على الرغم من مرور ثلاث مراحل على ذهاب سلة دوري المحترفين غير أن الإثارة التي سبقت انطلاقة الدوري لم نرَ منها إلا الشيء القليل على أرض الواقع، وبقي سيناريو الدوري كما هو دون أي جديد، لتبقى المباريات الطابقية ذات الفوارق الرقمية علامة مميزة لغالبية المباريات باستثناء لقاء القمة الذي جمع الاتحاد وضيفه الجيش.
هذا المستوى لا يمكن أن يبشر بالخير ولا يعطينا مساحة صغيرة من الأمل في رؤية دوري مفعم بالنشاط والحيوية والقوة دون أن يكون ذلك على حساب المستوى الفني أو النتائج الرقمية.
ولو تساءلنا أين المستوى الفني لدوري يلقب ب “المحترفين” ، وهل سيكون هذا الدوري بحلته هذه مساعداً ورافداً لتطوير لاعبي المنتخب الوطني، وأين عمل الأندية على فرقها وقواعدها التي مازالت غارقة في عملها العشوائي والارتجالي دون البحث عن أرضية خصبة و مناخات ملائمة للتأسيس لانطلاقة جديدة للمستقبل، لكن هيهات هيهات فالأندية تسعى في وضعها الحالي إلى تسجيل نتائج مسبقة الصنع والمهم أن تسجل في سجل هذه الإدارة أو تلك حتى لو كان ذلك على حساب بنيان اللعبة ومستقبلها، لن يتطور دورينا طالما أن هوية الأندية الأربعة المنافسة على حالها، ولن تتطور طالما أن معدل أعمار اللاعبين مرتفع دون حلول واضحة، ولن تتطور طالما أن الأندية حتى الكبيرة منها باتت مستهلكة لا منتجة، ولن تتطور طالما أننا نطبق الاحتراف بشكل مقلوب ومغلوط، ولن نتطور طالما أن لعبة كرة السلة باتت تشكل عبئاً على غالبية إدارات الأندية التي لا تجد في الرياضة سوى كرة القدم التي تغنج بكل ما لذ وطاب من ميزانيات الأندية.
مباريات الأسبوع الثالث جاءت منطقية وضمن التوقعات، ولم نر أي مفاجآت تذكر، ووحدها مباراة الاتحاد وضيفه الجيش كانت مميزة ونتيجتها شكلت مفاجأة من العيار الثقيل لكون الترشيحات التي سبقتها صبت في مصلحة الاتحاد الذي يضم لاعبين من طراز السوبر ستار.
وبعيداً عن النتائج الرقمية المسجلة فإن المستوى العام لم يرتق لطموحات عشاق ومحبي اللعبة، فجاءت المباريات الخمس رتيبة ومملة عدا عن لقاء الجيش والاتحاد وبنسبة أقل لقاء الوثبة والنواعير.
أملنا كبير في أن تكون المراحل القادمة أكثر حرارة تجمع بين الإقناع والإمتاع وتعطينا جمالية المتابعة التي نريدها ونتمناها.
ومع تفاصيل مباريات الأسبوع الثاني معكم نمضي.
تراجع وفوز أول
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الثورة يتوقع لها أن تصل لهذه الصورة الهزيلة والأداء المتواضع الذي ترك الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب، فالفريق الذي ظهر الموسم الماضي بصورة جيدة وقدم مستويات مقبولة تراجع هذاش الموسم إلى مستوى غير معقول، بعد أن خسر خمسة لاعبين متميزين كانوا يشكلون عموده الفقري وقوته الضاربة، ليجد نفسه أمام مجموعة من اللاعبين الشبان الذين تنقصهم الخبرة في التعامل مع مباريات قوية وحساسة.ش
الثورة مني بخسارة ثالثة أمام مستضيفه الطليعة في المباراة التي جمعت الفريقين مساء يوم الخميس بمدينة حماة، ولم يتمكن الثورة من إعادة تقديم نفسه واستعادة شيء من هيبته، على حين الطليعة سجل فوزه الأول هذا الموسم بعدما خسر هو الآخر أفضل لاعبيه.
إثارة من نوع آخر
غالباً ما تفرض الحساسية نفسها بقوة على لقاءات الجيران أولاد المدينة الواحدة، وهذا يساهم في إلغاء الكثير من الفوارق الفنية، وترتفع حرارة اللقاء لكن دون أن يكون هناك لمحات فنية جميلة ومثيرة، وهذا ما ينطبق على لقاء الحرية والجلاء الذي لم يرتق لمستوى الفريقين فجاء في بعض مراحله مملاً وغير ملب للطموح، وتمكن أزرق الشهباء الجلاء من تجاوز محطة جاره مسجلاً فوزه الثاني مؤكداً أنه قادم بقوة نحو دائرة المنافسة هذا الموسم، فيما يبدو أن طموحات الحرية مازالت تطلعاتها لم تتجاوز حدود فرق الوسط.
جدارة واستحقاق
عاد الوثبة ليفرض نفسه بقوة بعدما أوقف دوران ضيفه النواعير في مباراة متوسطة المستوى الفني مع أفضلية واضحة لأصحاب الأرض الذين بدت لمسات مدربهم عزام الحسين واضحة على أدائهم فردياً وجماعياً، على حين النواعير لم يظهر بتلك الصورة التي ظهر عليها في لقائه الثاني أمام الفيحاء وخسر أداء ونتيجة.
