متابعة – مهند الحسني:تعتبر التصفيات الآسيوية القادمة بمثابة امتحان جديد وجدّي لاتحاد السلة والمنتخب معاً، لكون منتخبنا بات في المستوى الأول على الصعيد الآسيوي، وهو مركز جيد في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها الرياضة السورية بشكل عام منذ بداية الأزمة،
وأي نتائج أو كبوة لا سمح الله ستجعلنا ننحدر نحو المستوى الثاني، وهذه المشاركة لن تكون سهلة لكون منتخبنا سيواجه منتخبات من مستوى عال، وتضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة، أمثال (السعودية وإيران وقطر) وهي منتخبات قوية، اللعب أمامها لن يكون سهلاً، وتحتاج منافستها توفر مقومات التحضير المثالي والصحيح الذي يوازي هكذا بطولة من معسكرات خارجية مفعمة بالمباريات الودية القوية، خاصة بعد أن بات منتخبنا مطالباً بالخروج بنتائج جيدة ترضي طموحات الشارع الرياضي المطالب بنتائج جيدة توازي طموحه وتطلعاته.
الدرويش مجدداً
بات موضوع استلام مدرب وطني قيادة المنتخب محفوفاً بالمخاطر الجمة بعد العديد من التجارب قريبة العهد، إضافة إلى سلسلة من الانتقادات والتشكيك بقدرات كوادرنا المحلية، وبين المدرب الوطني الحذر وخيارات المدربين الأجانب العاديين الذين ابتلت بهم منتخباتنا في المراحل السابقة وبحسب الإمكانات المتاحة، لابد من حسم الموضوع، لكن هناك من يتضامن مع المدرب المحلي، ويعتبره البلسم الشافي لأسقام سلتنا الوطنية، وهناك من يعتقد أن المدرب الأجنبي ذا المستوى العالي، والذي يقبض آلاف الدولارات، وكل شيء يحرز ثمنه هو الحل الأمثل لمشكلة تدخل هذا وذاك في اختيار اللاعبين والتشكيلة وطريقة اللعبة وغيرها من الأمور.
في نفس السياق قطعت القيادة الرياضية الطريق أمام طموحات الاتحاد بالتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى بسبب ضيق ذات اليد وشح الإمكانات، ووصل الاتحاد إلى طريق مسدود، وبات عليه البحث عن مدرب وطني يقود المنتخب في المشاركة القادمة، واشترط الاتحاد ضرورة التعاقد مع مدرب متفرغ بشكل كامل للمنتخب دون أن يرتبط مع أي ناد، وبعد عملية بحث طويلة وجد الاتحاد ضالته بعدما توصل مع المدرب الوطني هادي درويش لاتفاق نهائي حول قيادته للمنتخب لكون الدرويش لم يجدد عقده مع نادي الجلاء الذي درّبه الموسم الفائت، ومنحه الاتحاد كل الصلاحية الكاملة لانتقاء الجهاز الفني المساعد له واللاعبين على نار هادئة، على أمل أن يبدأ مشاوراته حول هذه الأمور في اليومين القادمين بالتنسيق مع لجنة المنتخبات بالاتحاد.
وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي شهدتها رياضتنا السورية بشكل عام، و سلتنا المحلية على وجه الخصوص، والنزيف الكبير في كوادرها من لاعبين و مدربين و حكام، إلا إن اتحاد كرة السلة نجح في المرحلة الماضية بمهارة كبيرة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، و فرض حلولاً ليست مثالية لكنها واقعية، وتمكن من المحافظة على حضور منتخباتنا في غالبية البطولات والاستحقاقات، وهذه نقطة إيجابية تسجل له في ظروف صعبة والعمل فيها وتحقيق نتائج جيدة شبه مستحيل.
يبدو أن بلوغ منتخبنا لهذا المستوى لم يأت بتلك السهولة حيث بلغنا منتهى الطموح وعرج بنا إلى مصاف التطلعات، فما عاد هناك ما يحفزنا لفعل شيء جديد من شأنه أن يضيف بعض المتممات أو الرتوش لهذا المنتخب الذي شارك في التصفيات العالمية الأخيرة، وبدا واضحاً أن اتحاد السلة بدأ بإعداد منتخب للمستقبل، رغم أنه لم يحقق أي انتصارات، ولم يتمكن من حجز مكان لنفسه في النهائيات العالمية، لكنه قدم رغم ظروفه الصعبة مستويات جيدة أمام منتخبات تتفوق عليه بكل شيء.
غياب
بكل صراحة لم يستفد اتحاد السلة من جميع كبواته السابقة في إعداد منتخباته، وبقي يسير على نفس طريقة الإعداد البدائية التي لم تعد تفيد بأي شيء، ولا تتناسب مع فريق للأحياء الشعبية، وفي هذه المشاركة الهامة ثمة أسئلة باتت الإجابة عنها أمراً ضرورياً، حول ماهية الأهداف التي وضعها الاتحاد للمنتخب القادم وكيفية الوسائل التي سيسخرها لتجسيدها على أرض الواقع، أم إن هناك خلطاً وتداخلاً في كل شيء وارتجالية في القرار وعشوائية في المنهج والتحضير، ولماذا لا يكون هذا المنتخب بالذات بداية مشروع نهضوي سلوي للمستقبل، وليس مجرد إشراقة لا تلبث أن تخبو، وهل سيبقى المنتخب الأول هاجساً يؤرق القائمين بالأمر، ودون أن يحشدوا له كل الطاقات والإمكانات مكتفين بالبكاء على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي، وإلقاء اللائمة على الظروف الراهنة التي حالت دون أن تثمر مجهوداتهم المخلصة والمضنية، وهل سينجح الاتحاد في تأمين أبسط مقومات التحضير الجيد للمنتخب، أم سيبقى أسير الظروف والحجج الواهية التي لم تعد تقنع أحد؟
لابد
لابد لاتحاد السلة أن يضع الجميع بصورة ما وصل إليه حول خطة إعداد المنتخب، وأن يعقد مؤتمراً صحفياً في الأيام القليلة القادمة يتحدث خلاله عن برنامجه التحضيري القادم بكل وضوح وشفافية وعن قدرته على تأمين أجواء ومناخات تحضيرية ملائمة للمنتخب.
خلاصة
الفسحة الزمنية المتاحة لابد أن تمنح المنتخب فرصة ممتازة للتحضير و الإعداد ضمن الممكن و المتوفر، كما أن المشاركة خلال الموسم ستضمن وصول اللاعبين لأفضل مستوى من الجاهزية التي قد لا تضمن في بداية الموسم نتيجة لتأرجح تحضيرات الفرق، كل ذلك يوجب على الاتحاد أن يلم بكافة التفاصيل و الظروف المحيطة بالتحضير لضمان أفضل مشاركة ممكنة، وتسجيل حضور طيب يليق بسمعة السلة السورية.