الدوريات الأوروبية قبل التوقف الأخير عام 2020  صدارة ليستر وميلان وتراجع البرشا أبرز الملامح

 محمود قرقورا :تتوقف عجلة الدوريات الأوروبية هذا الأسبوع بسبب الواجبات الدولية، وجاء التوقف بوقت مثالي لعديد الفرق التي أنهكت جراء الروزنامة المزدحمة، فبين التوقف السابق وهذا التوقف، جرت أربع مراحل من الدوري المحلي وثلاث في مسابقتي دوري أبطال أوروبا واليوروباليغ، فازدادت الإصابات في صفوف الأندية الكبرى.  


‏‏


وبعيداً عن آفة الإصابات التي قد تحدث أثناء الحصص التدريبية فقد حضرت الإثارة في الدوريات الإنكليزي والإسباني والإيطالي خلافاً للدوريين الألماني والفرنسي اللذين تصدرهما بحكم العادة بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان فارسا نهائي الشامبيونزليغ في الموسم المنصرم، وفردياً واصل البولندي ليفاندوفسكي العزف على أنغام هز الشباك فتصدر سباق الحذاء الذهبي في وقت مبكر.  ‏‏


الكل سواء  ‏‏


ميزة البريميرليغ أن كل الفرق انهزمت مع انتهاء المباراة السادسة وهذا غير مألوف، وارتقاء ليستر للصدارة غير متوقع في ظل قوة السيتي وتعاقدات تشيلسي وروعة ليفربول وأسماء اليونايتد وكبرياء آرسنال، ولكن الأسماء لا تكفي في عالم اللعبة فاستغل ليستر الموقف وقفز للصدارة رغم خسارته مرتين، وأهدر السيتي تسع نقاط وأضاع اليونايتد إحدى عشرة نقطة وجميعها في أرضه، وأضاع توتنهام وليفربول سبع نقاط مع خلل دفاعي ملحوظ في صفوق الريدز وزاد الأمر سوءاً إصابة فان دايك وغيابه حتى نهاية الموسم، وأعطى آرسنال واليونايتد نموذجاً حياً لتذبذب النتائج وتباين الأداء وكل هذه المفردات أعطت الدوري بعداً جمالياً.  ‏‏


عودة ميلان  ‏‏


الروزينيري هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر منذ استئناف النشاط في إياب الدوري الماضي، فتصدر الكالتشيو باقتدار، وكلمة السر هدافه العجوز زلاتان إبراهيموفيتش الذي تربع على عرش الهدافين، ويعد ساسولو مفاجأة الموسم أيضاً بحفاظه على سجله خالياً من الخسارة فجاء ثانياً، والمفاجئ تراجع اليوفي بسبب التعادلات التي أرهقته، ومع كل ذلك ما زال الطرف المفضل للحفاظ على اللقب، ولُوحظ تراجع الإنتر عما كان عليه في بداية الموسم المنصرم.  ‏‏


تقهقر قطبي الليغا  ‏‏


على غير العادة انخفض أداء برشلونة وريـال مدريد مع ميزة أن البرشا حقق العلامة الكاملة أوروبياً بينما عرف الملكي الفصول الثلاثة قارياً مع ملاحظة خلل دفاعي كاد يضعه في ورطة أكثر، والعلامة المضيئة حسمُه مباراة الكلاسيكو بملعب كامب نو بثلاثة أهداف لهدف ولولا ذلك الفوز المبين لخسر زيدان منصبه، وما زال الوقت مبكراً للحكم على رونالد كويمان مع البلوغرانا، ولكن إهدار النقاط المتكرر زاد على الحد المتوقع فظهر الفريق استكمالاً للمراحل الأخيرة من الدوري الماضي، وتراجع الحس التهديفي لميسي أمر غير مألوف فلم يسجل إلا مرة واحدة من لعب مفتوح بعيداً عن هبة ركلات الجزاء، وتقهقُر القطبين قابله تألق ملحوظ لريـال سوسيداد الذي تصدر، ولكن هذه الصدارة رهن أتلتيكو مدريد الوحيد الذي لم يهزم في الليغا وبإمكانه الارتقاء للقمة إن حقق الفوز في مباراتيه المؤجلتين.‏‏


  ‏‏


لا جديد يذكر  ‏‏


الانهزام في أول مباراتين لنادي باريس سان جيرمان أعطى فسحة أمل لبقية الفرسان لرفع سقف الطموحات، ولكن هذا الأمل لم يتبلور عند الطامحين، لأن الباريسي حقق ثمانية انتصارات متتالية وتصدر بفارق خمس نقاط مع انتهاء الجولة العاشرة، وكأن الأمر لم يكن سوى كبوة على هامش الحسرة وخيبة الأمل وانخفاض المعنويات بسبب خسارة نهائي الشامبيونز، ونعتقد جازمين أن تجريد الفريق الباريسي من لقبه صعب جداً، ولكن الخوف عليه أوروبياً هذه المرة من خروج مبكر غير متوقع.  ‏‏


وفي ملاعب البوندسليغا الصورة مماثلة، فالبافاري كبير القوم هناك خسر بقسوة أمام هوفنهايم، ولكن ذلك لم يثن العزيمة البافارية عن الانطلاق مجدداً والتكلم بلغة الانتصارات وحدها وعندما جد الجد قهر دورتموند في عرينه سيغنال إيدونا بارك فقبض على الصدارة بفارق نقطتين، وبات التساؤل:  ‏‏


هل يترجل بايرن ميونيخ عن صهوة جواده وهو الذي يمتلك كتيبة قادرة على ترويض أي ناد في القارة العجوز؟   ‏‏

المزيد..