أيام قليلة تفصلنا عن المؤتمر الانتخابي الذي ستشهده سلتنا الوطنية والذي سيتمخض عنه مجلس إدارة جديد للعبة سيقودها لخمس سنوات قادمة.
ولا نغالي كثيرا اذا قلنا بأن السلة السورية تعاني من أمراض كثيرة بات إيجاد حلول ناجعة لها أشبه بضرب من ضروب المستحيل، وهذه الأمراض لم تأت من عبث ولا هي نتاج موسم او موسمين، وإنما هي نتيجة تراكمات وأخطاء لم يجد القائمون على اللعبة حلولا لها منذ سنوات طويلة، وهذه الأمراض استفحلت حتى بات بعضها سمة بارزة في غالبية مسابقاتنا.
تفاقمات وأخطاء!
لم تتعلق أمراض سلتنا بتفاصيل صغيرة وإنما هي أمراض تفاقمت وتجذرت حتى وصلت لمرحلة من الصعب شفائها على ضوء الواقع الحالي.
ويعتبر ارتفاع معدل أعمار اللاعبين الذي وصل لمراحل كبيرة من أخطر وأقوى الامراض التي تعاني منها سلتنا، إضافة إلى الواقع التحكيمي البائس الذي مازال الخطر يقرع في جنباته، واللائحة الانضباطية التي مازالت على حالها بقوانينها التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، ناهيك عن قانون الاحتراف الذي ساهم في تراجع سلتنا بدلا من أن يطورها، وسوق الانتقالات وحالة الفوضى التي يشهدها في كل موسم دون أن تكون هناك ضوابط تساهم في خلق حالة من التوازن بين جميع الأندية، وعملية تسويق المسابقات التي تعد الحلقة الأضعف رغم أهميتها، فهي لم ترتق لمستوى اللعبة منذ سنوات طويلة، وربما الظروف التي مرت بالبلاد ساهمت في تراجعها.
تغييرات لابد منها
لن نطالب الاتحاد الجديد بإخراج الزير من البير ولا بإيجاد حلول ناجعة وسريعة لكل هذه الأمراض، لكون هذا التغيير يحتاج ربما لسنوات، لكن هناك أمورا يمكن أن يبادر في تجديدها، وجل هذه التجديدات يتعلق باللائحة الانضباطية التي باتت معروفة قراراتها لدى جميع اللاعبين والأندية، والإبقاء على فرض العقوبات المالية لم تجد نفعا منذ سنوات، وخاصة أن الأندية الكبيرة والغنية تستطيع أن تدفع الأموال من أجل هذه العقوبة أو تلك، خاصة أن الاتحاد المؤقت أصدر كتابا يطالب من خلاله إمكانية استبدل أي عقوبة بدفع الأموال، وهذا ما يفتح الطريق أمام اللاعبين لارتكاب ما يعكر صفو المباريات ظنا منهم ان الحل للهروب من العقوبة هو دفع المال، وكأن الاتحاد بهذا القرار يقول للاعب(ادفع واشتم من تريد)، لذلك لابد من إجراء تعديلات جوهرية على اللائحة ولا ضير من إدخال عقوبات الحرمان من المشاركة، وعقوبة شطب النقاط، وعقوبة كبيرة تصل إلى حد الفصل من المنظمة في حال تطورت حالات الشغب التي تطل بين الفينة والأخرى برأسها على مباريات الدوري، وبهذه العقوبات الجديدة يكون الاتحاد شكل خط دفاع منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بكرامة الحكام أو اللاعبين والمدربين، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المباريات ويمنح الأمان للحكام في اتخاذ ما يرونه مناسبا دون أي محسوبيات أو ضغوطات قد تمارس عليهم.
عملية التسويق
لم ينجح الاتحاد السابق ولا حتى المؤقت في تطوير الشق التسويقي للاتحاد، ومازالت سلتنا مظلومة في شق التسويق، الذي لم يشهد انفراجات كبيرة، وعلى الرغم من نجاح الاتحاد المؤقت في تسويق وبيع الدوري هذا الموسم، غير أن المبلغ كان هزيلا ولا يتناسب مع واقع اللعبة، لكن الرمد أفضل من العمى، وهذه المحاولة جيدة قياسا على الظروف الحالية، لكن على الاتحاد الجديد ان يؤسس عليها، ولديه في هذا الشق خبرة لا يشق لها غبار ويجب أن يستفيد من الخبرات المتواجدة ومنحها
حرية أكبر للبحث عن شراكة تجارية أكبر وأنفع لسلتنا وخاصة منتخباتنا الوطنية، وما يشجعنا في طرح هذه الأمور هو حالة التعافي التي تشهدها البلاد في الآونة الحالية، وأن الطريق بات ممهدا لعقد صفقات رابحة مع شركاتنا الوطنية لدعم سلتنا بجميع مرافقها في المرحلة المقبلة.
تطوير المسابقات
بات نظام المسابقات معروفا قبل انطلاقة أي موسم ومنذ مواسم عديدة، حيث لا جديد ما أثر على المستوى الفني، بدا البون شاسعا بين الأندية، وظهرت المباريات الطابقية، وباتت المنافسة محصورة بين ثلاثة أندية لا أكثر، وفي ظل هكذا دوري ضعيف لا يمكن أن يتطور مستوى الأندية، وبالتالي سينعكس ذلك على المنتخب الوطني، لذلك لابد من البحث عن نظام مسابقات جديد ومختلف يحقق الفائدة الفنية ويرفع مستوى اللاعب، ولا ضير من إدخال مسابقات جديدة خاصة بفئة الشباب وصب جل اهتمامنا بها لكونها اللبنة الأساسية للعبة.
خلاصة
أيها السادة، الحلول الناجعة لانتشال سلتنا من أمراضها يعرفها الجميع، وهي ليست بحاجة إلى شعارات وتنظير، لانها بحاجة إلى تضافر جميع الجهود من أجل التأسيس لانطلاقة جديدة للعبة على أرض صلبة لا هشاشة فيها، ويجب على الاتحاد القادم أن يسعى لتأمين الظروف الملائمة لتطوير جميع مفاصل اللعبة دون استثناء.