سوريا تعبر الدور الأول بثبات: هوية تكتيكية مستقرة وتبديلات محسوبة بدقة

متابعة- مجد عبود:

أنهى المنتخب السوري الدور الأول من كأس العرب دون أي هزيمة، جامعاً 5 نقاط من فوز وتعادلين، ليحجز بطاقة العبور بجدارة خلف فلسطين.

وخلال المباريات الثلاث، ظهرت شخصية واضحة للفريق قائمة على الانضباط والمرونة التكتيكية، مع تغييرات دقيقة من المدرب خوسيه لانا في توقيتات شبه ثابتة بين الدقائق 60 و85.

الفوز على تونس.. انضباط دفاعي وبداية مثالية

في المباراة الافتتاحية، حسمت سوريا مواجهتها أمام تونس بهدف عمر خريبين في الدقيقة 48، بعد شوط أول شهد تركيزاً دفاعياً عالياً، لعب لانا بخطة 4-4-2 مانحاً خريبين دعماً أقرب، مع أدوار واسعة للصلخدي والأسود.

وأجرى المدرب الإسباني أول تبديل مبكر في الدقيقة 46، بدخول ياسين سامية لإصلاح مشكلة الطرف الأيمن، ثم لجأ لتبديلات متأخرة لإغلاق المناطق الدفاعية، تلقّت سوريا بطاقة صفراء واحدة عبر محمد الحلاق، مقابل بطاقتين على تونس، ما يعكس هدوء الفريق وسيطرته على الرتم الذهني للقاء.

تعادل قطر.. هدف قاتل وتبديلات تغيّر الإيقاع

في الجولة الثانية، غيّر خوسيه لانا الرسم إلى 5-4-1 لمواجهة السرعات القطرية عبر عفيف وإدميلسون، ورغم استقبال هدف دقيق عند الدقيقة 77، بقيت سوريا منظمة حتّى عاد خريبين وسجّل التعادل في الدقيقة 90.

وتميّزت المباراة بسلسلة تغييرات دقيقة بين الدقائق 46 و82، استخدم فيها لانا سياسة “تخفيض الحمل البدني” على لاعبي الأطراف وتنشيط الوسط، تلقّت سوريا صفر بطاقات صفراء، بينما حصل لاعبو قطر على ثلاث بطاقات، في مؤشر على نجاح الضغط السوري المتوازن الذي أجبر قطر على ارتكاب أخطاء تكتيكية، متلقين انذارين في المباراة.

تعادل فلسطين.. صلابة دفاعية وبحث عن السيطرة

اختتمت سوريا الدور الأول بتعادل سلبي أمام فلسطين في مباراة طغى عليها التكتيك والحذر.

واعتمد خوسيه لانا على 4-2-3-1 في عودة واضحة إلى مرونة الوسط، مع منح الصلخدي والأسود حرية أكبر في الاستلام تحت الضغط.

التبديلات جاءت عند الدقيقتين 73 و86 ثم 90+1، في محاولة لتنشيط العمق وزيادة الكثافة بدون مخاطرة هجومية، ما جعل المنتخب يخرج من المباراة من دون بطاقات، بينما تلقى الفلسطيني ميلاد تيرمانيني بطاقة وحيدة، ما يعكس نظافة أداء سوريا وتركّزها على تحكم الملعب بدل المنافسات الفردية.

الفروقات بين المباريات الثلاث

تنقّل لانا بين ثلاثة رسوم مختلفة:

4-4-2 ضد تونس– للضغط المتوسط والتحرك العرضي، و4-5-1 ضد قطر – للحد من مفاتيح اللعب السريعة، و4-2-3-1 ضد فلسطين – للسيطرة على الوسط وتفادي الاندفاع.

كما حافظ على نمط ثابت للتبديل: بين الدقيقة 46–50 عند الحاجة لتصحيح مشكلة واضحة (كما حدث أمام تونس)، وبين الدقيقة 60–82 لتنشيط الأطراف أو الوسط، بين الدقيقة 85–90+ لإغلاق المناطق الدفاعية وضبط الرتم.

دعه يلعب

ظهرت سوريا بصورة فريق منضبط، يعرف كيف يدير الدقائق الحرجة ويغيّر الخطة من مباراة لأخرى دون فقدان الهوية، ومع تسجيل هدفين فقط عبر عمر خريبين، وتلقي هدف واحد طوال الدور الأول، وبطاقة واحدة رغم أنه يلعب بأداء دفاعي بدا أن الفريق يمتلك تركيزاً دفاعياً عالياً ومرونة تكتيكية ستلعب دوراً حاسماً في الأدوار الإقصائية، فلم تتجاوز نسبة استحواذه على الكرة في المباريات الثلاثة أكثر من 45%، ما يظهر ذكاء لانا فهو يجعل الخصم يلعب وهو يفوز.

المزيد..
آخر الأخبار