شـــغب الملاعب ظاهــــرة تؤرق كرتنــــا المحلية

متابعة – أنور الجرادات: لا يمكن إنكار أن الشغب الذي طال ملاعبنا ليس بجديد أو حديث، بل منذ سنوات تعاني كرتنا المحلية حالها حال تلك في الخارج من هذه الأزمة والآفة التي وصلت في ملاعبنا إلى الأذى النفسي والمعنوي والمادي واللفظي، ودون أن تصل إلى أبعد من ذلك على عكس ما تشهده أحداث مختلفة ومتفرقة من قصص تعلقت بالأذى الجسدي.


‏‏


هاجس‏


ولأن شغب الملاعب يبقى الهاجس الأكبر لدى أي حدث أو تنظيم رياضي، فلا تزال المطالب ترتكز على أهمية استعراض الظاهرة وتبيان تأثيراتها و أن العبء الأكبر يقع على الأندية والاتحاد، للحد من هذه الظاهرة من خلال عقد ندوات ولقاءات مع الجمهور للتوعية بخطورتها على الرياضة والكرة السورية وتطورها، كما أن تفعيل العقوبات الرادعة من خلال استحداث قانون لمحاسبة كل من يعبث بممتلكات المدن الرياضية التي هي مال عام ومن يثير الشغب من شأنه أن يضع حداً لهذه الظاهرة.‏


طبعا هناك عدة أطراف ترتبط بشغب الملاعب وهي تتمثل بإدارات الأندية والحكام واللاعب وحتى المنظمين ورابطة المشجعين التي لها الدور الأكبر في تحريك وضبط الجمهور، كما من شأن تصريحات بعض المدربين قبل المباريات أن تثير تحفظ الجمهور واللاعبين.‏


حساسية المباريات‏


و تتراوح نسب الشغب حسب المباراة، إذا كانت جماهيرية أم لا، وبناء على نتيجة مباراة سابقة و أن بعض المباريات الحساسة بحاجة إلى متابعة من جميع الأطراف سواء من إدارة المدن والاتحاد إلى جانب الأندية نفسها حتى يتم امتصاص الغضب الجماهيري الذي يؤدي إلى شغب واعتداء على المرافق العامة والملاعب بعد ان تفاقمت هذه الظاهرة.‏


ويجب على الأندية واتحاد الكرة ورابطة المشجعين ضرورة العمل لإعداد برامج توعوية وتثقيفية للمشجعين لأن الخسائر الناتجة عن أعمال الشغب أصبحت فوق طاقة ميزانية المدن الرياضية فضلاً عن عزوف الكثيرين عن حضور المباريات وخصوصاً العائلات مما يعكس صوراً مشوهة لرياضتنا وكرتنا المحلية، وبالتالي يضعف المردود المادي من الناتج بسبب قلة بيع تذاكر الحضور.‏


ويجب تغليظ وتشديد العقوبات وتفعيلها على كل من يفتعل ويثير حالات شغب لذلك يجب أن يقول القانون كلمته بتشديد العقوبات لاجتثاث هذه الظاهرة.‏


إن عدم وجود قانون رادع وعقوبات قاسية على مثيري الشغب وعلى الأندية وكوادرها يوسع من دائرة هذه الظاهرة ويتسبب بهدر المال العام و الأصل في الرياضة هي تجمع ولا تفرق إلا أن بعض التصرفات والألفاظ الخارجة من قبل الجمهور التي هي بعيدة كل البعد عن روح وثقافة مجتمعنا المحافظ تثير الشغب وتزيد حدته.‏


أثرها على الأندية‏


أغلب المشاكل التي تحدث في الملعب من قبل الجماهير تنعكس على الأندية بشكل سلبي بفعل العقوبات المالية التي تفرض على تلك الأندية وتثقل كاهلها، في حين أنها في غنى عن هذه العقوبات، التي ترهق موازنة تلك الأندية، التي تحتاجها للإنفاق على تطوير رياضتها وكرتها.‏


وأخيراً: نسأل سؤالاً واحداً فقط وهو لماذا لا يكون هناك قانون مكافحة السلوكيات المسيئة للرياضة للحد من شغب الملاعب، والذي تكاد اللائحة التأديبية المعمول بها في اتحاد الكرة عاجزة وقاصرة عن وجود السياسة التشريعية العقابية لمخالفة المسلكيات الرياضية، علماً بأن هذه الخطوة سار على نهجها العديد من الدول.‏

المزيد..