دمشق – مالك صقر:كرة اليد السورية لديها بصمة على الساحة العربية والآسيوية ولها تاريخ مشرف على مستوى اللاعبين و الكوادر من لاعبين ومدربين وحكام وبكل أطيافها لكن منذ عقد من الزمن غابت هذه البصمة وتلاشت نتيجة غياب التخطيط والتنظيم عن الرياضة السورية بشكل عام ودخول الاحتراف على كرة القدم والسلة بشكل خاطئ أدى إلى تدهور معظم الألعاب ومنها كرة اليد في كافة الأندية السورية.
حضور كبير ولكن؟
فالإقبال الكبير والحضور المتميز لجميع كوادر اللعبة للندوات والدورات التي أقيمت خلال هذه الفترة يؤكدان لنا عدة حقائق مهمة بأن تطوير كرة اليد يجب أن ينطلق من الأندية وإذا كنا نريد تقييم عمل الاتحادات السابقة والحالية فلا يمكن تقييمه لعدم وجود لمسة عمل تدل على تغيير واقع اللعبة لا بل على العكس مؤشرات الدوري بجميع فئاته من مشاكل تحكيمية وضعف مستوى فني وتدريبي لا يشير لتطوير كرة يد السورية والتي يجب أن تنطلق من الأندية، فكرة اليد في الوضع الحالي تحتاج إلى المال لبناء كل مفاصلها المعروفة من قبل الجميع وعلى أسس علمية صحيحة مع تحمل المسؤولية ليكون هدفاً يؤدي بالنهاية إلى المستوى المطلوب للتطوير ويجب إعادة النظر بعدد أندية الدرجتين الأولى والثانية وإيجاد صيغة جديدة لدوري السيدات لأن الدوري بالطريقة الحالية لم يؤد إلى أي تطوير لا بل العكس أدى ألى عزوف بعض الأندية عن ممارسة اللعبة.
أيضاً لابد من إيجاد طريقة لتطوير مستوى التحكيم لأنه يعد ركيزة أساسية من ركائز تطوير وتحكيم متطور يؤدي إلى تطور اللعبة وإقامة نشاطات موازية للدوري، كبطولة المحافظات وإقامة مهرجان للفئات العمرية لاكتشاف المواهب من خلال التعاون مع وزارة التربية بالنشاطات الرياضية واستمرار العمل في المنتخبات الوطنية عبر تجمعات في المحافظات لضرورة الجاهزية بشكل مستمر، بشكل عام كرة اليد تحتاج إلى صيغة عمل جديدة بروح جديدة وبمستوى عالٍ من الأهمية ومن الجميع.
قادرون على التطوير
وما شهدته كرة اليد خلال هذه الأشهر من ندوات ودورات تحكيمية ومعسكرات والإقبال الكبير من الجميع للمتابعة والحضور والاستفادة من المعلومات بقيادة المحاضر الآسيوي والمتميز زهير سمحة يعادل عمل جميع الاتحادات السابقة على مستوى اللجان الفنية التي قامت وأمنت كافة المستلزمات من خلال تأمين الأشخاص والشركات الراعية والداعمة لكرة اليد هذا دليل واضح على أننا قادرون على التطوير والإبداع من خلال الأندية واللجان الفنية في جميع المحافظات لكن التهميش والجري وراء المصالح الشخصية من قبل البعض أوصل كرة اليد اليوم إلى الترهل والإهمال وعدم المتابعة وعدم الاهتمام، لذلك المطلوب الاستفادة من جميع الخبرات الموجودة وإعطاء الفرصة لجيل الشباب في مجال التحكيم والتدريب والذين جلهم من خريجي التربية الرياضية كذلك المدربون والمدربات الذين يسعون بكل قوة لعمل شيء لتطوير كرة اليد ولدينا كوكبة من المتميزين في جميع الأندية، فالوقت والظرف لا يسعني لأذكر أسماءهم فهم القادرون على تطوير اللعبة إذا قدمت لهم الإمكانيات والظروف المناسبة من القيادة الرياضة.