الإمكانات المادية وتطوير عمل الأندية أهم أسباب تطوير منتخبات السلة

 مضى قرابة سبع سنوات على تولي اتحاد السلة لمهامه، وأعتقد أنها مدة كافية لبيان مدى قدرته على إعداد منتخب يعيد البسمة لعشاق اللعبة، لأن الإشراقات في عهد هذا الاتحاد على صعيد المنتخبات معدومة، لا بل مستوى منتخباتنا أخذ بالتراجع وسط التطور الواضح لمنتخبات الدول المجاورة، فهل يستطيع اتحاد السلة بناء منتخب قاري ينافس ويحقق النتائج الايجابية، وما السبل الواجب توافرها لذلك ؟


‏‏


 فبين هاجس الفوز والنتائج المقنعة لمنتخباتنا الوطنية، وبين دواعي الظهور بمستوى فني يلامس الطموح ويقارب الآمال، تبقى سلتنا أسيرة الترقب والحذر والتوجس خوفاً من نكسات جديدة لم تعد تتحملها المنظومة السلوية لدينا..‏‏


 عندما يجد الجد وتدور رحى الاستحقاقات تتعطل كل لغات النقد والإشارة إلى السلبيات والثغرات، وتتحرك حروف التفاؤل والأمل، مشكلة لوحات دعاء وتضرع أن يحالفنا التوفيق والنجاح وأن ننال قسطاً كافياً من الحظوظ وحسن الطالع، فالواقع يشير إلى ضعف وتواضع التحضيرات وشح الاستعدادات، وعدم تأمين التجهيزات والمستلزمات، ولا نملك في مثل هذه الحالةإلا البعد المعنوي الذي لا يحتاج إلى أي شيء من هذه المقومات، بل يتطلب الهمة والعزيمة،  فنبالغ في التطلعات ونسهب في نظم قوافي التغني بالأمجاد الغابرة عندما كانت سلتنا رقماً صعباً وحضوراً مؤثراً في البطولات والدورات الدولية والودية، فهل بات تأهل سلتنا إلى الدور الثاني من بطولة آسيا إنجازاً بحد ذاته، وهل اتحاد السلة قادر على صناعة وإعداد منتخب قاري يدخل أجواء المنافسة الآسيوية بقوة ؟‏‏


الإمكانات المادية‏‏


دعونا بداية نعترف أن الحماس والتصفيق لا يصنعان منتخباً لأن الرياضة أصبحت صناعة، وهي تتطلب توافر كل مقومات العمل والأجواء المثالية، فإذا أردنا إعداد منتخبيقارع كبار القارة فعلينا رسم استراتيجية واضحة المعالم، ولها أهداف مع توافر الإمكانات المادية الجيدة التي تسمح بوضع خطة إعداد مثالية للمنتخب وإذا كنا حتى الآن ننتظر الهبات والعلاقات الشخصية لإقامة معسكراتنا الخارجية للمنتخبات، فمتى سنصبح مبادرين في هذا الشأن وننتقي ما يناسبنا من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد.‏‏


الدعوات المجانية‏‏


يجب أن تتوافر كل الإمكانات المادية لتنفيذ الخطط والبرامج التدريبية والمعسكرات الخارجية للمنتخبات، والتي تتطلب صرف الكثير من الأموال، وهذه الأمور لن تتوافر طالما أننا مازلنا نتطلع للدعوات المجانية التي لا ترد في عرفنا الرياضي مهما كانت المقدمات والنتائج، والإعداد العشوائي وغير المبرمج، وباتت السمة الأساسية لمنتخباتنا ، لذلك لا بد من أن نبتعد عن الدعوات المجانية وأن تكون لمعسكراتنا أهداف واضحة الغاية منها الفائدة الفنية لمنتخباتنا بعيداً عن أي شيء آخر.‏‏


تطوير عمل الأندية‏‏


ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فإن مشكلة تراوح نتائج منتخباتنا الوطنية تأتي انعكاساً لما يحدث في أنديتنا التي تفتقد معظمها لعوامل الاستقرار بكافة نواحيه المالية والإدارية والفنية، فالأمراض المنتشرة في هذه الأندية من غياب الخطة والمخططين ونقص العناصر الفنية المؤهلة، وضعت سلتنا في دائرة المراوحة والتراجع، لذلك يجب دعم الأندية وتوفر العناصر الفنية القادرة على العطاء والتطوير يجب أن تكون من أهم أولوياتنا، وما تنتجه الأندية لابد أن يصب في بوتقة المنتخبات الوطنية.‏‏


الخبرات الوطنية‏‏


علينا أن نولي كوادرنا الوطنية كل الاهتمام والرعاية، واعتبارها مفتاحاً للنجاح بعد أن أثبت الكثير من مدربينا الوطنيين علو كعبهم، وحققوا نتائج ملفتة لسلتنا الوطنية، كان آخرها النتائج الجيدة التي خرج بها مدربنا الشاب هيثم جميل في بطولة غرب آسيا للناشئين التي اختتمت قبل أشهر قليلة في إيران.‏‏

المزيد..