وجرت مساء أمس الجمعة ثلاثة لقاءات، اثنان منها هامشيان وواحد فقط كان قمة مبكرة.
محسومة مسبقاً
لا نعرف ما هي الفائدة الفنية التي يمكن أن يجنيها فريق الوحدة عندما يلتقي جاره الفيحاء الصاعد مجدداً لدوري الأضواء هذا الموسم، ولا نعرف هل لهذه المباريات أن تطور مستوى مسابقاتنا ولاعبينا منتخباتنا.
المباراة كانت أشبه بحصة تدريبية للاعبي الوحدة الذين غلب الطابع الاستعراضي على أدائهم في غالبية مراحل اللقاء فيما الفيحاء كان سعيه واضحاً منذ بداية اللقاء على الخروج بأقل النقاط خسارة.
ندية
كان الكرامة في لقائه ضيفاً ثقيل الظل على مستضيفه حطين في اللاذقية، حيث لمس الكرامة بطل الدوري أثناء مواجهته حطين في اللاذقية صعوبة في تجاوزه بعدما لعب حطين بأداء جيد رغم تعثره بتحضيراته منذ صعوده هذا الموسم للأضواء.
وكان نداً قوياً للكرامة في معظم مراحل اللقاء وقلب حطين كل التوقعات بأدائه وبدت بصمات مدربه الخبير سامر الإمام واضحة على أدائه.
قمة مبكرة
كان محبو وعشاق السلة الحلبية على موعدين مهمين مساء أمس الجمعة الأول عندما تم افتتاح صالة الحمدانية العملاقة بعد طول انتظار وباتت صرحاً حضارياً نتباهى فيه، والموعد الثاني عندما التقى قطبي السلة السورية الاتحاد العريق والجيش الطموح في لقاء قمة بكل المقدمات والمقاييس، حيث شهدت المباراة حضوراً جماهيرياً كبيراً وقدم الفريقان أداء جيداً وخاصة من قبل الجيش الذي كشّر عن أنيابه وأكد بالدليل القاطع أنه قادم بقوة نحو اللقب، فيما الاتحاد لم يكن بمستوى اللقاء ، ولم تظهر لمسات مدربه الصربي ديان على أدائه لا فردياً ولا جماعياً.
فأن تضم لاعبين متميزين ولديك كل مقومات التألق والفوز وتلعب أمام جمهور كبير وتلعب أمام فريق متجدد بلاعبيه بعد هجرة نجومه وتخرج خاسراً فأكيد هناك مشكلة فنية تعاني منها السلة الاتحادية، ويجب على القائمين عليها إعادة ترتيب أوراقهم قبل الدخول في المراحل المهمة من عمر الدوري.
وما عاب اللقاء وكاد أن يعكر صفوه هو اللوحة الإلكترونية التي لم تعمل بالشكل المطلوب وتوقفت المباراة أكثر من مرة من قبل حكام اللقاء من أجل الاطمئنان على توقيت المباراة ونقاط التسجيل، ويبدو أن عطل اللوحة متعلق في برنامج الالكتروني من قبل الشركة الصانعة، وسيتم تأمين البرنامج في الأيام القليلة القادمة.
عموماً اللقاء كان ندياً وشهد بعض اللمحات السلوية الممتعة لكن بدا واضحاً العمل الجيد لمدرب الجيش عدي خباز على فريقه على الصعيدين الفردي والجماعي.
لغة الأرقام
الطليعة / الثورة ٧٣-٦٨.
الوثبة / النواعير٨٣-٦٧.
الحرية / الجلاء ٨٢-٧٨.
الفيحاء / الوحدة ٣٩-٩٤.
حطين/ الكرامة ٨٠-٩٠.
الاتحاد/ الجيش ٦٤- ٧٠.
مباريات الأسبوع الرابع
تنطلق يوم الاثنين مباريات الأسبوع الرابع بستة لقاءات.
يحل الحرية ضيفاً على الوحدة بالفيحاء، ويستقبل الكرامة النواعير في حمص، ويستضيف الطليعة الوثبة بحماة، ويلعب الاتحاد بضيافة الفيحاء، والجلاء يستقبل الثورة بحلب. ويستضيف حطين الجيش باللاذقية.
ترتيب الفرق مع نهاية الأسبوع الثالث
١- الكرامة ٦ نقاط من ثلاثة انتصارات.
٢- الجيش ٦ نقاط من ثلاثة انتصارات.
٣- الوحدة ٦ نقاط من ثلاثة انتصارات.
٤- الاتحاد ٥ نقاط من انتصارين وخسارة أمام الجيش
٥- الوثبة ٥ نقاط من فوزين وخسارة أمام الجيش.
٦- الجلاء ٥ نقاط من فوزين وخسارة أمام الوحدة.
٧- الحرية ٤ نقاط من فوز وخسارتين أمام الكرامة والجلاء.
٨- النواعير ٤ نقاط من فوز وخسارتين أمام الوثبة والاتحاد.
٩- الطليعة ٤ نقاط من فوز وحيد وخسارتين أمام الجيش والجلاء.
١٠- الثورة ٣ نقاط من ثلاث خسارات
١١- حطين ٣ نقاط من ثلاثة خسارات
١٢- الفيحاء ٣ نقاط من ثلاث خسارات.
حفلت مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب دوري السيدات بالإثارة والندية وبقيت الفوارق الرقمية علامة مميزة لأغلبية المباريات.