هل ينجح اتحاد السلة الجديد بإيجاد الحلول لأمراض اللعبة؟

مهند الحسني: لا نغالي كثيرا اذا قلنا بان السلة السورية تمر في مرحلة يرثى لها على جميع الأصعدة، وبدا واضحاً أن أمراضها أصبحت مزمنة وشفاؤها يبدو عصياً، فلن يستطيع العطار إصلاح ما أفسده الدهر، ولم تأت هذه الأمراض في يوم وليلة وهي ليست مسؤولية الاتحاد الحالي لأنها نتيجة أخطاء تراكمية نتجت عن عمل الاتحادات المتعاقبة على اللعبة منذ سنوات طويلة دون أن يكون هناك حلول ناجعة لها، ما أدى إلى تجذرها حتى وصلت لمرحلة صعبة دون أن تكون هناك محاسبة أو مساءلة لعمل هذه الاتحادات، ما أدى إلى تفاقم الأمراض أكثر..


‏‏


معدل الأعمار‏


يسجل للاتحاد المؤقت الذي قاد اللعبة لفترة قصيرة أنه انتبه في واحدة تسجل له إلى أن معدل أعمار لاعبي السلة السورية مرتفع جداً ولا يمكن أن يتناسب مع التصورات المستقبلية التي وضعها الاتحاد للمرحلة المقبلة.‏


ويصل معدل لاعبينا إلى حدود الثلاثين عاماً وهو مؤشر خطير لا يحمد عقباه في حال بقي دون علاج، فأنديتنا غارقة في فوضى وتعمل بطريقة عشوائية لا تضبطها ضوابط واضحة وجاء نظام الاحتراف وتطبيقه الخاطئ ليزيد الطين بلة ويساهم في تحويل أكبر وأعرق الأندية من منتجة إلى مستهلكة تبحث عن لاعب من هنا وآخر من هناك، وهذا التراجع الواضح في أنديتنا لا تتحمل مسؤوليته الاتحادات السابقة فقط ، فهي عملت حسب خبرتها وطاقتها، لكن هناك من يشاركها في عمليتي التراجع والتطوير إن وجدت، وبداية التطوير يبدأ من أنديتنا، و لو كانت هذه الأندية تسير ضمن خطط مدروسة، وتقودها إدارات محترفة بأشخاص رياضيين وفنيين بعيداً عن الانتخابات التي تفرز أشخاصاً لا ينتمون للرياضة بصلة، وعملت في معترك الأزمة على قواعدها بشكل صحيح، لكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي، لكن عبثاً.‏


غير كاف!‏


أصدر الاتحاد المؤقت في المرحلة الماضية أول قرار قد يسهم في خلق التوازن بمعدل أعمار لاعبينا، حيث قرر تحديد أعمار اللاعبين المشاركين في مسابقة كأس الجمهورية دون 27 سنة، وهو قرار جيد، لكن نتائجه لن تأتي مع نهاية هذا الموسم، وإنما هو بحاجة لسنوات قد تكون طويلة حتى يثمر عن نتائج جيدة، لكن هذا القرار غير كاف رغم إيجابياته، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وعلى اتحاد السلة أن يستغل قربه وعلاقته الطيبة والقوية مع القيادة الرياضية وأن يعيد النظر في دوري الفئات العمرية وأهمها دوري الشباب وصب جل اهتمامه فيه، ولابد للاتحاد الجديد أن يتابع في هذا الاتجاه على أمل أن نتفادى هذه المشكلة إلى ماهو احسن لسلتنا.‏


فوضى احترافية‏


لا نغالي إذا قلنا بأن هذا الموسم شهد فوضى احترافية وانتقالات عشوائية غير مدروسة بعد أن قام الاتحاد المؤقت في إلغاء قرار تحديد الأعمار تحت 24سنة الذي أقره الاتحاد السابق، والذي ساهم في وضع الأندية على مسافة متقاربة حتى بموضوع تعاقداتها، غير أن هذا الموسم قامت الأندية الكبيرة في ضم أفضل اللاعبين بغض النظر عن أعمارهم لأن هاجس هذه الأندية تحقيق مكاسب ونتائج مسبقة الصنع حتى لو كانت على حساب بنيان النادي، فتصوروا أن ناديين هذا الموسم تنافسا على ضم لاعب يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين، وأن ناديا كبيرا في العاصمة ضم لاعبين اثنين من فئة الناشئين لصفوفه من ناد جار لا لشيء سوى لأن أنديتنا باتت مستهلكة وغير منتجة، لذلك لابد من وضع ضوابط لهذه الفوضى والحد من التعاقدات مع لاعبين كبار وإعادة النظر في قرار تحديد الأعمار تحت 24 سنة لما له من فوائد جيدة وساهم في ظهور جيل سلوي من اللاعبين الشباب بات أغلبهم من أهم لاعبي منتخبنا الوطني الحالي.‏


خلاصة‏


على ضوء هذا الواقع لن نكون متفائلين بمستقبل سلتنا في حال بقي الوضع على حاله، ولا يمكن أن تتطور سلتنا ما دام عمل أنديتنا غير منتظم، ولن ترى النور مازلنا على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقاتنا المحلية التي لم تشهد أي تطور منذ سنوات.‏


فهل سيكون الاتحاد الجديد أول من يضع سلتنا على الطريقة الصحيحة، أم سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن تبقى سلتنا أسيرة قرارات عشوائية قد توصلها لحد الهاوية لا سمح الله.‏

المزيد..