في التنافس الرياضي وأكثره في الألعاب الجماعية وأشهره في كرة القدم تكون هناك أخطاء من قبل حكام المباريات يطلق عليها من قبل المتابعين والمعنيين بأنها أخطاء انسانية وذلك من باب التبرير وإرضاء الخواطر، وحتى لا تؤخذ هذه الأخطاء على محامل اخرى من ضمنها المجاملة واخطرها التحيز هذه الأخطاء اذا قبلنا انها انسانية فانها في بعض الاحيان تكون مؤثرة على نتائج المباريات وتفضل طرفا على اخر وترجح كفة على كفة وبالتالي لا تتحقق العدالة المطلوبة والتي يسعى لها الجميع في التنافس الرياضي، وحين لا تتحقق العدالة هذا يعني ان طرفا من المتنافسين استفاد من الاخطاء وان الطرف الآخر تضرر من تلك الاخطاء وان جدول الترتيب قد تأثر ايضا وعليه فهو غير صحيح من الناحية الوجدانية.
نقول هذا الكلام بعد ان شاهدنا في الاسبوع الحادي والعشرين من دوري كرة القدم السوري الممتاز مباراة جبلة وتشرين وفيها كان جبلة متقدما بالنتيجة بهدف مقابل لا شيء ويلعب بصورة ممتازة ومتوازنة وفي الشوط الثاني يعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح تشرين، وقراره خاطىء على حد تعبير الخبير التحكيمي المتواجد في الاستديو القناة الناقلة للمباراة واكد ذلك بعد ان تم إعادة اللقطة من كل جوانبها ولعدة مرات وأفاد الخبير ان الحكم أخطأ.
بقية الحكاية ان جبلة اعترض وطال اعتراضه ولم ينفع هذا الاعتراض ابدا لأن الحكم وكما هو معروف لن يبدل قراره ولن يكلف نفسه استشارة الحكم المساعد الأقرب منه بالنسبة لموقع الحالة التي تمت وبعد اخذ ورد وتدخل العقلاء اكمل لاعبو جبلة المباراة وتم تنفيذ ضربة الجزاء وادراك تشرين التعادل، واختل توازن لاعبي جبلة وتوترت اعصابهم الامر الذي ادى الى اهتزاز شباك مرماهم ثلاث مرات وبالتالي خسارة المباراة والسؤال من الذي يعوض جبلة خسارته هذه وما ذنبه امام خطأ فادح من حكم دولي ولماذا لم يرجع الحكم لاستشارة مساعده ولماذا أصر على قراره رغم الاعتراض الشامل من كوادر جبلة في الميدان والادهى من ذلك انه بعد هذا القرار بدأت صافراته تساير فريق جبلة وكأنه يريد ان يرضي لاعبيهم اي انه يريد التعويض!.
الى لجنة الحكام الرئيسية نقول الدوري في مراحله الاخيرة في المقدمة وفي مؤخرة الترتيب النقاط في المباريات غالية والسباق قوي من اجل اللقب ومن اجل الهروب من الهبوط، واي خطأ من حكم قد يؤدي الى ضياع جهد موسم طويل لفريق من الفرق المتنافسة على الصدارة او من الفرق الساعية للهروب من شبح الهبوط وعليه لا بد من توخي الحذر وانتقاء الحكام المناسبين لكل مباراة اذا كنا نريد العدالة ولا شيء غيرها فالحكام في الميدان اثناء المباريات هم قضاة لابد ان تتوفر فيهم العدالة اولا واخيرا من خلال قراراتهم المبنية على رؤية ومعرفة وتواجد.
عبيــر يوسف علي a.bir alee @gmail.com