ له العقدة التي كبلتنا، وأرجعت سلتنا إلى الوراء.‏‏


‏قمة الهرم‏‏


‏ونأتي إلى قمة الهرم السلوي من الناحية التنظيمية أي اتحاد السلة المعني الأول بل المسؤول عن تطوير اللعبة، ولا تزال مشكلته ومشكلتنا التي نتمنى ألا تكون أزلية وأبدية في عدم تفرغ أعضائه، أي إنهم يعملون بدافع الهواية، ومن يكون كذلك لا يملك الوقت والخبرة لبناء اللعبة وتطويرها والتماشي مع نظام الاحتراف، فكيف نقبل بأعضاء هواة في زمن الاحتراف.‏‏


‏وبعد‏‏


‏بصراحة لقد مللنا من الواقع الذي تعيشه سلتنا، والتي على الرغم من كل الأجواء الضبابية التي تحيط بها، إلا أنها تمتلك القدرة على الإقلاع لتوفر الأرضية المناسبة من قاعدة جماهيرية واسعة، لكن ثمة أسئلة لم يجد لها عشاق السلة السورية إجابات شافية ووافية، هل بمقدور سلتنا التطور في ظل وجود صالة واحدة بالعاصمة تلعب وتتمرن عليها جميع أندية العاصمة وريفها، وهل ستتطور لعبتنا بعدما تمكنت خيرات المساء من تأجيل مباراة بين فريقين من الدرجة الأولى بسبب الرشوحات والتسريبات التي شهدتها أرض الصالة، وهل بمقدور سلتنا التطور، وأنديتها ما زالت تولي اهتمامها في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على حساب باقي الألعاب، وبالتحديد كرة السلة، وهل ستتطور سلتنا، وأنديتنا ما زالت تعمل بطريقة احترافية عشوائية لا يمكن أن ترفد المنتخب بأي لاعب جيد، وهل يمكن أن نتطور، وما زالت أندية تتصارع على لاعب عمره يتجاوز الأربعين عاماً.‏‏


‏ لا نريد أن نتحدث هنا عن المقارنات لأنها حتماً ستظهر المفارقات، بين ما يقدم لسلتنا مقارنة بأقرب دول الجوار، ففي العاصمة اللبنانية بيروت وحدها سبع عشرة صالة مغلقة، وعدد أقل في الأردن، وكذلك الحال في العراق، وإيران، بينما ما زلنا نتغنى بصالة الفيحاء التي باتت تئن تحت وطأة الضغط الكبير عليها جراء إقامة جميع الألعاب الرياضية والحفلات الغنائية والمناسبات عليها، وفي النهاية نريد لسلتنا أن تنافس وتحقق نتائج جيدة.‏‏


‏خلاصة‏‏


‏إذا كنا نريد كرة سلة سورية متطورة فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توفرها، وإن كنا نريد كرة سلة تحبو دون أن تستطيع أن تمشي، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد لهاوية أيضاً.‏‏

المزيد..