تراجع مستوى لاعبينا أحد أهم أسباب تقهقر نتائج منتخباتنا الوطنية

مهند الحسني:مرت سلتنا بالعديد من الظروف التي أثرت عليها، كان آخرها الأزمة التي مرت ببلدنا الغالي، كل هذه المنغصات ساهمت بشكل أو بآخر في تراجع مستواها بجميع مفاصل، منتخبات وأندية ولاعبين، لكننا لن نعلق أسباب هذا التراجع على الأزمة، لأن هناك جوانب وأسباباً أخرى ساهمت في إيصال سلتنا إلى هذا المستوى.


‏‏


قاد منتخبنا الوطني الأول بكرة السلة في السنوات الخمس الأخيرة مدربان أجنبيان، الأول الصربي ننياد كرادييش في بطولة آسيا 2017، والثاني الصربي ماتيش في تصفيات كأس العالم 2019، وقد اتسعت فسحة تفاؤلنا برؤية منتخبنا في المراكز المتقدمة في البطولات التي كانت تنتظره، لكن الحقيقة أفرزت نتائج عكسية، وتفاؤلنا لم يدم طويلاً بعد سلسلة من النتائج التي خيّبت آمالنا، وكلا المدربين رغم خبرتهما الكبيرة وتاريخهما الحافل بالانجازات، لم ينجحا في تحقيق نتائج إيجابية وتطوير مستوى اللاعبين بشكل عام، ولهذا الفشل في نظر خبراء اللعبة أسبابه الكثيرة التي ما زالت سلتنا بأنديتها تعاني منها منذ سنوات طويلة.‏


الصناعة الخاطئة‏


لن يستطيع أي مدرب مهما علت خبرته أن يتمكن من انتشال سلتنا من أزمتها على ضوء الواقع الحالي، ولذلك لابد من التحدث بصوت عالٍ وصريح، فمشكلة تراجع نتائج منتخبات السلة تأتي انعكاساً لما يحصل من فوضى فنية في أنديتنا، وعملية بناء اللاعب ما زالت عرجاء، وهي لا تلبي الطموح، ولا تتناسب مع التطور الحاصل باللعبة بشكل عام، والعمل في الفئات العمرية لدى هذه الأندية لا يبشر بالخير، لكون المشرفين على هذه الفرق هم من المدربين الشباب الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين ضمن أنديتهم، وتكريماً لهم ولولائهم للنادي يتم تكليفهم بقيادة هذه الفرق، وهؤلاء المدربون غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لقيادة هذه الفرق، وإكسابها أبجديات اللعبة الصحيحة، وهم لم يتبعوا دورات تدريبية عالية المستوى تؤهلهم للعمل مع هذه الفئات بطريقة علمية سليمة، وهذا من شأنه أن ينعكس سلباً على اللاعب الصغير الذي يكتسب مهارات فنية خاطئة وغير صحيحة، وبالتالي يؤثر في صناعته كلاعب جيد ممكن أن يكون ضمن صفوف المنتخب في المستقبل. بدا هذا واضحاً أثناء لقاءات منتخبنا مع منتخبات لبنان وإيران والصين، فالبون شاسع من حيث المستوى الفني والمهاري بين لاعبينا ولاعبي هذه المنتخبات، لذلك لابد من إعادة النظر بمدربي فرق القواعد، والعمل على تأهيلهم بدورات تدريبية عالية المستوى، وأن لا يسمح لأي مدرب بتولي قيادة أي فريق دون أن يكون متمكناً وقادراً على التطوير.‏


منتخب الأزمة‏


لنتعرف بأن اتحاد السلة السابق أخطأ منذ بداية الأزمة التي مرت بالبلاد، ولم يقم بإعداد منتخب للمستقبل، ولو كان بدايته مع لاعبين من أعمار العشر سنوات، ووفر لهم كل الأجواء التدريبية المريحة والمثالية، لكان حالياً يحصد ثماراً يانعة ولديه منتخب قوي ومنافس، فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، واتحاد السلة أمام فرصة جديدة ليثبت مدى قدرته على إعداد منتخب من أعمار صغيرة، والتعاقد مع مدرب أجنبي من مستوى عال، ومنحه كامل الصلاحية لينتقي ما يراه مناسباً من لاعبين، ولابد من الصبر على هذا المنتخب لكونه اللبنة الأساسية لتطوير مستوى سلتنا ومنتخباتها.‏


تطوير المستوى‏


كانت خطوة جيدة من اتحاد كرة السلة عندما قام بتخفيض عدد أندية الدرجة الأولى إلى ثمانية، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى جميع الأندية، ويعمل على إلغاء المباريات الطابقية، وبالتالي سيرتفع المستوى الفني للاعبين، وستسعى الأندية إلى تقديم أفضل ما لديها من أجل البقاء ضمن دائرة المنافسة، ولا ضير في إعادة النظر بموضوع تواجد اللاعب الأجنبي ضمن دورينا الموسم القادم، لما له من فائدة فنية كبيرة على مستوى لاعبينا الوطنيين، إضافة إلى أن تواجده يعطي الدوري نكهة تنافسية قوية، وتكون المباريات مفعمة بالإثارة والندية، كل هذا التطوير بمفاصل اللعبة من الطبيعي أن ينصب في بوتقة المنتخب الوطني ويحقق نتائج جيدة تليق بسمعة السلة السورية، لكن ذلك بحاجة إلى نقلة نوعية بعمل الاتحاد، وتوفر النوايا الصادقة وتضافر جميع الجهود من خبرات اللعبة، وحينها فقط سندرك أن اتحاد كرة السلة بدأ يسير على السكة الصحيحة.‏

المزيد..