في سلتنا… لهذه الأسباب اللاعب الطويل غائب عن أنديتنا

متابعة – مهند الحسني:ما زال اللاعب الطويل في أنديتنا ومنتخباتنا يشكل أزمة حقيقية نظراً لقلة هؤلاء اللاعبين، وعدم قدرة الأندية على استقطاب لاعبين طول القامة لدعم هذا المركز المهم والحساس الذي يعد بيضة قبان أي فريق، والسؤال هنا:



ما سبب غياب لاعبي الارتكاز، وعلى من تقع مسؤولية ندرتهم، وهل بمقدور اتحاد السلة إيجاد الحل المناسب أم إن الأندية لا تعمل بطريقة علمية وفنية جيدة ؟‏


«الموقف الرياضي» حيال ذلك استطلعت آراء أهل اللعبة من لاعبين ومدربين، ومعكم نمضي:‏


هيثم جميل:‏


عملة نادرة‏


يعتبر لاعب الارتكاز بمثابة العملة النادرة في أنديتنا، ووجوده ليس بالأمر السهل، يجب البحث والمتابعة من أجل إيجاده والاهتمام به، وتأمين كل السبل لتطوير مستواه، والمسؤولية تقع على اتحاد السلة وإدارات الأندية معاً، اتحاد السلة يجب أن يضع شروطاً على الأندية بفرق الأشبال بوجود لاعبين طوال، وكذلك الشباب والرجال.‏


لاعبو الارتكاز لا يأخذون حقهم بالرعاية والاهتمام لأنهم بحاجة لعمل كبير.‏


اللاعب شريف العش (نادي الوحدة): قلة الاهتمام‏


ضعف لاعبي الارتكاز يعود إلى قلة الاهتمام بهم من قبل الأندية بالدرجة الأولى، وهو يعود لسببين، الأول يعود لقلة وجود هذه الفئة (طوال القامة) في سورية بشكل عام، والسبب الثاني عدم اكتشاف هذه الفئة.‏


الحلول ممكنة، هناك ما يُدعى بالكشّاف، وهو وظيفة موجودة بجميع أندية العالم المحترفة، وهي وظيفة مثلها مثل الإداري والمدرب والمعالج … إلخ، مهمتها البحث في كل مكان لديه احتمال إيجاد هذه الفئة مثل المدارس، وهي الأهم والتواصل معهم ومع الأهالي في حال اضطر الأمر ليلتحقوا بتدريبات النادي بحسب عمرهم (صغار – أشبال – ناشئين في حالات خاصة) وهنا يبدأ دور المدرب والأندية بكشف المواهب والعمل عليها، وتخصيص ميزانية خاصة للاهتمام بهذه الفئة نظراً لندرتها.‏


عبود شكور:‏


مسؤولية الأندية‏


بداية وبشكل عام نسبة الطول بسورية ليست عالية، وهي من أهم الأسباب لعدم وجود اللاعبين الطوال القامة (فوق المترين) إضافة إلى ضعف اهتمام الناس بكرة السلة، إذا ما أخذنا نسبة من يمارس كرة السلة بالنسبة لعدد سكان.‏


طبعاً لا يوجد اهتمام كافٍ برأيي بطوال القامة الممارسين لكرة السلة سابقاً و حالياً (مادياً ، معنوياً ، فنياً) من قبل جميع الأندية.‏


الحل يقع على عاتق الأندية من خلال تخصيص فريق عمل للبحث عن طوال القامة في كافة الأمكنة، و جذبهم وإقناعهم لممارسة كرة السلة، كما هناك مسؤولية على اتحاد السلة الذي يجب عليه الترويج للعبة أكثر، وزيادة شعبيتها، بالتنسيق مع الإعلام، من نقل للمباريات و دعايات لها، بالإضافة للاهتمام باللاعبين طوال القامة الممارسين للعبة من كافة النواحي (كونهم نقطة ضعف سلتنا) مادياً من ناحية الرواتب، و فنياً بإرسالهم دورياً لمعسكرات خارجية على حساب الاتحاد.‏


أبي دوجي:‏


النوم بالعسل‏


غياب لاعبي الارتكاز له العديد من الأسباب، يأتي في مقدمتها، مدربو القواعد بالأندية، والحل ضرورة وجود كشافين بكل ناد، ودفع رواتب للمدربين القواعد مثل مدرب الرجال بالأندية، مثال راتب مدرب رجال بأي نادٍ درجة أولى حوالي 400 ألف ليرة بالشهر أو أكثر، فيما مدرب القواعد لا يصل راتبه الشهري إلى عشرين ألف ليرة.‏


إذا تساوى راتب مدرب القواعد مثل مدرب الرجال من المؤكد أن نرى قواعد الأندية بخير، ويجب على اتحاد السلة أن يفرض رفع راتب مدرب قواعد بعقد بما يوازي مدرب الرجال، لكن اتحاد السلة ما زال نائماً بالعسل، فقط إعلام والدعاية دون أي اهتمام.‏


ياسر حاج إبراهيم:‏


اختيارات المدربين‏


يتمتع لاعب الارتكاز بصفات خاصة أهمها الطول، و اللاعب الطويل في صالاتنا أصبح عملة نادرة، و هناك عدة أسباب لذلك، أولها يتعلق بمعدل الطول العام للسوريين، حيث لا نعتبر من الشعوب التي تمتلك معدل طول مرتفعاً، والثاني اختيارات المدربين للاعبين في فئتي الصغار و الميني باسكت، كونها تهتم بالنتائج الآنية، و الفوز بالبطولات للفئات العمرية على حساب التخطيط لنتائج مستقبلية، حيث يكون تطور اللاعب القصير مهارياً في هاتين الفئتين أسرع من تطور اللاعب الطويل، مما يدفع بعض المدربين لإهمال اللاعب الطويل، والاعتماد على اللاعب القصير الأكثر مهارة و سرعة لتحقيق نتائج مرحلية و آنية لا تغني و لا تسمن من جوع.‏


السبب الثالث هو عدم وجود كشافين للأندية للبحث عن خامات و لاعبين طوال القامة، والاكتفاء بمن يأتي بنفسه للعب والتسجيل في الأندية.‏

المزيد..